قمع وتجويع.. شهادات المحررين تكشف وضع الأسرى في سجون الاحتلال بعد طوفان الأقصى | خاص
يُعاني أسرى فلسطين في سجون الاحتلال، من القمع والتجويع بشكل دائم، غير أن طوفان الأقصى وعملية السابع من أكتوبر، جعلت العديد يتساءل حول أوضاع الأسرى في السجون الإسرائيلية، ومدى الانتقام منهم بسبب أحداث الشهر الماضي.
وضع الأسرى الفلسطينيين بعد عملية طوفان الأقصى
القاهرة 24 بدوره، حاول معرفة حالة الأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال، وكيف تبدلت الأوضاع بعد عملية طوفان الأقصى في شهر أكتوبر الماضي، وهو ما أجاب عليه الأسرى المحررين في شهاداتهم مع القاهرة 24.
شهادات الأسرى المحررين لـ القاهرة 24
وقضى اتفاق الهدنة بين الفصائل الفلسطينية وقوات الاحتلال، بخروج 50 أسيرًا إسرائيليًا مقابل 150 أسيرًا فلسطينيًا، حيث كان اليوم الثلاثاء، هو آخر أيام الهدنة - التي من المنتظر أن تمتد يومين إضافيين- والذي تم خلاله تبادل باقي الأسرى، فيما حرص القاهرة 24 على التواصل مع عدد من الأسرى المحررين، حول وضعهم في السجون خاصة بعد عملية طوفان الأقصى، فكانت الشهادات التالية:
ذل وإهانة وظروف قاسية
قالت الأسيرة المحررة أزهار عساف في تصريحاتها لـ القاهرة 24، إن جميع الأسرى عانوا الكثير من المضايقات في سجون الاحتلال، بعد عملية طوفان الأقصى، مؤكدة أن الأسرى تعرضوا للذل والإهانة وعاشوا في ظروف قاسية، منها قطع الماء والكهرباء وسحب كافة الأجهزة، بالإضافة إلى التفتيش المستمر، ومداهمة الأقسام ورش غاز الفلفل خلال المداهمات.
حالة انعزال تام ودمار غير معلوم
ولم يختلف الأمر كثيرًا عما نقلته سارة عبد الله إحدى الأسيرات المفرج عنهن، خلال حديثها مع القاهرة 24، والتي أكدت خلاله أن إدارة سجون الاحتلال سحبت كل شيء يمكن من خلاله متابعة الأحداث مثل الراديو والتلفاز، الأمر الذي جعلهن في حالة انعزال عن العالم، ولم يعلمن حجم الدمار في غزة إلا بعد الخروج.
سجون أكثر وحشية وتهديد كبير
وبدورها نقلت الأسيرة المحررة أسيل منير الطيطي، نفس المعاناة في حوار القاهرة 24 معها، حيث أكدت أن المعاملة في سجون الاحتلال كانت وحشية وباتت أكثر توحشًا بعد أحداث السابع من أكتوبر، إضافة إلى التهديدات المتواصلة من جنود الاحتلال لها: إنتي مش طالعة هتعيشي وتموني هنا، وكلكم هون بسبب صفقة التبادل وهترجعوا مرة ثانية ومش راح تطلعوا.
سكن للدواب وعزل وغاز مسيل للدموع
الأسيرة المحررة حنان البرغوثي، لفتت النظر إلى معاناة أخرى، وهي عزل الأسيرات وبقائهن في زنازينهن وعدم الخروج سوى 10 دقائق يومية لقضاء الحاجة وتم منع زيارة المحامين وممثلي الصليب الأحمر عقب السابع من أكتوبر، ناهيك عن تعرضهن للقمع والضرب وإطلاق الغاز المسيل للدموع، وذلك وفق حديثها السابق مع القاهرة 24، في أول حوار بعد الإفراج عنها.
وواصلت البرغوثي وصف سجون الاحتلال: السجون الإسرائيلية لا تصلح إلا أن تكون سكنًا للدواب، والزنزانة التي تكفي 6 أسيرات كانت توضع بها 11 أسيرة، وطعام الفرد كان يُمنح إلى 3 أفراد، لافتة إلى أن المكان الوحيد لشرب المياه كان من صنبور الحمام الذي عرضهن لعدة أمراض في الكلى والمعدة ونقص الوزن.
أوضاع صحية صعبة
أما والدة الأسير المحرر سلطان سرحان، فأكدت خلال حديثها مع القاهرة 24، أن نجلها تعرض للاعتقال مرتين خلال مدة قصيرة، وتعرض لوضع صحي داخل محبسه وكان في حاجة لإجراء عملية خلع الكتف، لافتة إلى أنها لم تعلم عنه أي شيء منذ السابع من أكتوبر وحتى الإفراج عنه، وهل هو حي أم لا؟ ويأكل وبصحة جيدة أم لا؟.
إخفاء مظاهر الاحتفال وتحذيرات كبيرة
حديث القاهرة 24 مع والدة الأسير المحرر سمير بختان، لفت الأنظار إلى كم المعاناة أثناء الخروج أثناء عملية التبادل، والتي كشفت خلاله أنهم تلقوا اتصالًا من الشرطة الإسرائيلية بضرورة الذهاب لاستلامه في نفس يوم خروجه - بعد 3 أيام من العذاب -، مشيرة إلى أن تعليمات الاحتلال كانت واضحة بعدم وجود أي مظاهر للاحتفال مع التحذير بقدومهم فقط لاستلام الابن والذي أصبح معهم بعد عذاب وطرد من المكان وفق تعبيرها.
تحقيق قاسٍ وألم وفراق
بدوره أكد والد الأسيرين المحررين قسام ونصر الله إياد الأعور، خلال تصريحاته لـ القاهرة 24، أن نجليه تعرضا لتحقيق صعب وقاسٍ وهما في سن صغيرة، موضحًا أن نجله فقد دخول الثانوية العامة بسبب احتجازه، وأن ما زاد الألم والفراق، هو نقل الشقيق الأكبر من المحبس الذي كان فيه مع شقيقه الأصغر، وذلك بعد بلوغه سن الـ18.