دعاء الرعد.. الصيغة النبوية الصحيحة وهل توجد صلاة خاصة به؟
يحرص المسلم على دعاء الرعد عند العواصف الرعدية وخلال فترات الشتاء والاضطرابات الجوية التي ينجم عنها رعد وبرق، إذ كان النبي صلى الله عليه وسلم يتغير طبعه عند هبوب الرياح الشديدة ويقلق ولا يهدأ إلا إذا نزل المطر، لما حدث من هلاك الأقوام بالريح الشديدة، فالرعد يسبقه رياح شديدة ويعقبه مطر غزير، لذلك نعرض عبر القاهرة 24 أدعية الرعد وما يجب فعله عند سماعه.
دعاء الرعد
أوضحت دار الإفتاء المصرية نص دعاء الرعد بحسب ما ورد في السنة النبوية، حيث قالت في فتوى رسمية لها، أن من يسمع صوت الرعد يستحب له أن يقول "سُبْحَانَ الَّذِى يُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ، وَالْمَلاَئِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ".
واستدلت الإفتاء بأن الصحابي الجليل عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما، كان إذا سمع الرعد ترك الحديث، وقال: "سُبْحَانَ الَّذِى يُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلاَئِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ"، ثم يقول: "إنَّ هذا لوعيدٌ لأهل الأرض شديد"، وأضاف ابن عابدين في كتابه "رد المحتار على الدر المختار" إلى دعاء الرعد قول العبد "اللَّهُمَّ لاَ تَقْتُلْنَا بِغَضَبِكَ وَلاَ تُهْلِكْنَا بِعَذَابِكَ وَعَافِنَا قَبْلَ ذَلِكَ".
ونهى الأئمة عن النظر إلى البرق لقوله تعالى "يكاد البرق يخطف أبصارهم" ولما كشفه العلم من مخاطر وأضرار يسببها البرق للنظر وعلاقته بالكهرباء والحرائق.
دعاء الرعد والمطر
عند هطول الأمطار الرعدية يستحب دعاء الرعد والمطر، وذلك لما ورد في القرآن الكريم من قصة هلاك قوم عاد بالرياح الشديدة، وهلاك قوم نوح عليه السلام بالمطر المستمر إذ قال تعالى "وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ" وروت السيدة عائشة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى مخيلة في السماء، أقبل وأدبر، ودخل وخرج، وتغير وجهه، فإذا أمطرت السماء سُرِّي عنه، فعرَّفَتْه عائشة ذلك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أدري، لعله كما قال قوم: "فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ".
وفيما يلي دعاء الرعد والمطر:
- اللهم حَوَالَيْنَا ولَا عَلَيْنَا، اللَّهُمَّ علَى الآكَامِ والظِّرَابِ، وبُطُونِ الأوْدِيَةِ، ومَنَابِتِ الشَّجَرِ.
- اللهم رضاك عنا اللهم صيبًا نافعًا.
- اللهم صيبًا نافعًا، سبوح قدوس رب الملائكة والروح.
- سبحان الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته، اللهم رضاك اللهم صيبًا نافعا.
- اللهم صيبًا هنيئًا، اللهم لا تقتلنا بغضبك، ولا تهلكنا بعذابك، وعافنا قبل ذلك.
- اللهم لا تقتلنا بغضبك، ولا تهلكنا بعذابك، اللهم صيبًا نافعًا.
- اللهم إنى أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به.
- اللهم اجعلها رحمة ولا تجعلها عذابًا، اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا، وَخَيْرَ ما فِيهَا، وَخَيْرَ ما أُرْسِلَتْ به، وَأَعُوذُ بكَ مِن شَرِّهَا، وَشَرِّ ما فِيهَا، وَشَرِّ ما أُرْسِلَتْ به.
- اللهم رضاك عنا، اللهم لا تعذبنا بذنوبنا، واجعل المطر خير لنا لا عذاب.
- اللهم ارزقنا خير المطر وجنبنا السوء إنك القادر على كل شيء.
- اللهم نسألك عطايا خير، وارفع عنا ما هو علينا ضُر، وبارك لنا في مطرنا.
- اللهم إنا نسألك العافية من كل سوء، اللهم نسألك رضاك ونعمك ورزقك.
- اللهم اجعلنا في حماك واحمينا من كل أذى وعليك توكلنا.
دعاء الرعد والبرق سبوح قدوس
يردد البعض دعاء الرعد والبرق سبوح قدوس رب الملائكة والروح، وهو دعاء في غير موضعه، وفق ما ورد في السنة النبوية، فقد روى الإمام مسلم في صحيحه من حديث عائشة رضي الله عنها: "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في ركوعه وسجوده: "سُبُّوح قدوس، رب الملائكة والروح".
وقد يذهب البعض إلى أن هذا الدعاء يتناسب مع طبيعة الرعد كونه ملك موكل بالسحاب، فيكون تسبيحه له هو صوت الرعد، ومعنى "سبوح" أي المبرّأ من النقائص والشريك، و"قدوس" أي المطهر من كل ما لا يليق بالخالق، و"رب الملائكة" أي جميع الملائكة، و"الروح" قيل هو سيدنا جبريل وقال الإمام النووي في شرح صحيح مسلم: "قيل: الروح ملَك عظيم، وقيل: يحتمل أن يكون جبريل عليه السلام، وقيل: خَلْق لا تراهم الملائكة كما لا نرى نحن الملائكة، والله سبحانه وتعالى أعلم".
