هل الرعد صوت ملك؟.. أسماء لا تعرفها للبرق وهذه حقيقة العاصفة الرعدية
صوت الرعد هل هو صوت ملك؟ سؤال يحير البعض ويريدون معرفة دليل قاطع للإجابة عليه، وقد وردت عدة أدلة شرعية تؤكد أنه بالفعل صوت ملك، لكن الأدلة العلمية فسرت الرعد تفسيرًا مختلفًا ومنطقيًا، ومازال الحسم عند الله تعالى هو الذي يعلم الحقيقة، وما محاولات البشر إلا اجتهادات تحاول فهم طبيعة الظاهرة الكونية الأكثر إرعابًا للبشر خلال فصل الشتاء، وعبر القاهرة 24 نستعرض تفاصيل مميزة عن الرعد.
صوت الرعد هل هو صوت ملك؟
قد يرى البعض أن التساؤل حول صوت الرعد هل هو صوت ملك؟، مخالف لما جاء به العلم من تفسيرات لظاهرة الرعد والبرق، إلا أن العلماء منذ القدم قد تحدثوا عن تلك الظاهرة وأكدوا عدم التعارض بينهما، فقد ورد أن بعض اليهود سألوا رسول الله عن 5 أشياء ليتأكدوا من أنه نبي أم لا، وكان من بين تلك الأشياء سؤالهم له "أخبرنا ما هذا الرعد؟" فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم "مَلَكٌ من ملائكةِ اللهِ عزَّ وجلَّ مُوَكَّلٌ بالسحابِ بيدِهِ أو في يدِه مِخراقٌ من نارٍ يَزجرُ به السحابَ يَسوقُهُ حيثُ أمرَ اللهُ" قالوا: "فما هذا الصوتُ الذي يُسمعُ؟" قال: "صَوتُهُ" قالوا: "صدقْتَ".
وقال الله تعالى "وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ" واستدل الفقهاء بقوله تعالى "ويسبح الرعد بحمده" بأنه ملك موكل بالسحاب وصوته هو تسبيحه لله تعالى بصحبة ملائكة السماء.
وذكر الجلال السيوطي في كتابه "الحبائك في أخبار الملائك"، أن ابن عباس كان إذا سمع صوت الرعد قال: "سبحان الذي سبحت له" وقال: "إن الرعد ملك ينعق بالغيث كما ينعق الراعي بغنمه"، مما يستدل به العلماء على أنه ملك.
هل الرعد صوت ملك يزجر السحاب؟
وإن كان الرعد ملكًا فهل الرعد صوت ملك يزجر السحاب؟، نعم، قال ذلك كثير من أهل العلم، فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية عن تعارض القول بأن الرعد ملكًا والقول بأن الرعد ينجم عن اصطكاك أجرام السحاب: "وقد روي عن بعض السلف أقوال لا تخالف ذلك، كقول من يقول: إنه اصطكاك أجرام السحاب بسبب انضغاط الهواء فيه فإن هذا لا يناقض ذلك".
وأوضح ابن تيمية أن "الرعد مصدر رعد يرعد رعدًا، وكذلك الراعد يسمى رعدًا، كما يسمى العادل عدلًا، والحركة توجب الصوت، والملائكة هي التي تحرك السحاب وتنقله من مكان إلى مكان، وكل حركة في العالم العلوي والسفلي فهي عن الملائكة".
وضرب مثالا للتوضيح بصوت الإنسان الذي هو في الحقيقة اصطكاك أجرامه "الذي هو شفتاه ولسانه وأسنانه ولهاته وحلقه، وهو مع ذلك يكون مسبحًا للرب، وآمرًا بمعروف وناهيًا عن منكر".
واستدل بذلك على أن "الرعد إذًا صوت يزجر السحاب"، وقد قال الله تعالى في سورة النور: "أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ".
