الأهرام العربي.. عودة المجد للصحافة المطبوعة
لا شك في أن المحتوى يفرض نفسه.. يتربع على العرش طالما استحوذ على عقل راغبه وطالبه بعد انجذاب شديد.. 13 عاما قلّت أو كثرت، ضجت صناعة الصحافة بانحدار الصحافة المطبوعة والتنبوء بتلاشيها تدريجيًا.. عافرت المؤسسات ولكن دون جدوى.. امتلكت السوشيال ميديا وسائل الإعلام فساعد ذلك على تحقيق التنبوء الممزوج بخوف يبدو أنه زائف، أكتب هذه السطور ولم يتبق سوى ساعات على صدور العدد الاستثنائي من مجلة الأهرام العربي.. التي يتولي رئاسة تحريرها صحفي شاطر اسمه جمال الكشكي، لا يختلف أحد على مهنيته وتميز موضوعاته وأفكاره.. عدد يضم 124 صفحة من أهم الصفحات التي صدرت منذ زمن لتعلن تجدد مجد الصحافة المطبوعة.
أعلم ولن أقول أتوقع أو أتنبأ بنفاد العدد من يومه الأول في التوزيع.. كان يوما سعيدا عندما اطلعت على محتوى العدد فأنا ابن الصحافة المطبوعة الأسبوعية التي تعملت منها أصول المهنة كما يقول الكتاب.. الصحافة التي ظلمتها سرعة التكنولوجيا وطبقت على أنفاسها بدون رحمة بعد أن فرضت قنوات التواصل الاجتماعي سيطرتها اللامحدودة على محتوى المواقع وراحت تعرض وتحجب كما تشاء وتكشفت الحقيقة المخزية أمام الجميع خلال ال48 يومًا الماضية بحجب حرية تداول ما يدور في غزة.. مجلة الأهرام العربي كسرت قيود هذا القمع، فلن تستطيع أيادي إيلون ماسك أو مالك جوجل أن يمنع المجلة من الطباعة فهي قد طبعت بالفعل وستنزل الأسواق وستتداول بكل الوسائل بين الأفراد دون قيد.. ستعود أيدي القارئين إلى تصفح أوراق مجلة تحمل حقيقة غائبة عن كثيرين.. حقيقة مصورة ومشروحة عن تاريخ فلسطين ورحلة اليهود في طمس حقيقة حق الأرض لأهلها.. الأرض اللي حملت كل صنوف الحياة ولم تكن بلا شعب كما يدعون.
الأهرام العربي أعادت الحياة وحققت نظرية أن المحتوى الجيد يسلك طريقه بدون جواز سفر منتهي..
فالأستاذ الصحفي الكبير جمال الكشكي رئيس تحرير مجلة الأهرام العربي - أحد أهم إصدارات مؤسسة الأهرام العريقة والزملاء الصحفيين صنعوا مجدًا بملف صحافة حقيقي يمثل وثيقة تقدم للامم المتحدة ومجلس الأمن ليكفوا غض البصر عن الحقيقة التاريخية الواضحة وضوح الشمس.. يستحق هذا العدد أن يترجم بكل لغات العالم ويقتني بجدارة في كل المكتبات العالمية. وكل بيت مصري وعربي وأجنبي.. 124 صفحة في عدد استثنائي يعد مرجعا دامغا للباحثين والدارسين.. الحقيقة موثقة بصور أرشيفية تنطق بالحق وتنسف كل ادعاء وتسحق روايات الصهيونيين وأتباعهم تحت أقدام التاريخ.