البحوث الإسلامية: بدء فعاليات دورة استخدام الذكاء الاصطناعي في توثيق التراث المادي والوثائقي
افتتح مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف صباح اليوم دورة تدريبية حول «استخدام التقنيات الحديثة للمحافظة على التراث وحمايته والتعرف به – استخدام الذكاء الاصطناعي والميتافيرس في توثيق التراث المادي والوثائقي»، وذلك بالتعاون مع اللجنة الوطنية المصرية للتربية والعلوم والثقافة وبمشاركة منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة - الإيسيسكو، وذلك برعاية وزير التعليم العالي والبحث العلمي، حيث تستمر الدورة على مدار ثلاثة أيام يشارك فيها العاملون بمجال حفظ التراث الإسلامي بقطاعات الأزهر الشريف.
البحوث الإسلامية: بدء فعاليات دورة استخدام الذكاء الاصطناعي
بدأت فعاليات الجلسة الافتتاحية للدورة بحضور الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية د. نظير عيّاد، د. شريف شاهين عميد كلية الآداب جامعة القاهرة سابقًا ورئيس لجنة ذاكرة العالم باللجنة الوطنية المصرية، د. أسامة النحاس ممثل منظمة الإيسيسكو، د. محمود الهواري الأمين العام المساعد للدعوة والإعلام الديني بالمجمع، د. حسن خليل الأمين العام المساعد للثقافة بالمجمع، السيد مجدي مهران رئيس الإدارة المركزية لمكتبة الأزهر.
وفي كلمته بجلسة الافتتاح قال الدكتور نظير عيّاد، إن هذا اللقاء واحد من اللقاءات التي أرى أنه ينظر إليه على أنه ضرورة حياتيه وفريضة دينية، لأن الأمم التي تبحث عن تقدم تدرك أن ذلك لا يتحقق إلا من خلال البحث عن كنوزها من خلال إرثها الحضاري وتراثها العلمي الذي ينظر إليه على أنه اللبنة الأولى والميثاق الأوفى التي تتفاخر به أمة على أمة أخرى، ومن ثم كان هذا اللقاء الذي يدور حول موضوع استخدام التقنيات الحديثة للمحافظة على التراث وحمايته والعمل على التعريف به.
وأضاف الأمين العام أنه من المنظور الديني الإسلامي أمرنا بالأخذ بأسباب العلم وأدوات المعرفة وعوامل التقدم والحكمة ضاله المؤمن أن وجدها فهو اولى الناس بالأخذ بها والاستفادة منها ثم إن هذا التراث ينبغي أن نقول أنه يضم علوم عديدة وفنون كثيرة، فهذه العلوم وتلك الفنون تعرِّف بأدوار الحضارة العربية والإسلامية هذه الحضارة التي يدين العالم لها بكثير من الفضل وكثير من الجميل الذي يحاول سلة من المستشرقين ومن المستغربين ومن أدعياء العلم والمزورين في التاريخ والحضارة نفي هذه عن هذه الأمه إرثًا أو حضارة وتراثا فتأتي مثل هذه اللقاءات لتكشف عن بعض الجوانب المهمة التي يمكن أن تضع الأحكام في موضعها والأمور في نصابها الصحيح من خلال إبراز جانب هو ينظر إليه على أنه ارقى وأوفى واكمل الجوانب المتعلقة بالحضارة الإسلامية.
وأوضح عياد أنه عندما اتوقف مع حضراتكم وأقول بأنه فريضة دينية، لأن الحكمة ضالة المؤمن والنظر في كتب القدماء واجب بالشرع وما وجدنا فيه من خير سررنا به وشكرناهم عليه وما وجدنا فيه من ضرر أو فساد قومناه وعذرناهم فيه وهذا الكلام ليس كلامي وإنما هذا الكلام أعلن عنه فيلسوف العرب الأول أبو إسحاق الكندي ثم ردده من بعده ابن رشد الفيلسوف وكلاهما يؤكد على أننا أمام ضرورة شرعية تقتضي منَّا النظر في تراث السابقين لتعريف الأجيال اللاحقة بهذا التراث والاستفادة بما في من كنوز وثمرات تحقق النفع للبشرية جمعاء، كما أنه عندما يكون التعريف مرتبط بأدوات العصر ووسائل العصر من خلال ما يسمى بالذكاء الاصطناعي وهذا ما يفيد على أن الحضارة العربية بشكل عام والإسلامية بشكل خاص منفتحة على كل أدوات العلم ووسائل المعرفة وهذا ما يدفع عنها شبة الاتهام بالجمود والانغلاق إذ كيف توصف بهذا وهى صالحه لكل زمان ومكان وهي تجمع بين الثبات والمرونة.
كما وجه الأمين العام الشكر لفضيله مولانا الإمام الأكبر شيخ الأزهر وفضيلة وكيل الأزهر لدعم لهذه الجهود العلمية وحرصهما الدائم على تعاون الأزهر مع مختلف القطاعات والمؤسسات العلمية والتعليمية، واختتم كلمته قائلًا: نجد في هذا التراث ما يؤكد على أحقيه الحق للضعفاء والمظلومين ويؤكد على أن الأقصى وأن القدس أرض عربية إسلامية.
فيما قال سيد العبسي الأمين العام المساعد للجنة الوطنية المصرية للتربية والعلوم والثقافة، نيابة عن د. شريف صالح شريف صالح رئيس قطاع الشئون الثقافية والبعثات، المشرع على اللجنة، إن تاريخ الأمم والحضارات يتشكَّل مما لديها من تراث فكري وحضاري ووثائقي متراكم عبر مراحل تطور هذه الأمم - لذا فإن العناية بتراثنا القديم ما هو إلا تخطيط لمستقبلنا – فالتراث هو الجذور التي تربط حاضر الأمة بماضيها بل ويلعب دورًا مهما في صياغة مستقبلها وتحديد هوية أجيالها القادمة فهو الدلالة الحضارية للأجداد وامتدادها حتي الأحفاد وهو مبعث فخرها واعتزازها بهويتها الوطنية بما يحمله من قيم ومعان ودلالات علي العراقة والأصالة المتصلة بشخصية كل أمة.
وتابع قائلًا: لذا فقد نادت العديد من المنظمات والهيئات الدولية من خلال مجموعة من أطر العمل والاتفاقيات علي المستوي العالمي والإقليمي والمحلي بضرورة الحفاظ علي التراث لما يمثله من ذاكرة للأمم والشعوب وبما يحتويه من قيم ثقافية وعبق التاريخ بل بات من الأهمية بمكان توثيق هذا التراث رقميا بغية إعداد سجلات وطنية وإقليمية لما يمتلكه كل اقليم من ثقافات وبناء قدرات هذا التراث وقدرات المتعاملين معه لتتوارثه الأجيال جيلا بعد جيل.