المصريين بين سياسة «اللي نعرفه» و«كبر دماغك»
لا يوجد ما يعبر عن حالة المصريين في الوقت الحالي بينما بدأ أبناء جالياتنا في الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية التي يتنافس فيها أربعة مرشحين، إلا أنهم حاليًا بين سياسة "اللي نعرفه احسن من اللي منعرفوش" وبين "كبر دماغك".
تلك السياسات اعتادها المصريين في الاستحقاقات الانتخابية سواء رئاسة أو مجلس نواب أو شيوخ وفي الأحداث السياسية التي توالت خلال السنوات الماضية، والتي لها بالغ التأثير بالتأكيد على حياة المواطن ومستقبله ومستقبل أبناءه أيضًا.
وبينما نجد المواطن المصري في أهون وأبسط أمور حياته اليومية مهتم متابع لأدق التفاصيل فلو أراد مثلًا أن يشتري نوعًا من الفاكهة تجده في حيرة من أمره ويتحسس الخضروات والفاكهة قبل شراءها ويفحصها ويدقق فيها بدرجة عالية ولا أمانع أن يدخل في مناقشات تستمر لوقت طويل في حال لم يعجبه السعر.
ولو أراد المواطن منا مثلًا أن يشتري سيارة تجده يجرب 100 سيارة و100 نوع ويستفسر عن السعر لدى أكثر من تاجر للوصول إلى أفضل الخيارات الممكنة التي تضمن له الإمكانيات التي يحتاجها في السيارة وبأفضل سعر.
وبعد كل ذلك هل يعقل أن نهتم بمثل تلك الأمور ونتناسى عظائم الأمور الانتخابات الرئاسية، وهي الاستحقاق الأهم الحدث الأكبر والأهم الذي يتعلق باختيار أهم وأعلى منصب في الدولة المصرية.
انتخابات الرئاسة استحقاق هو الأهم على الاطلاق ولا يتكرر سوى كل 6 سنوات، ويمس حياة كل المصريين الطامحين لمستقبل افضل وحياة هانئة كريمة لهم ولذويهم.
أذكر نفسي وإياكم بضرورة المشاركة في العملية الانتخابية والتأني والتدقيق في الاختيار في دولة ديموقراطية نختلف فيها في الرؤى أحيانا، لكننا نتفق دائما على حب الوطن وجمهورية جديدة تسع الجميع.
القرار قرارك وحدك دون إملاء أو توجيه اختر من شئت ولكن المشاركة ليست خيار، وإنما هي واجب وطني نحو بلدك وتجاه حاضرك ومستقبل أولادك.