قرأ في الحرمين والأقصى.. ذكرى وفاة صاحب الحنجرة الذهبية الشيخ عبدالباسط عبدالصمد
يوافق اليوم 30 نوفمبر ذكرى وفاة الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، والذي رحل عن عالمنا، الأربعاء 30 نوفمبر 1988م، بعد رحلة قرآنية ملهمة مؤثرة، ومسيرة عطاء زاخرة.
ولد الشيخ عبد الباسط عبد الصمد في قرية المراعزة بمحافظة قنا، حيث استطاع أن يحفظ القرآن في كتاب قريته وأتم تحفيظه وهو في سن العاشرة، ثم اتجه إلى طنطا ليتعلم القراءات وعلوم القرآن تحت إشراف الشيخ محمد سليم، ولكن وقبل وصوله إلى طنطا بيوم واحد، انتقل الشيخ محمد سليم إلى أرمنت ليكون مدرسًا للقراءات في المعهد الديني، ثم قام بمراجعة القرآن الكريم بأكمله، وحفظ الشاطبية، وهي المتن الخاص بعلم القراءات السبع، وعندما بلغ سن الثانية عشرة، تلقى العديد من الدعوات للقراءة في مدن وقرى قنا، خاصة في قرية "أصفون المطاعنة"، وفي نهاية عام 1951، طلب منه الشيخ "الضباع" أن يقدم للإذاعة كقارئ، وتم اعتماده في ذلك.
ذكرى وفاة الشيخ عبد الباسط عبد الصمد
وقرر الشيخ عبد الباسط أن يستقر في القاهرة، وأقام في حي السيدة زينب وظل هناك حتى طلبته سوريا ليحيي فيها شهر رمضان، فرفض الشيخ السفر إلا بعد أن يحصل على إذن من شيخه، وبدأ الشيخ عبد الباسط رحلته الإذاعية في رحاب القرآن الكريم منذ عام 1952، حيث تلقى العديد من الدعوات للقراءة في شهر رمضان وخارجه من شتنى بقاع الأرض.
وزار السعودية كأول دول خارج مصر بعد التحاقه بالإذاعة، لأداء فريضة الحج وسجل تلاوات عديدة في المسجد الحرام بمكة والمسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة، واعتبرت السعودية هذه الزيارة مهيأة من قبل الله، فهي فرصة يجب أن تجنى منها الثمار، وطلبوا منه أن يسجل عدة تسجيلات للمملكة لتذاع عبر موجات الإذاعة، ولم يتردد الشيخ وسجل عدة تلاوات للمملكة العربية السعودية أشهرها التي سجلت بالحرم المكي والمسجد النبوي الشريف، (لقب بعدها بصوت مكة).
وجاب صاحب الحنجرة الذهبية العالم شرقًا وغربًا شمالًا وجنوبًا، ومن أشهر المساجد التي قرأ بها القرآن هي المسجد الحرام بمكة والمسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة، والمسجد الأقصى بالقدس وكذلك المسجد الإبراهيمي بالخليل في فلسطين والمسجد الأموي بدمشق، وكذلك أشهر المساجد بآسيا وأفريقيا والولايات المتحدة وفرنسا وإنجلتر والهند ومعظم دول العالم وحظي الشيخ عبدالباسط بالكثير من أوجه التقدير والتكريم على مستوى العالم، فكان تكريمه في 1956 بسوريا بمنحه وسام الاستحقاق ووسام الأرز من لبنان والوسام الذهبي من ماليزيا ووسام من السنغال وآخر من المغرب.
وآخر الأوسمة التي حصل عليها كان بعد رحيله من الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك في الاحتفال بليلة القدر عام 1987، وكذلك وسام من رئيس حكومة ماليزيا عام 1965 ووسام الاستحقاق من الرئيس السنغالي في1975 والوسام الذهبي من باكستان في 1980، ووسام العلماء من الرئيس الباكستاني ضياء الحق في 1984 ووسام الإذاعة المصرية في عيدها الـ50، وحين تدهورت صحة الشيخ عبدالباسط، نصحه أبناؤه والأطباء بالسفر إلى الخارج ليعالج بلندن، حيث مكث بها أسبوعًا، وكان بصحبته ابنه «طارق» فطلب منه أن يعود به لمصر، وفيها توفي.