الإثنين 25 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

موت أحمر.. أستاذ جامعي فلسطيني يروي لـ القاهرة 24 رحلة نزوحه من شمال غزة إلى رفح

نزوح أهل غزة - أرشيفية
سياسة
نزوح أهل غزة - أرشيفية
الأربعاء 22/نوفمبر/2023 - 01:39 م

يعيش السكان من الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، مأساة وأوضاعًا قاسية، منذ انطلاق حرب السابع من أكتوبر، وعملية طوفان الأقصى، خاصة بعد القصف العنيف من قوات الاحتلال الذي أودى بحياة ما يزيد عن 14 ألف فلسطيني، بالإضافة إلى نزوح عدد كبير إلى المناطق الجنوبية من القطاع.

مأساة النازحين في قطاع غزة 

ورغم إعلان قوات الاحتلال أن هناك ممرات آمنة من أجل نزوح المواطنين من شمال قطاع غزة إلى جنوبه حيث خان يونس ورفح، فإن عددًا من النازحين تعرض للاستهداف والقصف على الطريق، سواء في شارع صلاح الدين شرقي القطاع أو شارع الرشيد في الغرب والموازي للشريط الساحلي.

دكتور جامعي فلسطيني يسرد رحلة نزوحه والمعاناة خلالها

القاهرة 24 تواصل مع الدكتور الفلسطيني حسين سعد، أستاذ الإعلام بجامعة القدس المفتوحة بفرع قطاع غزة، والذي كانت له قصة مثيرة أثناء نزوحه من منزله قرب مستشفى الشفاء، إلى مدينة رفح جنوبًا، كتُب له فيها النجاة بعد معاناة كبيرة.

وفي بداية حديث القاهرة 24 معه، عبر أستاذ الإعلام عن وضع القطاع والظروف القاسية التي عاشها رفقة أسرته بعد نزوحه من شمال غزة إلى مدينة رفح جنوبًا، جراء القصف المتواصل والعملية البرية بالمناطق الشمالية من قبل جيش الاحتلال.

تخوفات وتلويح بالاقتحام

وبدأ حسين سعد في التعبير عن معاناته قائلًا: أعيش بالقرب من مستشفى الشفاء في مدينة غزة، لكن مع اشتداد القصف بشكل همجي، وبدء التلويج باقتحام المستشفى الأكبر في القطاع، وبالتحديد في اليوم الـ33 من الحرب، قررت النزوح رفقة عائلتي إلى الجنوب، حيث مدينة رفح.

وبنبرة ممزوجة بالحزن والألم، بدأ الدكتور الجامعي في سرد تفاصيل عملية النزوح من منزله قائلًا: اضطرت من الخروج من محافظة غزة، حيث المنطقة الآمنة في رفح، واتخذت قرارًا صعبًا جدًا بالتنقل عبر سيارتين وليس سيارة واحدة رغم أنه كان يمكنني جمع العائلة في سيارة واحدة.

قرار صعب وطريق أصعب

"أضمرت في نفسي إننا مش هنمشي في سيارة واحدة"، وبهذه الكلمات بدأ حسين في تبرير قراره، ليقول: اتخذت هذا القرار دون إعلان سببه لأحد لكن أضمرت في نفسي ذلك، أننا سننتقل عبر سيارتين خشية استهداف إحداهما أو تعرضها للقصف من قوات الاحتلال، مواصلًا بلهجة حزينة: لو انضربت سيارة على الأقل يعدي نصف العائلة وهذا كان قراري وتخوفي ولم أعرضه على أحد.

وواصل حسين وصف مشهد النزوح عبر طريق الرشيد بقوله إن قوات الاحتلال استهدفت إحدى السيارات المغادرة قبله، مستكملًا: هذا كان سبب اتخاذي هذا القرار حرصًا على العائلة أو على بعضها على الأقل، حتى أن السيارات التي تلينا تعرضت أيضًا للقصف، لكن الله كان رحيمًا بنا ومررنا بسلام.

ووصف حسين سعد الصعوبات التي صاحبت عملية النزوح والطريق الصعب من مدينة غزة لـ رفح: بدأنا في الطريق والسيارة الأولى تعرضت لإطلاق نار والسائق قاد بسرعة جنونية، شاهدنا وقتها الجثث الملقاة على الأرض، ومنطقة الخطر الكبرى كانت من شارع الرشيد وحتى مخيم النصيرات وسط غزة.

تعرض لإطلاق نار وارتطام بالرصيف

وواصل أستاذ الإعلام بجامعة القدس المفتوحة سرد تفاصيل الرحلة المرعبة: في منطقة الخطر التي تحدثت عنها كادت أن تنقلب السيارة بسبب سرعة السائق الجنونية بسبب إطلاق النار، واصطدمنا بالرصيف مرتين، لكن عناية الله كانت معنا واستطعنا النجاة من المنطقة حتى وصلنا لخان يونس في الجنوب ثم مدينة رفح.

مدن الشمال فيها موت أحمر

وعن وضعه في الجنوب وبالتحديد في رفح، قال: الجنوب قياسًا بغزة والشمال هادئة نسبيًا، والقصف بنحو 25% من مدن الشمال، فمدن الشمال كما نوصفها "موت أحمر"، لكن الجنوب أهدأ إلا أن الوضع في الأيام الأخيرة بدأ في اتخاذ منحى تصاعدي، والأمور بدأت تأخذ شكل الخطر بمنحنى تدريجي تصاعدي.

وعن تمنياته للفترة المقبلة، قال حسين: نأمل وجود هدنة دائمة ووقف إطلاق نار، خاصة بعد التخوف الموجود حاليًا من التهجير إلى مصر ووضع المواطنين هناك، وأن تستوعب القاهرة اللاجئين هناك لحين انتهاء نار الحرب والعودة لغزة بعدها، والكل متخوف من ذلك بسبب تذكر ما حدث في عام 1948، وقتها أخبروا أهلنا أسبوع وبترجعوا ولليوم ما رجعوا.

وأشاد حسين سعد في نهاية حديثه وسرد قصته، بالدور الذي تلعبه مصر وقوتها وأهميتها قائلًا: أنا شخصيًا أحد أبناء مصر وعشت بسيناء منذ ولادتي وحتى نهاية الثانوية العامة، ومصر لها دور قوي ورئيسي وهي حامي القضية الفلسطينية، لكن التخوف يأتي خشية الرضوخ للضغوط الدولية واستيعاب أعداد اللاجئين بمصر، وهمنا الوحيد هو وجود هدنة ثم وقف لإطلاق النار.

تابع مواقعنا