باميلا الكيك: أمنيتي الوحيدة لقاء الله.. وتعرضت للحرب على كافة المستويات| حوار
"لا أخسر أبدًا إما أربح أو أتعلم" مبدأ للزعيم نيلسون مانديلا صارت على نهجه النجمة اللبنانية باميلا الكيك بفطرتها، لا تعرف الخسارة أبدًا، تتوهج دائمًا كالكريستال النقي، وأثبتت مقولة العالِم توماس أديسون أن العبقرية 1 منها إلهام و99% منها جهد وتعب.
وبرزت عبقريتها في مسلسل كريستال الذي حصل على المرتبة الأولى في قائمة الأكثر مشاهدة على منصة شاهد منذ عرض أولى حلقاته، ولم تكمن عبقريتها في أدائها اللافت الذي لا غبار عليه، بل في شخصيتها أيضًا، التي نتعرف عليها بشكل تفصيلي ممزوجة بالروح المصرية خلال حوار أجراه القاهرة 24.
وإليكم نص الحوار:
هل توقعتِ نجاح مسلسل كريستال أكثر من الفورمات التركي الأصلي؟
لا يوجد لدي توقعات، حيث أجتهد وأفعل ما يُملى عليّ وأكثر؛ لأني شخصية شغوفة، مثل الخباز الذي إذا لم يحب خبزه، لن يستمتع المشتري بطعمه.
لم تعتمدِ في شخصية علياء على أنوثتك.. هل كان مقصودًا؟
بالنسبة لي، لا يوجد شيء يدعى الصدفة، وإذا تابعتوا أدواري ستجدون أن جميعها لهم طابع خاص وموضوعات ومضمون، فأنا أحب التفاصيل، فعندما أشاهد أفلامًا أوروبية أو أمريكية أُراهن نفسي أن الكاتب يكون برج الثور؛ لأنه اهتم بالتفاصيل، وبالفعل أكسب الرهان ويكون برج الثور، حتى أنني تلقيت تعليقات عديدة "لمَ لم تبرزي جمالك؟ كان من الممكن أن تضعي مساحيق تجميلية ملفتة أكثر"، وكانت كل تلك التفاصيل مدروسة حتى تفصيلة الإمساك بالسجائر.
ماذا عن تفاصيل الأزياء في مسلسل كريستال؟
أتعلمين، في البداية ضحكّوا عليّ المختصين باختيار الأزياء معي في المسلسل، وقالوا لي "مفيش حد بيلبس كده.. إيه الموضة ديه؟ قديمة جدًا"، ولكني أخبرتهم أنه من الضروري أن يكون هناك توقيع خاص وإمضاء من علياء لكونها مصممة أزياء، ففي البداية اختاروا لي ملابس جميلة جدًا، ولكن كانت تدل على أن ذلك العمل كان من الممكن أن يكون "تجاري كلاسيكي عادي"، فتابعت معهم خطوة اختيار الملابس ونسقت معهم ذوقي الخاص؛ لأنني معتادة على اختيار ملابس أعمالي منذ 12 عاما.
هل استعنتِ بمصممين أزياء حقيقيين نظرًا لطبيعة دور علياء؟
لا، ولكن كان في لدينا بالعمل مصمَمين لاختيار القطع المناسبة من الملابس بالتوفيق مع ذوقي.
في بداية دور علياء كنتِ قاسية القلب ومن ثم تحولتِ على مدار الأحداث.. هل كان التدريج مكتوبًا أم مع تفاعل الجمهور حلقة تلو الأخرى تغير النص؟
لا لم يحدث ذلك الأمر، ودعينا أخبرك بأمر مهم من مطبخي السري، أنا أعمل وفقًا للحلقات، وبمسلسل كريستال كان مكونًا من 90 حلقة، فكان ضروريًا وجود نضوج بالشخصية وتنوع، فلن تكون الشخصية على نفس الوتيرة طوال الحلقات، فمثلما هناك مقدمة ومتن وخاتمة لأي موضوع ينطبق الأمر على أي شخصية درامية.
