عقدة الخواجة
عقدة الخواجة
«المغلوب مولع أبدًا بالاقتداء بالغالب».. كلمات كتبها ابن خلدون في كتابة “مقدمة ابن خلدون”، هذه الكلمات نعيشها اليوم حتى أصبح الاقتداء والانبهار والهوس بالغرب وبثقافتهم ومنتجاتهم من أكبر المخاطر اللي تواجه مجتمعنا المصري والمجتمعات العربية، ننظر إلى الغرب بعين الانبهار والمثالية، وهذه المثالية لا تقتصر على سلع وخدمات، بل أصبح الأمر يمتد إلى اللبس والموضة والمكياج، بل امتد للعادات الاجتماعية والسلوكيات في الحياة الزوجية، ولا يقتصر على فئة عمرية معينة بل على الصغار والكبار.
وسبب عقدة الخواجة هو التقليد الأعمى بدعوى التقدم والتمدن، والتقليد في أدق التفاصيل حتى وصل إلى الطقوس في شرب القهوة من ماركات معينة بغض النظر عن سعرها غير المنطقي، كذلك التحدث باللغة الأجنبية جزئيًا أو كليًا دون داع كدليل على الرقي والتمدن، وربما ناطق هذه الكلمات الأجنبية غير متقن لأي لغة وإنما عقد الخواجة التي تحولت من عقدة إلى عقيدة.
وعلى سبيل المثال، عدم الثقة في المنتج المصري بسبب التباهي بأن المنتج ألماني أو أمريكي أو مستورد وإلصاق التهمه بأن المنتج المصري أقل جودة بدون أسباب منطقيه واضحة، وشراء كل ما هو أجنبي أو عليه علامة أجنبية، اعتقادًا أن هذا المنتج سيكون بجودة عالية، في حين يوجد الكثير من المنتجات المصرية بجودة عالية، والأكثر دهشة عند سفر أي مصري خارج مصر يلاحظ ارتفاع أسعار المنتجات القطنية المصنوعة في مصر لجودتها ونصاعتها.
وعلى الجانب الآخر توجد بعض السلبيات الواقعية تضيع الثقة في المنتج المصري مثل:
- ضعف تسويق المنتج المصري مقارنة المنتجات الغربية ذات التسويق العالي، وضعف الجودة في بعض المنتجات المصرية، قلة الضمير في العمل للمنتج المصري والتعود على عدم إتقان أي خدمة أو منتج، والتشطيب السيئ للمنتجات أو للخدمة، لما يتمتع به بعض العمال المصريين من ثقافة «الكروتة».
- ومشكلة عقدة الخواجة في الأساس ليست في المستهلك المصرية، وإنما في إدارة التسويق والثقة لأنها تتعامل في نطاق محدود نوعا ما، أو بمعنى أدق لا يوجد تسويق جيد للمنتج ولا توزيع له على نطاق واسع، وبالتالي يكون المنتج نادر الوجود أو غير منتشر على ناطق واسع، وإذا التزم كل منا بدوره المحدد، فدور أصحاب السلع والخدمات والمصانع يفهم الذي يحتاجه المستهلك المصري، وخاصة الإدارة العليا للشركات تطور المنتجات وتستمع لشكاوى واقتراحات المستهلك، إذ أن الوصول إلى الأفضلية للمنتج المصري ليست بالمستحيل ودور المستهلك المصرية الابتعاد عن المنتجات الغربية، ويتجه ويشجع كل ما هو مصري سواء منتج أو خدمة أو مقدمها، ودور الأجهزة الرقابية والدولة هو زيادة الدعم الثقة في المنتجات المصرية، وإزالة البيروقراطية.
- والتحرير من عقدة الخواجة ضروري، فالأحداث الجارية كشفت زيف إنسانية الغرب وحريتهم وتاريخهم الملطخ بالدماء، والحرب العالمية الأولى والثانية خير شاهد، فكل مصري يبحث فقط عن بديل محلي عالي الجودة ويتم تقديمه بصورة جيدة، ويراعي عدم الاستغلال ليحل محل المنتجات الغربية ولفك «عقدة الخواجة».