فنانان أحبهما الجميع.. جسدا مشهد وفاتهما أمام الكاميرا قبل رحيلهما عن دنيانا
الموت علينا حق.. وبلا شك لا رهبة كرهبة الموت، وبالطبع عندما يتقن الممثل أداءه.. يتحول تمثيله إلى واقع، عاجلا أم آجلا، فيجسد الفنانون يوميا مشاهد عديدة، منها المكرر والذي لا جديد به، ومنها ما يطلق عليه الـ masterscenes، كل هذا وأكثر، لا ينفي حقيقة أن مشاهد الموت وحدها هي الأصعب، هي التي تتطلب استحضار باقة من المشاعر الحقيقية والمرهقة، فهذا إنسان حي يرزق، طلب منه استحضار روح الموت.
والجدير بالذكر، أنه بعيدا عن صعوبة مشاهد الموت على الفنانين، وإتقانهم في تجسيدها، إلا إنه كان للقدر مفارقات عجيبة، في مغادرة بعض الفنانين عن الحياة الدنيا، بعدما قدموا آخر مشاهدهم بها وهم على فراش الموت -تمثيلا-، إلى أن تحول التمثيل لواقع، مريح لهم.. وأليم على محبيهم، وأبرز هؤلاء الفنانين الراحلين، الفنان أشرف عبد الغفور، والفنانة دلال عبد العزيز.
وتزامنا مع وفاة الفنان أشرف عبد الغفور أمس ومنذ ساعات قليلة، نستعرض في السطور التالية آخر مشاهده على فراش الموت، وكذلك مشهد دلال عبد العزيز.
كأنها ترى منزلتها بالجنة.. وفاة عطية الست الجدعة
شاركت الفنانة الراحلة دلال عبد العزيز في موسم رمضان 2021، من خلال مسلسل ملوك الجدعنة، والذي جسدت خلاله دور عطية، والدة الفنان عمرو سعد، وامتازت شخصيتها الشعبية بخصال الطيبة والمودة والجدعنة، حتى توفيت بالحلقة الـ 18 من المسلسل، وكان مشهد وفاتها مؤثرا بشكل كبير، وكذلك كان لها كلمات مميزة به، توحي بشعورها أن ساعتها قد اقتربت، حيث قالت لنجلها: "أشوفك بخير يا حبيبي"، كما كانت تردد مقولة "الله.. الله أكبر.. ما شاء الله"، وتنظر أمامها وكأنها ترى الملائكة ملتفين حولها، مبشرينها بمنزلتها بالجنة.
وشاء القدر أن يكون مشهد وفاة عطية هو آخر مشهد قدمته دلال عبد العزيز، قبل وفاتها في شهر أغسطس من عام 2021، وبرغم أنه عرض بعد وفاتها عدد من أعمالها الجديدة، مثل فيلم فرق خبرة وفيلم تسليم أهالي، إلا أن مشهد الوفاة هو آخر مشهد عرض لها قبل وفاتها الحقيقية.
وفاة المهندس فاروق طوق نجاة رشيد في ظلام السجن الحالك
وكذلك قدم الفنان الراحل أشرف عبد الغفور دور المهندس فاروق، في مسلسل رشيد برمضان الماضي 2023، والذي كان أحد مساجين سجن اللمان رفقة رشيد -محمد ممدوح-، ويوما بعد يوم أصبحا أكثر من الرفقة، وأصبح فاروق طوق نجاة رشيد من طول سنين السجن وظلام أيامه بها، كان فاروق يهون عليه هذا بجلساته معه، وحديثهما طوال الليل والنهار، إلى أن قررا الهروب من السجن، وأثناء تنفيذ خطتهما تلك، وهروبهما من عربة البوليس، أطلق عليهما النار، بعد هجوم مسلحين على سيارة ترحيلات السجناء، حتى أصاب عيار منهم فاروق، ومات بين يدي رشيد.
ليتحقق مشهد وفاته الأخير الذي قدمه واقعا، ويفارق أشرف عبد الغفور الحياة الدنيا، أمس إثر حادث أليم على طريق إسكندرية الصحراوي.