هل تخيلتِ تعاطف الجمهور مع علياء في نهاية المسلسل بعدما كانت قاسية القلب بشكل ملحوظ بالبداية؟
نعم، فأنا كمؤدية شعرت بعلياء في كل مراحلها، لدرجة أنني تعاطفت معها، وعندما وصلت لتلك المرحلة أيقنت أن الجمهور أيضًا سيتعاطف معها، بالإضافة إلى أنني لم أرَ النسخة التركية حتى الآن، وأعتقد أن ستيفاني عطالله ومحمود نصر لم يشاهدونها أيضًا، كما أنني شاركت في بطولة مسلسل "فرصة تانية" عام 2014 على شركة mbc مأخوذ عن مسلسل "مكريمونيو" إسباني، ولم أشاهد شخصية ياسمين التي لعبتها حتى الآن في النسخة الإسبانية.
هل تتابعين أعمالك عند العرض؟
بدأت في متابعتها مؤخرًا، حيث يعد مسلسل كريستال هو المسلسل الثالث الذي أتابعه لنفسي من 50 مسلسلا شاركت بها تقريبًا.
وما النقد الذي وجهتيه لنفسك عندما شاهدت نفسك؟
دعيني أخبرك في البداية أن دور علياء إذ تم عرضه على أي ممثلة أخرى ستعشقه؛ لأنه مركب وصعب ويعزمك على إعطائه كل ما أوتيتِ من قوة؛ لأننا لمسناها وشاهدنا مثلها واقعيًا، كما لا يوجد شخص يصل إلى الكمال، فالكمال لله وحده، ولكن سأسمح لنفسي للمرة الأولى أن أقول لباميلا "Bravo" عليكِ، تعبتِ كثيرًا وطورتِ من نفسك واتضح ذلك جليًا، سُأربت على كتفيّ، غير معقول أن أتعب وأقل لم أتعب ولم يكن هناك إرهاقًا.
يكفي ذكر كلمة 90 حلقة على مسمع أي شخص ليتوقع كم التعب والمجهود.. حدثينا عن ذلك
تضررنا جسديًا وصحيًا، حيث صورنا في طقس شديد البرودة وصلت درجة الحرارة به لـ -8، وكانت ملابسنا مفتوحة "one sleeve" على النقيض جميع الرجال كانوا مرتدين بدلهم الكلاسيكية ولا يشعرون بنفس شدة البرودة، وصلت مرحلة التحكم بالعقل، فكيف لنا أن نُركز في الأداء بالتزامن مع رعشتنا من البرودة، ودارت العديد من الحوارات بيني وبين عقلي "هركز ازاي وأنا سقعانة وبتكتك.. أنا ورايا شغل"، وفور سماع كلمة "Action" أتناسى السقيع لأُركز في المشهد، كما أن باميلا ليست وراء ذلك النجاح، كان هناك ملائكة معي بالمسلسل، وإيماني هو سر نجاحي، وأحاول الحفاظ عليه جاهدةً.
نهاية المسلسل كانت غير متوقعة.. هل تناقشتِ مع صناع المسلسل حول النهاية قبل تصويرها؟
اذكري لي نهاية أي مسلسل كانت مثلما توقع الجمهور؟ لا يوجد بالطبع، وعند إسدال الستار عن النهايات تنهمر التعليقات المنتقدة للنهايات الغير متوافقة مع توقعاتهم وتكون على شاكلة "إيه النهاية السخيفة دي".
بمناسبة انتقادات نهاية المسلسل.. كيف رأيتِ انتقاد الفنانة الإماراتية أحلام للنهاية؟
رأيها يُحترم بالطبع، وأن تقول عني عظيمة، فذلك كلام عظيم، وأشادت بي أيضًا الإعلامية فجر السعيد التي أشارت إلى ضرورة اعتزال الممثلات بعد رؤيتهم أداء باميلا الكيك، فأنا أحترمها وأُقدرها، وأعتبر أن هناك 3 نساء يشبهن بعضهن البعض وهن: فجر السعيد وأصالة وباميلا الكيك.
