مؤتمر أدباء إقليم القاهرة يناقش الإبداع والتحولات المعرفية والبيئية والتقنية
انعقدت أولى جلسات مؤتمر أدباء إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي في دورته الثالثة والعشرين، والذي تنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة عمرو البسيوني، بمحافظة الفيوم تحت عنوان الفعل الثقافي في زمن التحولات، برئاسة الشاعر محمد حسني إبراهيم، وأمانة الشاعر محمد شاكر.
مؤتمر أدباء إقليم القاهرة يناقش الإبداع والتحولات المعرفية والبيئية والتقنية
جاءت الجلسة بعنوان الإبداع والتحولات المعرفية والبيئية والتقنية، وشارك بها الدكتور أيمن تعيلب أستاذ النقد الأدبي بجامعة السويس، والدكتور معتز سلامة، وبحضور الشاعر مسعود شومان رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية، لاميس الشرنوبي رئيس الإدارة المركزية لإقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي.
وفي بحث بعنوان الأشكال الجمالية الوجيزة والتحولات المعرفية المعاصرة، قال الدكتور أيمن تعيلب: نعيش عصرا معرفيا جديدا، لا يعد امتدادا لما سبقه من عصور بل يعد ابتداء معرفيا جذريا، عصرا مركبا معقدا متداخلا انهدمت فيه الحدود بين المعارف والعلوم والتصورات والثقافات وصرنا نعيش آليات معرفية وفلسفية وجمالية جديدة على مستوى الوعي والإدراك والممارسة.
وتضمن البحث أربعة محاور، فجاء المحور الأول بعنوان الأشكال الجمالية الوجيزة والوعي الجمالي المنظومي، مؤكدا خلاله أنه انتفت فكرة الأحادي والثنائية المنهجية سواء في بنية العلوم التطبيقية التجريبية أو بنية النصوص أو بنية الأفكار النقدية التي تعالج النصوص، وحلت محلها فكرة التحليل التي تقوم على مفهوم التفكير الشبكي المنظومي البيني التعددي.
وأوضح تعيلب في المحور الثاني بلاغة الأشكال الجمالية الوجيزة، أن الأشكال الجمالية الوجيزة جنس أدبي جديد، نما في أحضان الكثافة المعرفية والفلسفية والحضارية المعاصرة، وأن الشكل الوجيز المعاصر شكل أدبي مغاير وربما ينسف كل أشكال الإيجاز البلاغي الموروث نسفا.
وفي المحور الثالث الأشكال الوجيزة أشكال تجريبية أشار إلى أن المبدع شخصية تتمتع بحساسية دينامية حادة تجاه ذاته وواقعه والعالم من حوله، شخصية قلقة متوترة حالمة لا تهدأ ولا يقر لها قرار حتى ترى العالم كما يجب أن يكون.
وفي المحور الرابع الأشكال الجمالية الوجيزة والخيالات البينية، أضاف أن الأشكال الجمالية الوجيزة المعاصرة ببنية تشكيلية غير مركزية وهي جماليات مفرطة تتمتع بسعة تشكيلية بينية هائلة تتجاوز جميع ثنائيات الأشكال الجمالية المتعارضة حدا ونوعا وجنسا في فكرنا الجمالي والنقدي.
وقدم الدكتور معتز سلامة بحثا بعنوان النص الأدبي بين الفضاء الرقمي والتلقي، أوضح به أن ثورة الإنترنت أدت إلى ظهور الكتابة الرقمية، وهي نمط من الكتابة يتخطى عالم الطباعة الورقية، أو عالم الشفوية المسموعة، نحو استخدام الحاسوب والأجهزة الرقمية المتعلقة بالإنترنت أو غيرها من الوسائل والأجهزة الإلكترونية، وهذا يعني أن الكتابة الرقمية كتابة إبداعية وآلية وإعلامية بامتياز، تستفيد من المعطيات والإمكانيات التي تتيحها الإعلاميات في مجال الكتابة والتنظيم والتنسيق والتوجيه والتحكم وهيكلة المقاطع والشذرات.
وأضاف سلامة أن الكتابة في عصرنا الحديث تأثرت بشكل مباشر وكبير، بأمرين أساسين: الأول المطبعة، والآخر الإنترنت، فالمطبعة كان لها تأثير جذري وثوري على الثقافة المعاصرة، فقد كانت عاملا أساسيّا في انتشار الثقافة والفنون في عصر النهضة، وجعلت هذه المرحلة من تاريخ الإنسانية مرحلة مميزة على كل الأصعدة، وبالمثل، يعد الإنترنت ذا دور كبير في الثورة الإعلامية والفنية التي نشاهدها اليوم، وهي ثورة أعمق بكثير من ثورة المطبعة إذ طغت آثارها على كل شىء، ما جعل الارتباط بها فى كل مناحي حياتنا أمرا لا بد منه.