ما هو صوت الرعد في الإسلام؟.. ليس ملكًا واحدًا وصحابي تحداه بدعاء مخصوص

يهتم كثير من المسلمين بمعرفة ما هو صوت الرعد في الإسلام وكيف يحدث وهل هو ملك وما اسمه؟، حيث يعد الرعد من أقوى الأصوات الطبيعية التي تصل إلى أذن الإنسان، وهو ظاهرة مخيفة وترعب البعض لدرجة الوصول لمرحلة فوبيا الرعد، وعبر القاهرة 24 نكشف تفاصيل تلك الأسئلة المحيرة، ونوضح رأي الدين في الظاهرة العظيمة.

ما هو صوت الرعد في الإسلام؟

حول سؤال ما هو صوت الرعد في الإسلام؟، ذكرت الآية الكريمة قولًا صريحًا فسرها العلماء تفسيرا يوافق السنة النبوية المطهرة، حيث قال تعالى في سورة الرعد "وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ"، وفي تفسير الطبري، يعني قوله تعالى "يسبح الرعد بحمده" أي "يعظم اللهَ الرعدُ ويمجِّده، فيثنى عليه بصفاته، وينزهه مما أضاف إليه أهل الشرك به ومما وصفوه به من اتخاذ الصاحبة والولد" تعالى ربنا وتقدّس".

كذلك تفسير "من خيفته" يقول الطبري: "وتسبح الملائكة من خيفة الله ورَهْبته"، وهذا التفسير يوافق الحديث الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم "أَقْبَلَتْ يَهُودُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: يَا أَبَا الْقَاسِمِ؛ أَخْبِرْنَا عَنْ الرَّعْدِ مَا هُوَ؟ قَالَ: مَلَكٌ مِنْ الْمَلَائِكَةِ مُوَكَّلٌ بِالسَّحَابِ مَعَهُ مَخَارِيقُ مِنْ نَارٍ يَسُوقُ بِهَا السَّحَابَ حَيْثُ شَاءَ اللَّهُ، فَقَالُوا: فَمَا هَذَا الصَّوْتُ الَّذِي نَسْمَعُ؟ قَالَ: زَجْرُهُ بِالسَّحَابِ إِذَا زَجَرَهُ حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى حَيْثُ أُمِرَ، قَالُوا صَدَقْتَ".

ويعد صوت الرعد في الإسلام إنذارًا من عذاب الله، لأن الرعد يصاحبه برق، والبرق يقصد به الصواعق التي قال الله تعالى عنها "ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء من عباده"، وفي ذلك قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: مَنْ سَمِعَ صَوْتَ الرَّعْدِ فَقَالَ: سُبْحَانَ الَّذِي يُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ فَإِنْ أَصَابَتْهُ صَاعِقَةٌ فعلي ديته" لأن الصواعق وهي البرق، إن نزله على شخص أصابته بضرر لأنها شحنة كهربائية قوية، وإن نزلت على شجر أحرقته.

سبب صوت الرعد في الإسلام

يكمن سبب صوت الرعد في الإسلام، في أنه صوت ملك يُسمى رعد، إذ قال تعالى "يسبح الرعد" والتسبيح يكون من مخلوق، كما تسبح الجبال ويسبح الملائكة وغيرها من المخلوقات التي تسبح لله تعالى، إذ قال تعالى "تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ ۚ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ" فالبشر لا يستطيعون سماع تسبيح الحجر والسماء والشجر والجبال وغير ذلك، ولكنهم يسمعون مردود تسبيح الرعد عبارة عن صوت ترددات مرتفعة تصدر من السماء.

وجاء عن ابن عباس ما يشرح صوت الرعد في الإسلام، حيث يعد رجع لتسبيح الملائكة، إذ قال ابن عباس "الرعد ملك موكل بالسحاب يصرفه إلى حيث يؤمر، وأن بحور الماء في نقرة إبهامه، وأنه يسبح الله تعالى، فإذا سبح لا يبقى ملك في السماء إلا رفع صوته بالتسبيح فعندها ينزل القطر".

تفسير صوت الرعد في القرآن

وحول تفسير صوت الرعد في القرآن، اتفق الفقهاء على أن "الرعد هو صوت ملك يزجر السحاب، ويجوز أن يكون زجره لها تسبيحًا"، مستدلين بقوله تعالى  "وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ"، ونقل ابنن تيمية عن بعض السلف قولهم أن الرعد هو "اصطكاك أجرام السحاب بسبب انضغاط الهواء فيه، فإن هذا لا يناقض كونه صوت ملك، لأن الرعد مصدر رعد يرعد رعدًا، وكذلك الراعد يسمى رعدًا، كما يسمى العادل عدلًا، والحركة توجب الصوت، والملائكة هي التي تحرك السحاب وتنقله من مكان إلى مكان، وكل حركة في العالم العلوي والسفلي فهي عن الملائكة". 

من هو ملك الرعد؟

ولكن مَن هو ملك الرعد؟، قال النبي صلى الله عليه وسلم عنه، أنه "مَلَكٌ مِنْ الْمَلَائِكَةِ مُوَكَّلٌ بِالسَّحَابِ مَعَهُ مَخَارِيقُ مِنْ نَارٍ يَسُوقُ بِهَا السَّحَابَ حَيْثُ شَاءَ اللَّهُ"، وذكر السيوطي أن علي بن أبى طالب قال: "الرعد ملك والبرق ضربه السحاب بمخراق من حديد"، كما ورد عن ابن عباس قوله "الرعد ملك يسوق السحاب بالتسبيح كما يسوق الحادي الإبل بحدائه".

اسم ملك السحاب

تحدث غير صحابي عن اسم ملك السحاب، فقال ابن عباس "الرعد ملك من الملائكة اسمه الرعد، وهو الذي تسمعون صوته، والبرق سوط من نور يزجر به الملك السحاب".