بعد مصرع 14 شخصا.. حكاية الطفلة رودي الناجية من ركاب ميكروباص الموت بالمنيا
دقيقة واحده كانت فاصل بين الحياة والموت في لحظات رعب وهلع وصراخ، مقطع سينمائي مر كلمح البصر نتج عنه مصرع 14 شخصا وإصابة 2 آخرين بينهم بطلة قصتنا الصغيرة رودي عصام، التي كتب الله لها عمرا جديدا رغم حالتها الخطيرة داخل غرفة العناية المركزة بمستشفى ملوي التخصصي، بعد أن فقدت والدها ووالدتها، واللذان كانوا يضمونها بين أحضانهم، فأصبحوا طوق النجاة لها بهذا الحادث البشع.
الطفلة رودي عصام سعيد، تبلغ من العمر 12 عاما، الكائنة بمركز ملوي جنوب محافظة المنيا، التي تعاني من صعوبة في النطق، وكانت بصحبة والديها متجه إلى محافظة أسيوط للعرض على أحد أطباء التخاطب لعلاجها، وسط أجواء أسرية يسودها المداعبة والكلمات الرقيقة بينهم البعض، والابتسامات التي كانت مرسومة على وجوههم ليصبح المشهد الأخير لها مع والديها، قبل أن تتحول السيارة الميكروباص التي يستقلونها إلى علبة صفيح يغمرها الدماء، فيتغير لونها من الأبيض إلى اللون الأحمر المختلط بأجساد الضحايا الـ14، ليكون لحظة الفراق الذي سيحفر بداخلها ويراودها بأحلامها طوال حياتها.
«حضن أمها كان ساتر لإنقاذها من الموت»، تلك الكلمات التي تصف المشهد لحظة تصادم الميكروباص بالسيارة النقل وارتباط الطفلة بوالدتها التي كانت لا تفارقها قبل إصدار القدر الحكم لتتركها مدى الحياة، وتبتعد عن والدها الذي كان يكافح من أجل سعادتها وعلاجها لشفائها حتى تصبح مثل أقرانها تستطيع التعامل مع المجتمع بشكل طبيعي دون معوقات.
جدير بالذكر، أن الطفلة خضعت للعلاج داخل مستشفى ملوي التخصصي عقب إصابتها باشتباه ما بعد الارتجاج، وبعض الكسور بالجسد وإيداعها داخل غرفة العناية المركزة بالمستشفى.
وكان قد، تلقت الأجهزة الأمنية في مديرية أمن المنيا، إخطارا يفيد وقوع حادث تصادم سيارة نقل وأخرى ميكروباص على الطريق الصحراوي بمدينة دير مواس، ما أسفر عن وقوع ضحايا ومصابين.
وعلى الفور تم الدفع بسيارات الإسعاف اللازمة إلى مكان الحادث، وتبين مصرع 14 شخصا وإصابة 2 آخرين، بإصابات متنوعة ما بين سحجات وكدمات متفرقة بجميع أنحاء الجسم وكسور مضاعفة باليد والساقين وما بعد الارتجاج.
وتم نقل الضحايا إلى مشرحة مستشفى ملوي التخصصي ومستشفى دير مواس المركزي، كما تم نقل المصابين إلى المستشفى ذاتها لتلقي العلاج اللازم وتقديم الرعاية الطبية اللازمة لهم.
وكشفت التحريات الأولية للأجهزة الأمنية أن سبب وقوع الحادث هو السرعة الزائدة وتهور السائقين، وتم التحفظ على المركبات تحت تصرف جهات التحقيق، كما تم إزالة آثار الحادث وتسيير الحركة المرورية أمام المواطنين مرة أخرى، واتخاذ كل الإجراءات القانونية اللازمة.
ومن جانبها تابعت الدكتورة نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي، حادث التصادم الذي وقع بين سيارة نقل وأخرى ميكروباص على الطريق الصحراوي بالمنيا، والذي أسفر عن وقوع 14 متوفى وإصابة 2 آخرين.
ووجهت وزيرة التضامن بسرعة التحرك والتواجد بمكان الإغاثة، كما شددت على ضرورة تكثيف الجهود لمساعدة المواطنين، وتقديم الدعم لأسر الضحايا والمصابين، مقدمة التعازي لكافة الضحايا والمصابين.
كما أعلنت وزيرة التضامن الاجتماعي صرف إعانة 50 ألف جنيه لأسرة كل متوفى، من وزارة التضامن الاجتماعي، وتقديم مساعدة لكل مصاب حسب حالة الإصابة.
بينما نعى اللواء أسامة القاضي محافظ المنيا، أسر ضحايا حادث تصادم ميكروباص بسيارة نقل بمقطورة على الطريق الصحراوي الشرقي قبلي نقطة إسعاف تل بني عمران؛ الذي أسفر عن وفاة 14 شخصا ومصابين داعيا الله عز وجل أن يتغمد المتوفين بالرحمة والمغفرة ويلهم ذويهم الصبر والسلوان متمنيا الشفاء العاجل للمصابين.
وفور وقوع الحادث، أصدر المحافظ توجيهاته للواء دكتور محمد عقل السكرتير المساعد للمحافظة بمتابعة حالة المصابين والتأكد من توفير الرعاية الطبية اللازمة لهم، كما كلف المحافظ وكيل وزارة الصحة بتقديم كافة أوجه الرعاية الطبية اللازمة للمصابين لاستكمال العلاج وتماثلهم للشفاء وخروجهم من المستشفى، موجها وكيل وزارة التضامن الاجتماعي بصرف الإعانات العاجلة لأسر المتوفين والمصابين.
حادث المنيا