دعاء الرعد سبحان الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته
لم يرد دعاء الرعد سبحان الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته، عن النبي صلى الله عليه وسلم بل جاء عن الصحابي عبد الله بن الزبير، وما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم إذا سمع الرعد هو قوله "اللهمَّ لا تَقتُلْنا بغَضَبِكَ ولا تُهلِكْنا بعَذابِكَ وعافِنا قبلَ ذلك".
وقد جاء دعاء "يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته" تكرارا للآية الكريمة في سورة الرعد، وهو ذكر حسن لم ينفه أهل العلم ويسن الدعاء برفع الغضب والعذاب وطلب المعافاة كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الأولى لأن الرعد والبرق فيهما مخاطر على البشر حال استمرارهما أو تسلطهما على دولة ما أو مكان محدد.
وورد في الأثر أن دعاء الرعد سبحان الذي يسبح الرعد بحمده، يمنع عن المسلم الضرر من البرق والرعد، فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: "كنا مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه في سفر، فأصابنا رعد وبرق وبرد فقال لنا كعب: من قال حين يسمع الرعد: سبحان من يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته (ثلاثا) عوفي مما يكون في ذلك الرعد.
قال ابن عباس رضي الله عنهما: فقلنا فعوفينا، ثم لقيت عمر بن الخطاب رضي الله عنه في بعض الطريق فإذا بردة قد أصابت أنفه فأثرت به، فقلت: يا أمير المؤمنين ما هذا؟ فقال: بردة أصابت أنفي فأثرت بي، فقلت: إن كعبا رضي الله عنه حين سمع الرعد قال لنا: من قال حين يسمع الرعد: سبحان من يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته عوفي مما يكون في ذلك الرعد، فقلنا فعوفينا، فقال عمر رضي الله عنه: فهلا أعلمتمونا حتى نقوله".
صلاة الرعد والبرق
لم يرد عن النبي صلاة الرعد والبرق مخصوصة، بل ما ورد عنه أنه كان يدعو الله برفع الغضب والمعافاة، وقد روى كعب أنه جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: "يا رسول الله، استسق الله"، فرفع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يديه فقال: "اللهم اسقنا غيثا مريئا مريعا طبقا عاجلا غير رائث، نافعا غير ضار"، قال: فما جمعوا حتى أحيوا، قال: فأتوه فشكوا إليه المطر، فقالوا "يا رسول الله: تهدمت البيوت"، فقال: "اللهم حوالينا ولا علينا"، قال: فجعل السحاب ينقطع يمينا وشمالا، رواه ابن ماجه.
وهناك صلاة الاستسقاء، وتصلى عندما تشتد الرياح والبرق والرعد دون نزول مطر، أو عند انقطاع الأمطار لمدة طويلة، وتقام جماعة في أي وقت دون أوقات النهي، وهي عبارة عن ركعتين من غير أذان ولا إقامة، يقرأ الإمام فيها جهرًا بعد الفاتحة في الركعة الأولى سورة الأعلى، وفي الثانية سورة الغاشية، ثم بعد السلام يخطب الإمام بالناس خطبة خفيفة ويعظ الناس ويرشدهم فيها للدعاء والعبادة، ثم يدعو الله جهرا بنزول المطر.
هل الدعاء وقت الرعد والبرق مستجاب؟
يتساءل البعض هل الدعاء وقت الرعد والبرق مستجاب؟، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو الله عند حدوث البرق والرعد بقوله "اللهمَّ لا تَقتُلْنا بغَضَبِكَ ولا تُهلِكْنا بعَذابِكَ وعافِنا قبلَ ذلك" مما يدل على أن الدعاء مستحب في هذا الوقت رغم أنه لم يرد ضمن أوقات استجابة الدعاء صراحة، بل ورد نزول المطر كأحد أكثر الأوقات استجابة للدعاء.
وقد حثنا النبي صلى الله عليه وسلم على الدعاء في كل وقت فقد قال "ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن يعجل له دعوته وإما أن يدخرها له في الآخرة وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها".
كما ورد في الحديث قوله صلى الله عليه وسلم "لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ما لم يستعجل، قيل يا رسول الله وما الاستعجال قال يقول قد دعوت وقد دعوت فلم أر يستجب لي فسيتحسر عند ذلك ويدع الدعاء".
وخص النبي الدعاء وقت البلاء لما له من فضل وأهمية شديدة، وهو ما يندرج تحت دعاء المضطر المستجاب، إذ يعد الرعد والبرق من العوامل التي لا يمكن للإنسان التحكم فيها أو تغييرها ويكون دعاؤه دعاء رجاء واضطرار، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "والدعاء ينفع ممَّا نزل وممَّا لم ينزل، وإن البلاءَ لينزل فيتلقَّاهُ الدُّعاء فيعْتَلِجَانِ إلى يوم القيامة".