حيثيات قضية طبيب الساحل: المتهمان أنهيا حياة المجني عليه خشية افتضاح أمرهما
أودعت محكمة جنايات شمال القاهرة المنعقدة في العباسية، حيثيات حكمها في قضية طبيب الساحل، بعد الحكم بإعدام المتهم الأول والثاني، أحمد. شحتة طبيب بشري، وأحمد. فرج ممرض، وعلى المتهمة الثالثة إيمان. صالح محامية بالسجن 15 عاما، لإدانتهم بقتل الدكتور أسامة صبور.
حيثيات قضية طبيب الساحل
وأفادت حيثيات قضية طبيب الساحل أنه بخصوص توافر الإكراه في جريمة السرقة، فإن المقصود بالإكراه في أي وسيلة تؤدى لإعدام المقاومة من المجنى عليه وشل حركته وعدم قدرته على المقاومة، ولما كان الثابت فيما أتاه المتهمان الأول والثاني عند مجرد دخول المجني عليه للشقة المستأجرة قام المتهم الأول ومعه الثاني من توثيق المجنى عليه وشل حركته وصعقه بصاعق كهربائي، ثم قام الأول بحقنه بمادة مخدرة حتى غاب عن الوعي، وبهذا انعدمت مقاومته، وتمكنا بهذه الوسيلة من الاستيلاء على أمواله وسرقته، ويكون الدفع المبدى من دفاع المتهمين الأول والثاني بعدم وجود إكراه في غير محله خليقًا بالرفض.
وأضافت الحيثيات: أنه عن نية القتل فإن نية القتل هو أمر خفي لا يدرك بالحس الظاهر، وإنما يدرك بالظروف المحيطة بالدعوى والأمارات والمظاهر الخارجية التي يأتيها الجاني، وتنم عما يضمره في نفسه، والمحكمة قد ثبت لديها واطمأنت تمام الاطمئنان بتوافره في حق المتهم الأول والثاني، إذ قد انطويا إزهاق روح المجني عليه، وذلك خشية افتضاح أمرهما باتخاذ المتهم الأول بإخفاء شخصيته وإعطاء المجني عليه جرعات متتالية من المخدر طوال مدة اختطافه حتى إزهاق روحه، وهو الطبيب العالم بتأثير تلك الكميات المتتالية، من قيامهما بمنع الطعام والشراب والتنفس بوضعه داخل حفرة وإغلاقها عليه، فإن كل هذه الأفعال تظهر بجلاء أن قصد المتهمين الأول والثاني الوحيد من الاعتداء على المجني عليه هو إزهاق روحه وليس إيذاءه، وحتى لا ينكشف أمرهما ومن ثم فقد توافر في حق كل من المتهمين الأول والثاني نية القتل للمجني عليه، ويتعين الالتفات عما أثاره الدفاع في هذه الشأن.
وتابعت الحيثيات: أنه بخصوص توافر ركن سبق الإصرار في حق المتهمين الأول وبالاشتراك معه الثاني، ولما كان عنصر سبق الإصرار يشترط لتوافره عنصر زمني وعنصر نفسي، أي أن هناك مدة معقولة قد مضت بين إقدام المتهم على ارتكاب الواقعة وبين تنفيذه لها، فضلًا على أنه يجب أن يتوافر في حق المتهم الهدوء والروية عن تخطيطه للجريمة، ولما كان ذلك وكان المتهم الأول والمشترك معه المتهم الثاني قد خططا لارتكاب جريمة قتل المجني عليه، وقد فكرا فيما اعتزم وتدبر عواقبه وهو هادئ البال والتصبر والتروي والإناء بأن قاما بإعداد العدة وصمما عليها بأن أعدا حفرة لوضع المجني عليه فيها ودفنه بعد قتله وأعدا الجرعات المخدرة ومنع عنه وسائل استمرار الحياة من مأكل ومشرب ووضعه بداخل الحفرة وإعطائه الجرعات المخدرة المتتالية التي جهزها من قبل - فإن كل تلك الملابسات جميعها تدل بجلاء في أن المتهمين الأول والثاني قد فكرا وتديرا أمر جريمتهما وتصميمها عليها من روية قبل مقارفتها وقد مضت مدة معقولة له بين التفكير وارتكاب الواقعة وتنفيذها - ومن ثم يتعين الالتفات عما أثاره الدفاع في هذا الشأن.