عالم أزهري: إكرام الضيف من علامات الإيمان بالله واليوم الآخر
قال الشيخ طارق اللحام، من علماء الأزهر الشريف، إن من رحمة الله إكرام الضيف؛ وهو من علامات الإيمان بالله؛ واستشهد بالحديث النبوي لرسول الله صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فاليُكرِم ضيفه).
اللحام: من أكرم ضيفه آمن بالله واليوم الآخر
وأوضح اللحام خلال تصريحات تلفزيونية، أن الله سبحانه وتعالى قد علمنا إكرام الضيف؛ فهذا الضيف قد يكون قريبًا، أو غريبًا، أو قد يكون عابر سبيل.
وأضاف: كما علمنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن جائزة الضيف من يوم وليلة إلى ثلاث ليالٍ؛ أي كانوا يستضيفون الضيف ثلاثة أيام؛ فلا يتكلم بما عنده، وبما يريد حتى تنتهي تلك الأيام الثلاثة.
واستشهد اللحام بقصص أحد رجال الكرم؛ فكان هناك رجلًا مشهورًا بالكرم؛ فجاءه ضيف ليشتري فرسًا من عنده؛ فاستضافه ثلاثة أيام، وكل يوم يذبح له ويطعمه حتى جاء اليوم الثالث ويريد أن يذهب؛ فأراد أن يتكلم بما يريده، فقال له: جئت لأشتري الفرس الذي عندك، فقال له الرجل: هذا هو الفرس الذي أكلته عندما جئت؛ ومفادها أن هذا الرجل من كثرة حسن ضيافته؛ الله أوسع عليه؛ فذبح ما عنده من أغلى أنواع الفرس الذي كان يمتلكه حتى يكرم ضيفه؛
فتصدق به على الضيف.
وذكر أنه جاء في إحدى المرات رجلًا إلى بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأل الرسول زوجاته: ماذا عندكنَّ لضيفي؛ فقالوا له يا رسول الله ما عندنا إلا الماء؛ فوصل بهم الأمر إلى ذلك لأنهنّ كنّ يتصدقن، فقال لأصحابه من يضيف ضيف رسول الله، فقام صحابي وقال أنا يا رسول الله؛ فأخذ الصحابي هذا الضيف، وذهب به لبيته، وقال لزوجته حضري الطعام لضيف رسول اللّه؛ فقالت ما عندنا إلا طعام صبيانا، فقال لها ماذا نفعل، فاجعليهم ينامون بغير طعام؛ بحيث لا يتأذى الأولاد، وأوهمي الضيف أنكم تأكلون، وضعي الطعام؛ فوضعت السراج خلف الستار، ووضعت صحون للطعام، وأوهمت الضيف بأنهم يأكلون، وباتوا بلا عشاء، فوضعوا الطعام للضيف، فأكل وفرح، ثم في الصباح ذهبوا إلى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم.
واستكمل: فكان الوحي قد نزل على رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، وقال له ماذا فعل الصحابيان؛ الرجل وزوجته في أمر الضيف؛ فقال لهما عليه الصلاة والسلام: ضحك الله من فعالكما الليلة؛ وأوضح: والضحك هنا ليس بمعنى ضحك الذي يضحكه الإنسان؛ بل المعنى المراد هنا؛ هو رضا الله عليهما؛ فإن فعلكُما مرضيٌ عند الله.