باحثون أمريكيون يتوصلون إلى قدرة البكتيريا على تخزين الذكريات وتمريرها للأجيال القادمة
اكتشف باحثون في جامعة تكساس وجامعة ديلاوير، نظام ذاكرة محتمل يسمح لبكتيريا الإشريكية القولونية بتذكر التجارب، وأن الكائن الحي أحادي الخلية الذي لا يحتوي على دماغ أو جهاز عصبي يمكن أن يشكل ذكريات ويمرر تلك الذكريات إلى الأجيال القادمة، وعلى حد علمهم، لم يتم اكتشاف هذا النوع من الذاكرة البكتيرية من قبل، وفقًا لـ Science Alert.
قدرة البكتيريا على تخزين الذكريات
تعتبر بكتيريا الإشريكية القولونية المنتشرة في كل مكان واحدة من أكثر أشكال الحياة التي تمت دراستها جيدًا على وجه الأرض، ومع ذلك لا يزال العلماء يكتشفون طرقًا غير متوقعة لبقائها على قيد الحياة وانتشارها، ومن الواضح أن الذاكرة التي يناقشها العلماء في هذه الحالة ليست مثل الذاكرة البشرية الواعية، بل تصف ظاهرة الذاكرة البكتيرية بدلا من ذلك كيف تؤثر المعلومات من التجارب السابقة على عملية صنع القرار الحالية.
بحسب الخبراء، لا تمتلك البكتيريا أدمغة، لكنها تستطيع جمع المعلومات من بيئتها، وإذا واجهت تلك البيئة بشكل متكرر، يمكنها تخزين تلك المعلومات والوصول إليها بسرعة لاحقًا لمصلحتها، كما أجرى التجارب عبارة عن اختبار لمعرفة ما إذا كانت خلايا الإشريكية القولونية الموجودة على صفيحة واحدة ستتجمع معًا لتشكل كتلة مهاجرة واحدة تتحرك بنفس المحرك. يشير هذا السلوك بشكل عام إلى أن الخلايا تنضم للبحث بكفاءة عن بيئة مناسبة.
الآلية الجزيئية وراء نظام الذاكرة
وجد الفريق أن الحديد داخل الخلايا كان أقوى مؤشر على ما إذا كانت البكتيريا تتحرك أو تبقى، وارتبطت المستويات المنخفضة من الحديد باحتشاد أسرع وأكثر كفاءة، في حين أدت المستويات الأعلى إلى نمط حياة أكثر استقرارا، وعلاوة على ذلك تم نقل هذه الذاكرة الحديدية إلى 4 أجيال متتالية على الأقل من الخلايا الوليدة، والتي تتشكل من انقسام الخلية الأم إلى خليتين جديدتين.
لم يحدد مؤلفو الدراسة بعد الآلية الجزيئية وراء نظام الذاكرة المحتمل أو قابليته للوراثة، لكن الارتباط القوي بين الحديد داخل الخلايا وسلوك الاحتشاد بين الأجيال يشير إلى وجود مستوى من التكييف المستمر في اللعب.
في حين أنه من المعروف أن علم الوراثة يلعب دورًا في تمرير الإعدادات البيولوجية المتذكرة عبر أجيال من الإشريكية القولونية من خلال تنظيم إعدادات التشغيل، والإيقاف لجينات معينة.
