لقاء الجبابرة.. قضايا تصدرت مباحثات الرئيسين الأمريكي والصيني ونتائج مرتقبة بين البلدين
التقي الرئيس الأمريكي جو بايدن، الرئيس الصيني شي جين بينج، بولاية كاليفورنيا، في لقاء مرتقب أجرى خلاله الزعيمان مناقشة صريحة وبناءة حول مجموعة من القضايا الثنائية والعالمية، بما في ذلك مجالات التعاون المحتمل، وتبادلا وجهات النظر حول مجالات الخلاف.
وتضمنت المباحثات عددًا من القضايا والملفات المهمة المشتركة بين واشنطن وبكين، والتي تتصل أيضًا بعدد من القضايا الدولية وفي مقدمتها الاقتصاد العالمي والحرب الروسية الأوكرانية، والتبادل التجاري بين الطرفين، حيث أوضح بايدن أن الولايات المتحدة والصين في منافسة، مشيرًا إلى أن بلاده ستواصل الاستثمار في مصادر القوة الأمريكية في الداخل والتوافق مع الحلفاء والشركاء حول العالم.
وأكد بايدن أن الولايات المتحدة ستدافع دائمًا عن مصالحها وقيمها وحلفائها وشركائها، كما أن العالم يتوقع من الولايات المتحدة والصين إدارة المنافسة بشكل مسؤول لمنعها من الانزلاق إلى صراع أو مواجهة أو حرب باردة جديدة.
ملفات مهمة على طاولة الحوار
وتناول الزعيمان عددًا من القضايا الرئيسية، حيث رحبا باستئناف التعاون الثنائي لمكافحة تصنيع المخدرات والإتجار بها بشكل غير مشروع على مستوى العالم، بما في ذلك المخدرات الاصطناعية مثل الفنتانيل، وكذلك إنشاء فريق عمل للاتصال المستمر وتنسيق تنفيذ القانون بشأن قضايا مكافحة المخدرات.
من جانبه، شدد بايدن على أن هذه الخطوة الجديدة ستعزز الجهود التي تبذلها الحكومة الأمريكية بأكملها لمواجهة التهديد المتنامي المتمثل في المخدرات الاصطناعية غير المشروعة والحد من تحويل السلائف الكيميائية إلى عصابات المخدرات.
الاتصالات العسكرية ومخاطر الذكاء الاصطناعي
رحب الزعيمان باستئناف الاتصالات العسكرية رفيعة المستوى بين الجيشين، فضلا عن محادثات تنسيق السياسة الدفاعية بين الولايات المتحدة والصين واجتماعات الاتفاقية التشاورية البحرية العسكرية بين الولايات المتحدة والصين، كما يستأنف الجانبان المحادثات الهاتفية بين القادة العسكريين، مؤكدين الحاجة إلى معالجة مخاطر أنظمة الذكاء الاصطناعي المتقدمة وتحسين سلامة الذكاء الاصطناعي من خلال المحادثات بين الحكومة الأمريكية والصين.
التحديات العالمية والإقليمية
وتبادل الزعيمان وجهات النظر حول التحديات الإقليمية والعالمية الرئيسية، حيث شدد الرئيس الأمريكي على دعم الولايات المتحدة لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ الحرة والمفتوحة والمتصلة والمزدهرة والآمنة والمرنة، وأكد الرئيس مجددًا التزام الولايات المتحدة الصارم بالدفاع عن حلفائها في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
حرية الملاحة واستقرار بحر الصين
وشدد بايدن على التزام الولايات المتحدة الدائم بحرية الملاحة والتحليق، والالتزام بالقانون الدولي، والحفاظ على السلام والاستقرار في بحر الصين الجنوبي وبحر الصين الشرقي، وإخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية بشكل كامل.
الحرب الروسية على أوكرانيا
وأكد الرئيس بايدن مجددًا أن الولايات المتحدة، إلى جانب حلفائها وشركائها، ستواصل دعم دفاع أوكرانيا ضد العدوان الروسي، لضمان خروج أوكرانيا من هذه الحرب كدولة ديمقراطية ومستقلة وذات سيادة ومزدهرة يمكنها الردع والدفاع عن نفسها ضد أي عدوان في المستقبل.
الحرب الإسرائيلية على غزة
وفيما يتعلق بالصراع بين إسرائيل وحماس، أكد الرئيس دعم الولايات المتحدة لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد الإرهاب، وشدد على أهمية قيام جميع الدول باستخدام نفوذها لمنع التصعيد وتوسيع الصراع، وأشار إلى أن حل قضايا المواطنين الأمريكيين المحتجزين أو الخاضعين لحظر الخروج في الصين يظل أولوية.
العلاقات بين الشعب الصيني والأمريكي
في هذا السياق، أكد الزعيمان أهمية العلاقات بين شعبي الولايات المتحدة وجمهورية الصين الشعبية، وأعلنا التزامهما بالعمل من أجل تحقيق زيادة كبيرة في رحلات الركاب المقررة في أوائل العام المقبل، بالتوازي مع الإجراءات الرامية إلى استعادة التنفيذ الكامل لقرارات الولايات المتحدة، كما شجع الزعيمان على توسيع التبادلات التعليمية والطلابية والشبابية والثقافية والرياضية والتجارية.
أزمة المناخ
وبالحديث عن قضية تغير المناخ، شدد الزعيمان على أهمية العمل معًا لتسريع الجهود المبذولة لمعالجة أزمة المناخ في هذا العقد الحرج، ورحبوا بالمناقشات الإيجابية الأخيرة بين مبعوثيهم الخاصين المعنيين بالمناخ، بما في ذلك الإجراءات الوطنية للحد من الانبعاثات في عشرينيات القرن الحالي، وبشأن النهج المشترك نحو نجاح الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف، وبشأن تفعيل الفريق العامل المعني بتعزيز العمل المناخي في عشرينيات القرن الحالي لتسريع المناخ الملموس.
وأكد الرئيس الأمريكي أن بلاده مستعدة للعمل مع جمهورية الصين الشعبية لمواجهة التحديات العابرة للحدود الوطنية، مثل الأمن الصحي والديون وتمويل المناخ في البلدان النامية والأسواق الناشئة.