انفصال تسعير السوق المصري عن البورصة العالمية مع استمرار المضاربة
سجلت أسعار الذهب في مصر ارتفاعا بشكل كبير في ظل ارتفاع سعر الدولار في السوق الموازي المستخدم في تسعير الدولار، في الوقت الذي ينفصل فيه تسعير الذهب المحلي حاليًا عن السعر في السوق العالمي.
افتتح الذهب عيار 21 الأكثر شيوعًا تداولات اليوم عند المستوى 2770 جنيها للجرام قبل أن يرتفع بمقدار 30 جنيها، ويتداول وقت كتابة التقرير عند الفني لجولد بيليون عند المستوى 2800 جنيها للجرام، بينما قد ارتفع يوم أمس بمقدار 40 جنيها حيث أغلق عند المستوى 2765 جنيه للجرام وكان قد افتتح جلسة الأمس عند المستوى 2725 جنيها للجرام.
ارتفاع أسعار الذهب
وذكر تحليل جولد بيليون أن الذهب استطاع تحقيقا مستهدفا الصعود الأول عند 2750 جنيها للجرام خلال جلسة الأمس، واليوم سجل للمرة الثاني في تاريخ الذهب في مصر 2800 جنيه للجرام.
ويظل السبب الرئيسي وراء الارتفاع الكبير في سعر الذهب هو ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق الموازي والذي وصل إلى مستويات غير مبررة ليدفع معه سعر الذهب إلى الارتفاع بسبب تسعير الذهب بسعر الدولار الموازي.
الطلب على الذهب المحلي خلال الفترة الحالية يعد معتدلا أو أقل من المعتاد وذلك بسبب الارتفاعات الكبيرة في سعر الذهب وغياب السيولة النقدية لدى المواطنين، بينما قد نشهد تزايدا في الطلب على الذهب الخام من قبل الشركات والمصنعين بسبب الإقبال على عمليات التصدير بعد أن وافق البنك المركزي المصري على مد فترة توريد أموال التصدير لـ 30 يوما بعد أن كانت 7 أيام.
المعروض من الذهب حتى مستقر خاصة بعد أن وافق مجلس الوزراء على مد فترة مبادرة زيرو جمارك لـ 6 أشهر جديدة لتنتهي في 10 مايو 2024 بعد أن كان مقدر لها أن تنتهي في 10 نوفمبر الماضي.
وقد أعلنت مصلحة الجمارك المصرية أن إجمالي واردات الذهب المصاحب للعائدين من الخارج والذي حقق استفادة من مبادرة زيرو جمارك قد سجل 3213 كيلو جرام من الذهب خلال الفترة من بداية المبادرة في 10 مايو إلى 11 نوفمبر الجاري.
بينما أظهرت بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أن واردات مصر من خام الذهب قد تراجعت خلال عام 2023 حتى أغسطس الماضي لتصل إلى 85.318 مليون دولار، منخفضة بمقدار 83.11 مليون دولار عن واردات الذهب خلال نفس الفترة من عام 2022.
سعر الأونصة العالمي يعود إلى الارتفاع بعد جلستين من التراجع وذلك بسبب ضعف مستويات الدولار الأمريكي وتراجع عوائد السندات الحكومية الأمريكية، وتنتظر الأسواق اليوم صدور محضر اجتماع البنك الفيدرالي الأمريكي والذي من شأنه أن يؤثر على تحركات الدولار وبالتالي على أسعار الذهب، ونجح المعدن النفيس في السوق المحلي في استعاد قوته في الارتفاع واستطاع تحقيق مستهدفات الصعود بدعم من ارتفاع سعر الدولار في السوق الموازي
استطاعت الأونصة العالمية العودة إلى الارتفاع من جديد ليتداول فوق المستوى 1980 دولارا للأونصة في محاولة لتجميع زخم صاعد كاف لاختبار المستوى 2000 دولار للأونصة ومحاولة التداول فوق هذا المستوى.
الحذر قد يسيطر على تداولات الذهب اليوم بسبب انتظار الأسواق لمحضر اجتماع الفيدرالي وتأثيره على الدولار الأمريكي وبالتالي على الذهب، وفي حالة تأثير الاجتماع بشكل سلبي على الذهب فسيتراجع إلى المستوى 1975 دولار للأونصة وفي حالة كسر المستوى يعود إلى المستوى 1950 دولار للأونصة.
الاتجاه العام بالنسبة للذهب يظل صاعد ولكنه في حاجة إلى تجميع المزيد من الزخم حتى يتمكن من اختراق المستوى 2000 دولار للأونصة والاستقرار أعلاه حتى يتمكن من تسجيل مستهدفات الصعود عند 2020 ثم 2050 ثم قمة الذهب التاريخية عند 2080 دولار للأونصة.
فقد استكمل السعر موجة الصعود القوية ليحقق يوم أمس مستهدف الصعود الأول عند 2750 جنيه للجرام، واليوم استكمل حركة الصعود إلى المستوى 2800 جنيه للجرام في محاولة لاختراق هذا المستوى الذي يمثل قمة تاريخية لأسعار الذهب.
تسجيل الذهب 2800 جنيه للجرام قد يعمل على تهدئة موجة الصعود ويدفع السعر إلى التذبذب حول هذا المستوى أو العودة إلى 2750 جنيه للجرام بما يمثل تصحيح سلبي.