تقرير: السعودية عرضت تعاونا اقتصاديا أوسع مع إيران لكبح نفوذها وتحجيم وكلائها بالمنطقة
أفادت وكالة بلومبرج، في تقرير لها اليوم الأربعاء، بأن السعودية عرضت على إيران تعزيز التعاون والاستثمار في اقتصادها المثقل بالعقوبات؛ إذا أوقفت وكلائها الإقليميين من تحويل الحرب بين إسرائيل وحماس إلى صراع أوسع.
وذكرت الوكالة، أنه تم تقديم الاقتراح بشكل مباشر ومن خلال وسائل متعددة؛ منذ هجوم حماس على إسرائيل الشهر الماضي والحرب التي تلت ذلك في غزة، وفقا لمسئولين عرب وغربيين مطلعين على الأمر.
وأشارت الوكالة، نقلا عن مسئولين مطلعين، إلى ظهور مؤشرات بتناول أعمق لهذا الأمر خلال اللقاء الذي جمع بين الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، على هامش القمة العربية الإسلامية بالرياض، التي عقدت على خلفية اندلاع الصراع.
ونوه التقرير بأن السعودية تتبع مسارًا آخر، بخلاف المسار التصالحي مع إيران، وهو كبح نفوذها ومنع وكلائها الإقليميين من توسيع الصراع في الشرق الأوسط.
ونقلت الوكالة، عن مساعدة وزير الخارجية الأمريكي باربرا ليف، قولها إن واشنطن تعمل مع السعودية وحلفائها العرب الآخرين لمنع طهران من تسليح الصراع لتعزيز نفوذها، من خلال ما يسمى بمحور المقاومة الذي يضم جماعات مسلحة من لبنان وفلسطين والعراق وسوريا واليمن.
السعودية بين التعاون مع إيران وكبح نفوذها في المنطقة
وذكرت أنه في حين أنه من غير الواضح مدى جدية طهران في التعامل مع مبادرات الرياض، فقد تم تجنب حرب إقليمية حتى الآن، وأن السعوديون والعرب ما زالوا يخشون احتمال حدوث مثل هذه النتيجة إذا مضت إسرائيل قدما في حملتها العسكرية للقضاء على حماس.
ويعطي النهج المزدوج الذي تتبعه السعودية؛ لمحة نادرة عن استراتيجيتها تجاه إيران بعد استعادة العلاقات الدبلوماسية في مارس بعد انقطاع دام سبع سنوات، وتتنافس البلدان منذ فترة طويلة على أن يكونا القوة الجيوسياسية الرئيسية في الشرق الأوسط، بحسب بلومبرج.
وواصل التقرير، بأن شبح الصراع الإقليمي دفع الرياض إلى بذل قصارى جهدها لتجنيد إيران كراع مشارك للبيان الصادر في نهاية القمة الإسلامية العربية غير العادية، وهو البيان الذي أدان إسرائيل بشدة، ودعى إلى وقف فوري لإطلاق النار ووضعت خطوات لحل طويل الأمد.
وفقًا لشخص سعودي لديه معرفة مباشرة بالاتصالات رفيعة المستوى، أكد أن تركيز ولي العهد ينصب على وقف التصعيد مع إيران.
وقال المصدر إن محمد بن سلمان ومساعديه عبروا في اجتماعاتهم مع المسئولين الإيرانيين عن مخاوف السعودية بشأن دعم إيران للجماعات المسلحة في العالم العربي، بينما تحدثوا عن فوائد التعاون.
وذكر التقرير أن السعودية تسعى للحفاظ على الاتفاق الذي توسطت فيه الصين والذي تم توقيعه مع إيران في مارس، بل وربما تعميقه، لا سيما من خلال العلاقات الاقتصادية، لكنها تسعى كذلك إلى تحقيق أهداف أخرى مثل المساعدة في إنشاء دولة للفلسطينيين إلى جانب إسرائيل، من خلال تطبيع العلاقات مع إسرائيل وإقامة علاقة دفاعية أوثق معها ومع الولايات المتحدة، وكل ذلك يخاطر بوضعها على خلاف مع طهران.