حرب غزة وتضحيات الأبرياء في ظل التجاهل العالمي واهتمام مصر
48 يومًا من الحرب الأكثر دموية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة المحاصر، وما زالت الحرب على غزة مستمرة حتى هذه اللحظة.
آلاف الشهداء وآلاف المصابين من النساء والشيوخ والأطفال الأبرياء، والذي يعتبرهم المجتمع الدولي مجرد أرقام فقط، دون التفكير في أن هؤلاء هم أرواح وأسر لهم الحق في العيش والحصول على حقوقهم، وفقًا لمبادئ حقوق الإنسان، ولكن الجميع يشاهد دون اتخاذ أي خطوات جادة أو إجراءات عاجلة لإنقاذ أصحاب الأرض ووقف نزيف الدماء.
وأوضحت هذه الأزمة للجميع أن القانون الدولي يطبق فقط على الضعفاء، وأوضحت أيضًا من هم القادة الشرفاء الذين يعتبرون القضية الفلسطينية قضيتهم الأولى، وأوضحت أيضًا المتخاذلين.
موقف مصر من القضية واضح للجميع من اليوم الأول، فهي الداعمة والسند للأشقاء منذ بداية الأزمة وحتى هذه اللحظة، فمنذ اللحظة الأولى أدرك العالم بأسره أن مصر تعمل بجدية للتوصل إلى حل ووقف التصعيد، أجرت مصر مقابلات مكثفة على مستويات مختلفة ومع قادة العالم، بهدف وقف التصعيد وتنسيق إرسال المساعدات الإنسانية إلى المحاصرين في غزة.
الأزمة الحالية أوضحت للجميع مدى تكاتف المصريين، من مؤيدين ومعارضين، فالجميع يقف خلف الرئيس للدفاع عن أمن مصر القومي، ورأينا ذلك بوضوح عندما نزل الملايين في الشوارع لدعم القضية ودعم قرارات رئيس مصر التي سيتخذها للدفاع عن أمن مصر القومي، وتأكد ذلك للجميع أمس في مجلس النواب خلال جلسته المنعقدة بحضور رئيس الوزراء، فجميع الفئات من مؤيدين ومعارضين وقفوا مع رئيس مصر لاتخاذ ما يلزم للحفاظ على مصر وأرضها وأمنها القومي.
رئيس مصر لم يتأخر للحظة عن دعم القضية، وهذه ليست الأزمة الأولى التي يواجهها الأشقاء ويتدخل فيها رئيس مصر، بل بذل جهودا كبيرة منذ توليه منصب رئيس الجمهورية، حيث وضع قضية الأشقاء كواحدة من أهم أولوياته، رأيناه يوافق على إنشاء قوة عربية مشتركة في بداية توليه الحكم، لتكون درعًا وسندًا للعرب في أي أزمة قادمة، وذلك لتحقيق وحدة الأمة العربية كما نتمنى جميعًا، ولكن تم عرقلة هذا الأمر من بعض الدول، ورأينا له الكثير من المواقف الداعمة للقضية الفلسطينية، فقد أوقف التصعيد في الأراضي الفلسطينية المحتلة في السنوات الماضية أكثر من مرة، وكان له دور بارز في هذه الأزمة. فمنذ اللحظة الأولى أجرى مقابلات واتصالات مكثفة مع قادة العالم، بهدف حل القضية، وكلف الجهات المعنية في مصر بتجهيز وتقديم مساعدات للأشقاء، أكثر من ثلاثة أضعاف ما قدمه باقي الدول مجتمعة، بهدف حل القضية. وموقفه ثابت في أن القضية لن تحل على حساب مصر وأرضها وشعبها.
كما نجحت الوساطة المصرية القطرية في الوصول إلى اتفاق على تنفيذ هدنة إنسانية في قطاع غزه وتبادل للمحتجزين لدى الطرفين، والرئيس السيسي أعلن تأكيده على استمرار الجهود المصرية المبذولة من أجل الوصول إلى حلول نهائية ومستدامة تُحقق العدالة وتفرض السلام وتضمن حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة.
في الختام، يجب أن يتأكد الجميع أن مصر وشعبها ورئيسها وسلطاتها هم أكبر داعم للقضية الفلسطينية وبالطبع أصبح ذلك واضحًا للجميع ولا يوجد مجال للمزايدة، حيث أصبحت الأزمة الحالية هي الأزمة التي كشفت الحقيقة للجميع، كشفت الازدواجية في المعايير والمواقف المتخاذلة من العديد من الدول وكشفت أيضًا الشرفاء والأشقاء الحقيقيين. لكن إلى متى سيستمر التخاذل الدولي؟ وماذا سيحدث بعد الهدنة؟