ضربوا علينا غاز.. أسيرة فلسطينية محررة تروي تفاصيل 47 يوما من القمع والاعتداء بسجون الاحتلال بعد طوفان الأقصى | خاص
على أعتاب أبواب سجن الدامون الإسرائيلي بحيفا في شمال فلسطين، أخذت روضة موسى أبو عجمية، أسيرة فلسطينية، تستنشق هواء الحرية، وتمتع عينيها بجمال الطبيعية، مودعة حياة الأسر؛ لتدب فيها الحياة مرة أخرى، بعد 8 أشهر من العزلة المجتمعية والقمع داخل سجون جيش الاحتلال الإسرائيلي.
حصلت روضة موسى أبو عجمية، 46 سنة، على حريتها في 23 نوفمبر الماضي، ضمن الدفعة الأولى من صفقة تبادل الأسرى بين الجانب الفلسطيني والإسرائيلي، ووسط دموع الفرحة وأحضان الفراق والشوق، استقبلتها أسرتها وجيرانها في بيت لحم، بالضفة الغربية الفلسطينية.
اعتقلها جيش الاحتلال من منزلها والأسباب واهية
وصلت روضة إلى غرفتها الصغيرة بمنزل العائلة، لتتنفس الصعداء، وتعود بذاكرتها إلى الساعة السادسة صباحا في يوم لا تتذكر له تاريخا سوى أنه بشهر رمضان المبارك في إبريل الماضي؛ حيث اعتقلتها قوات الاحتلال الإسرائيلي من منزلها ووسط أسرتها، ونقلها ضمن مجموعة من الأسرى إلى مركز توقيف عصيون، وهو مركز تحقيق إسرائيلي يقع بين الخليل وبيت لحم جنوب الضفة الغربية.
وهناك في مركز توقيف عصيون، وجهت قوات الاحتلال الإسرائيلي للأربعينية روضة موسى، اتهامات واهية تفتقر للأدلة، تتلخص في كونها تمس الأمن الإسرائيلي، وبعدها نقلها الاحتلال إلى سجن عوفر؛ للتحقيق معها. ظلت الأسيرة الفلسطينية تنتقل من سجن لآخر، لينتهي بها المطاف بعد 9 أيام، في سجن الدامون بحيفا، بانتظار محاكمة غير متكاملة الأركان.
جيش الاحتلال الإسرائيلي يصب جل غضبه على الأسرى بالسجون بعد طوفان الأقصى
أمضت الأسيرة الفلسطينية الأربعينية في عزلة واضطهاد بالسجون الإسرائيلية، لكن عقب أحداث السابع من أكتوبر الماضي؛ لتشهد الحياة خلف جدران الاحتلال تحولا غير إنسانيا، حيث صب الصهاينة جل غضبهم وقهرهم على الأسرى بالسجن، بعد تعرض الكيان المحتل لهزيمة بعملية طوفان الأقصى على يد الفصائل الفلسطينية لحركة حماس.
بدأ الاحتلال الإسرائيلي بتصعيد عمليات القمع على الأسيرات بالسجون، بعد أحداث طوفان الأقصى، من خلال غلق الأقسام وتحويل الأسرى إلى حالة من العزل، وسحب جميع الأجهزة الكهربائية كالتلفزيون والراديو لفصلهم عن العالم الخارجي، فضلا عن الاعتداء بالضرب، ورش غاز بالغرف، يصيب الشخص بحالة من ارتخاء بالعضلات، والشعور بالغثيان، والقيء، والرغبة بالنوم.
زيادة أعداد الاعتقالات بعد السابع من أكتوبر
تروي روضة موسى، لـ القاهرة 24، أنه بعد الحرب على قطلع غزة، شهد سجن الدامون تزايدا في أعداد الاعتقالات للفتيات، حيث بلغت في اليوم الواحد ما بين 4 إلى 6 أسيرات، ما خلق في الزنزانة الواحدة تكدسا دفع البعض للنوم على الأرض.
رغم ما نالته الأسيرة الفلسطينية، روضة موسى أبو عجمية، من حرية إلا أنها فقدت شغفها بالعودة لعملها مرة أخرى، وهو تمريض منزلي، في ظل ما تمر به فلسطين بالوقت الراهن، مؤكدة حرصها الشديد بالحفاظ على حريتها، والحصول على استراحة محارب، لتفكر بعدها في مستقبلها.