حكاية عم عبدالحميد وابنيه.. رحلة كفاح بدأت من سوهاج وانتهت بالموت في بورسعيد|صور
لقي عامل بناء من محافظة سوهاج، و2 من أبنائه مصرعهم، أسفل أنقاض عقار انهار عليهم في الواقعة التي شهدتها منطقة حي الشرق في محافظة بورسعيد، حيث تم العثور على الجثامين أسفل حطام العقار المنهار بعد ساعات من وقوع الحادث.
رحلة كفاح بدأت من سوهاج وانتهت بالموت في بورسعيد
وراح ضحية الحادث عبدالحميد ياسين، عامل بناء يقيم بدائرة مركز المنشاة جنوب محافظة سوهاج، و2 من أبنائه؛ هما ياسين وعبد الرحمن، اللذان أكملا دراستهما برغم ظروفهما المعيشية الصعبة.
سافر الأب عبدالحميد للعمل في بورسعيد بحثًا عن لقمة عيشه تاركًا أطفاله الصغار بقريتي مسقط رأسه بمركز المنشاة، وبدأ في العمل ليل نهار، حارمًا نفسه من كل متع الحياة، بل من كل شيء ضروري في حياته، حتى يوفر مصروفات أسرته الصغيرة التي تركها في الصعيد.
وتمر السنوات، حتى انتهى أبناؤه من دراستهما وتخرج ياسين صاحب الـ 21 عامًا من كلية التجارة قسم محاسبة، وعبد الرحمن 24 عامًا من كلية الحقوق، ويستمر الأب في الكفاح حتى يوفر حياة ومعيشة أفضل لأسرته.
انتهاء حلم بدأ في الصعيد
عقب تخرج أبنائه في الجامعة، قررا الوقوف إلى جوار والدهما الذي أتعبته الحياة وأرهقته الظروف، فقرر عبد الرحمن وشقيقه ياسين السفر إلى محافظة بورسعيد للعمل ومساعدة والدهما في أعمال البناء، برغم رفض الأب لهذه الفكرة، مطالبًا إياهما بعدم الانخراط في مهنته والبحث عن وظيفه بمؤهلهما، إلا أنهما قررا العمل معه ومساعدته.
وبدأ الشقيقان عملهما في البناء لمساعدة والدهما، واستمر الوضع لبضعة أشهر قليلة، حتى جاءت اللحظة التي لم تكن في حسبانهما، وجاء مساء يوم الأحد 19 نوفمبر 2023، حيث كان يعمل الأب وأبناؤه داخل أحد العقارات بنطاق حي شرق بورسعيد لترميمه، ليشعروا باهتزاز مفاجئ في المبنى وبدأ العقار في الانهيار.
حاول الأب وأبناؤه الفرار والنجاة من الموت تحت أنقاض العقار، وأسرعوا مهرولين في محاولة للهرب من الباب الخلفي للعقار، لكنهم فشلوا وانهار العقار على رؤوسهم، ولقوا مصرعهم جميعًا، وتم استخراج جثثهم الثلاثة من أسفل الأنقاض بعد مضي 8 ساعات من البحث المتواصل، وتم نقلهم إلى مسقط رأسهم، ودفنهم بمقابر أسرتهم وسط حالة من الحزن الشديدة.