وما أوجه التشابه بينكن؟
من ناحية نفس القدر من البوح بالحقيقة والصراحة، بطريقة متنافية تمامًا مع الوقاحة والتجريح والنية السيئة، وذلك لوجود مسئولية كبيرة تجاه الجمهور.
بعد نجاح علياء.. هل لديكِ شروط معينة للتعاقد في أي عمل فني؟
لا أطلق عليهم شروط بل تمنيات، أتمنى أن يكون التعامل بشكل احترافي مثلما كوني ممثلة محترفة، حيث أعتبر أن من أبرز نقاط القوة لدي هي القدرة على تصوير أي مشهد مهما كانت قوته من أول مرة، وملتزمة بمواعيدي وأهتم بملامحي وأحفظ الدور جيدًا حتى إذ مرضت أضغط على نفسي من أجل التصوير واستكمل العمل، ومقابل ذلك يجب أن يكون العقد لصالح الطرفين، من أجل الوصول للورد يجب المرور على الشوك أولًا.
ألا تشغلكِ مسألة ترتيب الأسماء على التتر؟
إطلاقًا، المشاهد لا يلحظ ترتيب الأسماء بل ينصب تركيزه على القصة والدور "ماليش في لعبة الأسامي".
بمناسبة ذكر الصراحة.. في اعتقادك لمَ تُترجم صراحتك ومقصدك بشكل خاطئ لدى البعض؟
لأن الصراحة راحة وهم لا يريدونها، ولا يفضلون أن يكونوا مرتاحين، فعلى سبيل المثال هناك شعارات دائمًا تنادي بحرية المرأة "كوني نفسك" ولكن هل يسمح المجتمع للمرأة أن تكون نفسها؟!! بالطبع لا، فكل شيء يدعو المرأة للنقيض، وهناك شعارات أخرى تدعو للتفكير خارج الصندوق ولا يوجد صندوق من الأساس، لا يوجد حد أقصى لمقدرة الإنسان ولا حتى السما، إذ أراد الشخص أن يطير سيسطير، وذلك هو فكري، أضع الفكرة وأسير نحو الهدف في صراط مستقيم حتى الوصول إليه، وتلك الخطوات التي اتبعتها من أجل علياء.
ألاحظ أنكِ تذكرين اسم علياء كثيرًا في الحوار.. ألم تستطيعين خلع عباءة علياء بعد؟
عليا صنعت لي الكثير، فأنا أحب اسم عليا وباسل وياسمين وأم عمل، أعتبرهم أولادي، أنا أتعلق كثيرًا، فأنا شخصية حالمة.
صرحتِ منذ فترة بأن الإنسان نصفه امرأة والنصف الآخر رجل.. متى يظهر النصف الذكوري من باميلا؟
في كل الأوقات، فهو عبارة عن مزج، فلا يمكن أن يكون في المطلق نصف باب أو نصف شباك، حيث أنه بداخل كل إنسان نصف امرأة ونصف آخر رجل، فلا يوجد رجل ناجح وذو سلطة ولا يوجد بداخله معالم من المرأة، وإلا ما بيفهم المرأة ولا المرأة من الممكن أن تفهم الرجل.
لا يوجد شخص ناجح لم يتم محاربته.. كيف تمت محاربتك؟
طبعًا، كل كافة المستويات، خاصةً أنني شخصية مش مفهومة للكثير، وأعتبر أن أفضل شيء بي هو أنني لا أعير أي شيء انتباهًا من هذا القبيل، كما أنني لا أحب اتباع نهج ونمط واحد، ومقتنعة تمامًا بأن الله وهب كل إنسان نعمة أن يكون نفسه، والإنسان عليه الاختيار إما أن يكون نفسه أو نسخة من الآخرين.
وما المقابل الذي دفعتيه مقابل الشهرة؟
لا يوجد أمر مُحدد بعينه، فكل شيء بالدنيا سيف ذو حدين، وهناك أمور من الطبيعي أن تكون متلازمة مع الشهرة، فهذه طبيعة العمل، ولا يجوز الشكوى منها.