وجاء في كتاب السيوطي عن ابن عمرو أنه سُئل عن الرعد فقال: "وكله الله بسياقة السحاب، فإذا أراد الله أن يسوقه إلى بلدة أمره فساقه، فإذا تفرق عليه زجره بصوته حتى يجتمع كما يرد أحدكم ركائبه"، كذلك ورد عن جابر بن عبد الله: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن منشأ السحاب فقال: "إن ملكًا موكل بالسحاب يلم القاصية، ويلحم الرابية، في يده مخراق، فإذا رفع برقت، وإذا زجر رعدت، وإذا ضرب صعقت".
هل يوجد ملك اسمه رعد؟
هل يوجد ملك اسمه رعد بالفعل؟، هذا ما يراود كل من يقرأ قول ابن عباس "الرعد ملك من الملائكة اسمه الرعد، وهو الذي تسمعون صوته، والبرق سوط من نور يزجر به الملك السحاب"، وفي الحقيقة لم يقل ذلك ابن عباس فقط، ففي كتاب السيوطي ذكر عن علي بن أبى طالب قوله: "الرعد ملك والبرق ضربه السحاب بمخراق من حديد"، وأيضًا تكرر عن ابن عباس قوله "الرعد ملك يسوق السحاب بالتسبيح كما يسوق الحادي الإبل بحدائه".
ولم يتحدث السلف عن الرعد فقد في تحديد اسمه، ولكن قالوا أيضًا أسماء ملائكة موكلة بالبرق، فقد ذكر السيوطي أن ابن عباس في موضع آخر قال "البرق ملك يتراياس"، بينما قال كعب: "البرق تصفيق الملك البرد، لو ظهر لأهل الأرض لصعقوا"، ونقل الأشعرى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "اسم السحاب عند الله العنان، والرعد ملك يزجر السحاب، والبرق طرف ملك يقال له روفيل".
هل صوت الرعد هو صوت رحمة الله؟
يعتقد البعض أن صوت الرعد هو صوت رحمة الله، وهو ما قد يعود لحقيقته التي لا يستطيع البشر تحملها، فقد يصنف صوت الرعد كأقوى طوت طبيعي يصل إلى مسامع الإنسان، بل يخترق حاجز الصوت ليصل بشدته هذه من مسافة هي الأبعد على الإطلاق.
وفي إحدى فتاوى دار الإفتاء المصورة، قال الشيخ عويضة عثمان، إن البشر يجب عليهم أن يخافوا عند سماع الرعد ورؤية البرق، ويستغفروا الله كثيرًا ويسألوه العافية من أهوال يوم القيامة وأن يطلبوا من الله أن يرفع غضبه عن أهل الأرض.
وورد في بعض كتب التفسير أن الله تعالى قال في حديث قدسي: "لو أن عبادي أطاعوني لسقيتهم المطر بالليل، ولأطلعت عليهم الشمس بالنهار، ولم أسمعهم صوت الرعد" وقد يصاحب الرعد البرق ولكن لأن الضوء ينطلق بسرعة 300.000.000 متر في الثانية، بينما سرعة الصوت 340 متر في الثانية، وبالتالي فإن البرق يظهر قبل الرعد رغم حدوثهما في نفس الوقت تقريبًا مسببتان العاصفة الرعدية التي يسبقها رياح شديدة وباردة في الغالب، ويتبعها هطول أمطار غزيرة.
وقال تعالى تعبيرا عن عذاب قوم عاد "فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَٰذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا ۚ بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُم بِهِ ۖ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (24) تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لَا يُرَىٰ إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ ۚ كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ" فالرعد والبرق والعواصف الرعدية قد تكون من عذاب الله تعالى التي تستوجب الاستغفار والدعاء برفع الغضب والبلاء.
وإن كانت هناك رحمة بالبشر عبر صوت الرعد، فإنها تعود إلى عدم وصول صوته كاملًا لتبدو كالصاعقة التي تهلك الأمم، لقوله تعالى "ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء من عباده" وقد قال الدكتور عبدالعزيز النجار، أحد علماء الأزهر الشريف، إن صوت الرعد قد يكون رحمة من الله، لأن الصوت في الحقيقة يكون أقوى من ذلك.