علي جمعة: ليس من حق الأب فعل هذا الأمر ولو غضب يدخل النار
أوضح الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، حكم الأب الذي يأخذ راتب ابنه كله، وهل للأب حق أن يغضب أم لا إذا رفض أبنه إعطائه راتبه من أجل أنه يريد أن يتزوج، ويقوم بأداء مناسك الحج ولا يعرف سبب أخذ أبيه كل راتبه الشهري.
ما الحكم في أب يأخذ راتب ابنه الشهري؟
وقال جمعة خلال تصريحات تلفزيونية، إنه من حق ابنه أن يمنعه عن ذلك، وإذا غضب أباه؛ دخل الأب النار؛ وذلك لأن هذا يُعد استيلاءات على أموال الغير بدون وجه حق.
وأشار جمعة إلى أن الأب يمكنه الأخذ من ابنه ولكن بالمعروف، وأن يعطيه ابنه ما في طاقته، لكن يأخذ الأب من ابنه كل يوم كل يوم كل يوم؛ لا هو عارف يتجوز، ولا عارف يحج، ولا عارف يعيش؛ فمينفعش كده.
بر الوالدين فرض عين
ومن جانب آخر أضافت دار الإفتاء في فتوى سابقة لها عبر موقعها الرسمي، بأن بر الوالدين فرض عين؛ حيث أخرج الإمام مُسلم في صحيحة عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "رَغِمَ أنْفُ، ثُمَّ رَغِمَ أنْفُ، ثُمَّ رَغِمَ أنْفُ، قيلَ: مَنْ يا رَسولَ اللهِ؟ قالَ: مَن أدْرَكَ أبَوَيْهِ عِنْدَ الكِبَرِ أحَدَهُما أوْ كِلَيْهِمَا، فَلَمْ يَدْخُلِ الجَنَّةَ".
وتابعت، لأمربرُّ الوالدين فرضُ عينٍ؛ فهو عبادةٌ لا تقبل النيابة؛ قال العلَّامة برهانُ الدين بنُ مازه البخاري الحنفي في "المحيط البرهاني في الفقه النعماني: [وطاعةُ الوالدين وبِرُّهُما فرضٌ خاصٌّ لا يَنُوبُ البعضُ فيه عن البعض] اهـ. بخلاف رعايتهما؛ فإنها فرضُ كفاية.
واستكملت، وقد أمر الإسلام بطاعة الوالدين إلا في معصية الله؛ قال تعالى: ﴿وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا﴾ [لقمان: 15]، فمفهوم المخالفة لهذه الآية وجوب طاعتهما إن لم يأمرا ولدهما بمعصية.