دور الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري في إدارة المخلفات الصلبة
لعبت الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، دورا رئيسيا في تطوير منظومة إدارة المخلفات الصلبة بجمهورية مصر العربية على مدار أربع سنوات (2019-2023)، حيث شاركت الوزارات المعنية في الحكومة المصرية في إنشاء البنية الأساسية لمنظومة المخلفات الجديدة، ودربت الكوادر، وأهلت العاملين بمحافظات مصر على تشغيل وإدارة ومراقبة المنظومة الجديدة بجميع مراحلها، من جمع ونقل ومعالجة وحتى التخلص الآمن من النفايات.
توطين الأنظمة العالمية والتكنولوجيات الحديثة في مجال إدارة المخلفات
وساهمت الأكاديمية بشكل جذري في توطين الأنظمة العالمية والتكنولوجيات الحديثة في مجال إدارة المخلفات، حيث نشرت الوعي بين متخذي القرار من العاملين بأجهزة الدولة المختلفة على أفضل الاستراتيجيات العالمية لإدارة النفايات بجميع أنواعها (المنزلية والزراعية والصناعية والخطرة) بهدف توجيه خطط الدولة المصرية نحو الاتجاه الأمثل للإدارة المتكاملة للمخلفات وتحقيق أفضل عائد مادي من استثمارات الحكومة المصرية في هذا المجال.
وقد أشرفت الأكاديمية على جميع مراحل إنشاء 23 مدفنا صحيا آمنا للمخلفات بمدن مصر المختلفة، التي تشمل التصميم والتنفيذ والاختبار والتشغيل، وسلمتهم إلى 16 محافظة، وتم تشغيل عدد منها بصورة تجريبية.
وتشرف الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، حاليا على تشغيل أكبر مشروع منها، وقد تم الانتهاء من إنشاء آخر مشروع خلال هذا العام بمدينة بئر العبد على مساحة 5 فدادين، ويشمل مباني الإدارة والكهرباء والتحكم والحراسة ومحطة وقود وميزان بسكول والطرق والأسوار وبحيرة معالجة سائل الرشيح، وخلية الدفن الصحي الآمن بسعة استيعابية 60 ألف طن.
وتم تسليم المشروع إلى محافظة شمال سيناء للبدء في التشغيل ليخدم 100 ألف نسمة من سكان المحافظة، وذلك بعد أن تم تسليم وتشغيل 3 مدافن صحية أخرى إلى مدينة العريش والطور وشرم الشيخ؛ ليبلغ بذلك عدد المشروعات المنفذة بشبه جزيرة سيناء 4 مشروعات تساهم في خطة الدولة المصرية لتنمية شبه جزيرة سيناء.
مساهمات الأكاديمية في مجال إدارة المخلفات
ومن أهم مساهمات الأكاديمية في دعم الحكومة المصرية في مجال إدارة المخلفات هو توجيه خطة الحكومة نحو توطين صناعة إعادة التدوير بمصر، وقد تم ذلك من خلال إقناع وحث المسئولين ومتخذي القرار على توجيه الموازنات المتاحة نحو التصنيع المحلي لخطوط الفرز والتدوير للمخلفات بدلًا من استيرادها من الخارج؛ بهدف خفض تكلفة الإنتاج وتخفيف العبء على كاهل الحكومة المصرية؛ لتوفير العملة الصعبة لعمليات استيراد مصانع التدوير.
كما ساهمت الأكاديمية في مراجعة وتعديل تصميمات خطوط التدوير وإضافة الماكينات اللازمة لها بما يتناسب مع نوعية المخلفات المتولدة بمصر، التي تختلف من منطقة إلى أخرى، طبقًا للكثافة السكانية والمستوى الاجتماعي والمكان من ريف أو حضر أو مدن مكتظة بالسكان، كما ستشرف الأكاديمية في الفترة المقبلة على تصنيع وتركيب المصانع الجديدة وإنشاء المجمعات الخاصة بالمحافظات.
وفي مجال التدريب والتأهيل، درّبت الأكاديمية ما لا يقل عن ألف وخمسمائة فرد من العاملين بالمحافظات وأفرع جهاز شئون البيئة على الإدارة المتكاملة للمخلفات الصلبة، من خلال 30 دورة تدريبية، عقدتها الأكاديمية في محافظات مصر المختلفة خلال العاميين الماضيين، وكان آخرها الدورة التدريبية بمركز التدريب بسقارة للعاملين بمحافظة شمال وجنوب سيناء والسويس والبحر الأحمر التي أهلت العاملين بإدارات البيئة والنظافة بالمحافظات للبدء في تشغيل 10 مدافن صحية بصورة ذاتية، ودون الاحتياج إلى جهات أخرى للتشغيل؛ ما يقلل من مصروفات تشغيل المنظومة؛ لضمان استدامة الخدمة المقدمة إلى المواطن المصري، ومنع التلوث، ويساهم في رفع مستوى الصحة العامة والحفاظ على البيئة.
وتندرج مشاركة الأكاديمية في تنفيذ المشروعات البيئية بمصر ضمن الخطة الاستراتيجية للأكاديمية؛ التي تهدف إلى دعم الحكومات العربية في تنفيذ المشروعات الخضراء، وتحقيق خطط التنمية المستدامة لخدمة المجتمع، وهو ما يضاف إلى مجهودات الأكاديمية الأخرى في مجال التعليم، والبحث، والتدريب، والاستشارات.
وتتميز الأكاديمية بتعدد التخصصات العلمية والقدرة على التطبيق العملي للبحوث التي يقوم بها بشكل مستمر خبراؤها في مجالات الهندسة والبيئة والإدارة والاقتصاد، ووجودها الجغرافي في عدد كبير من المدن والدول العربية.