هناك مثل شعبي يقول "عدوك ابن كارك".. أتؤمنين به؟
في العموم، الأذى يكون من القريب قبل البعيد، وضروري أن نكون مهيأين للتعامل مع الناس، فالبعض لديه ضغينة أو حسد، ولكن أنا أتفهم ذلك الأمر جيدًا، ولا أنزعج منهم، بل بالعكس أشعر بالضيق حيالهم، كما أنني أُسامحهم.
ألا يوجد لديك روح الانتقام والثأر لحقك؟
بالعكس، السماء تأخذ حقي وليس أنا، فذلك أعظم وأكبر، سلام كامل، اُسلم كامل شئوني لربي.
على مدار الحوار لاحظت ذكر وترديد اسم الله كثيرًا على لسانك وبالرغم من ذلك هناك لغط حول ديانتك من البعض.. لمَ هناك لغط؟
لأنني فهمت السلام في الإسلام والحكمة في الدروز والشاكرز والمقامات في البوذية؛ ولأنني مسيحية صحيحة صالحة أحترم كل الأديان، وديني يدعو للمحبة، وبمعتقداتي وفلسفتي الخاصة أعتبر أن الله مثل الشمس الواحدة وهناك 2000 شباك، شباك يسمى النبي محمد وشباك آخر النبي عيسى وشباك بوذا، ولكن دعونا ألا نتعلق بصاحب الرسالة ونترك الرسالة نفسها، كما أن هناك 4 أشياء ثابتين في الكون، وهم الله، الشيطان، الكذب، الحقيقة، فلا توجد حقيقتين ولا يوجد شيطانين ولا توجد كذبتين.
فلسفتك بالتأكيد ناتجة عن نضج.. فما نقطة التحول بحياتك؟
هناك الكثير، خاصةً أنني شخصية مشهورة ومُعرضة لأشياء عديدة غريبة وغير مألوفة، وفي كل قطار حياة كل إنسان يمر بالعديد من التجارب، التي تكون محطة نهايتها النضج.
ألا تهتمين بفكرة التقدم بالعمر؟
أجابت ضاحكةً، أعتبر نفسي روح قديمة فلنقل عمرها 3000 آلاف سنة، الجميع يُفضل تصغير نفسهم ولكن أنا بكبر؛ لأن العمر لا يعتبر شيئًا هامًا على الإطلاق "روحي شبعانة"، ولا أطلب سوى لقاء الله، فتلك أمنيتي الوحيدة ولا يوجد لدي أميات مثل امتلاك قصور أو زيادة بالعمر.
وكيف تتعاملين مع المنتقدين؟
في كل الأحوال أعتبر نفسي فائزة، إذ فشلت فأنا فائزة، لدي حالة من التنقية والتلقيح للنقد، فإذا أخبرني أحدهم بأنني إنسانة قبيحة أو فاشلة أو حتى جميلة أو مبدعة لا أتأثر، أُفكر بمبدأ هل الأمر الذي من المفترض أن أنزعج من أجله يؤثر عليّ بعد 5 سنوات؟ فإذا كانت الإجابة لا، فلا داعي للانزعاج "عيشوا اللحظة".
إذ شكرت نفسك على شيء.. فما هو؟
على كل شيء؛ لأن كل ما أمر به أعتبره دروسًا، ولا أندم على أي شيء، أُسلم روحي وحالي لربي، وطلبت منه أن أسير على الصراط المستقيم.
وما الشيء الذي ستعتذرين عنه لنفسك؟
لا شيء، كل ما فعلته كان من الضروري أن أفعله، وما لم أفعله كان أيضًا ضروريًا لا أفعله.
في النهاية.. هل ستتزين الأراضي المصرية بكِ قريبًا؟
كفنانين وممثلين نعلم جيدًا أن مصر هي هوليوود العرب، وتلقيت الكثير من العروض الفنية، وكل عرض أكبر وأفضل من الآخر، وقريبًا مصر ستتزين للمرة الثانية، فأنا شاركت من قبل في فيلم فارس مع الفنان حسين فهمي وأحمد زاهر.