لماذا لم يخير الله الإنسان عند خلقه عن تفاصيل حياته؟ أمين الفتوى يحيب
علق الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بـ دار الإفتاء المصرية على سؤال تلقاه من أحد المتابعين ونصه: عند خلق الله للإنسان لماذا لم يخير الله الإنسان عن تفاصيل الجسد من حيث الشكل واللون والفقر والغناء؟.
ضرورة أن يكون الإنسان راضيًا وذاكرًا لربه
وقال عويضة خلال تصريحات تلفزيونية: إنه أحيانًا ما ينسى المخلوق نفسه مع الخالق، وينسى أنه مربوب لرب عظيم، إلهٍ جليل؛ متابعًا: فمن نحن لكي يخيرنا الله في أمور لا خيار لنا فيها؛ فخلقك الله، وأوجدك فليس لك خيار في هذا، جعل لون بشرتك كذا، أو جعلك في أسرة فقيرة، أو جعلك طويل، أو قصير، أو دولة معينة، فأنت ليس مخير في هذا الأمر، موضحًا: فهذه حكمة الله لأنك لا تعرف أين الخير؛ إذا كان أنت متعرفش مصلحتك فين؛ فمهما أوتيت من العلم لن تصل إلى معرفة حكمة الله من الابتلاء الذي يبتليه لك.
وأضاف مستنكرًا: ربنا هيفضل يخير فيك بينما أنت مخلوق ضعيف؛ فإذا أقررت لله بأنه خالق فسلم أمورك له، وإذا أقررت في الله أنه صاحب المشيئة، والقدرة فلا تنازع ربك؛ لأنك لن تقدر على فعل شيء.
وأشار أمين الفتوى إلى إلزامية وجود الناس طبقات متباينة، ولا بد أن يكون هذا مبتلى؛ وهذا المبتلى لا يحتمل ابتلائه أن الله لا يرضى عنه؛ والفقير هذا ليس معنى أن الله أفقره أن الله غاضب عليه، والمريض ليس معناه أن الله يكره؛ فأمرضه أبدًا؛ لأن هذه دنيا.
وأوضح أمين الفتوى: أن الله سجانه وتعالى ما خلق الإنسان للدنيا بل خلقه لشيء آخر؛ خلقك لمجازاته في جنته، ولتسكن جنته؛ فلذلك سلم إلى الله قدرته، وسلم له مشيئته، ولا تنازع في أمر أنا ليه فقير، أنا ليه ربنا خلقني هكذا، أو أنا ليه ربنا مخلقنيش في دولة غنية؛ وتابع؛ يعني أي دولة فقيرة، ودولة غنية أنت تعرف كان ممكن يحصل أي أو تعمل أي لو كنت في دولة غنية؛ فهناك من يفسدون الأرض بالغنى، وهناك من يفسد في الأرض بهيئته، وبدنه، وجماله؛ فإذًا عندما يعطيك الله شيء قل الحمد لله، والله ما اعطاني الله شيء إلا لحكمة، حتى لو شوفت إنسان ليه خلقة معينة من وداخلة كده في بعضها فقل إن الله له حكمة في هذا.
وأكد عثمان على ضرورة أن يكون الإنسان راضيًا، ويكون ذاكرًا لربه، ويفوض أموره إلية، وحذر أمين الفتوى من هذا السؤال؛ لأنه من باب الوسوسة التي تأتي للإنسان، ومن باب عدم الرضا أيضًا؛ لدرجة أن الإنسان قاحد عمال يفكر ويقول: هو ليه ربنا مخلقنيش غني، أو مخلقنيش بهيئة جميلة؛ فلعل الله إذا رزقك الغنى لفسدت في الأرض، وطغيت بمالك؛ لقوله تعالى: " كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَىٰ أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَىٰ" فلذلك يجب على الإنسان أن يقر بأنه عبد مربوب لهذا الإلهة العظيم؛ فسلم لله مشيئته، وقدرته؛ مضيفًا: وكان ما كان وخلقت، ولا اختيار لك، وابتُليت، واختُبرت ولا اختيار لك؛ فعليك أن تفكر كيف تنجح في الاختبار، ولا تفكر لماذا حدث هذا وهكذا؛ فالله الغني عن العالمين، والكريم؛ وغبيك أن تنتبه لنفسك، واستجب لأوامر الله، وأنهى عن موانعه؛ وهي فترة وهتعدي مش هتحس بتعب ولا بألم، وتشعر بنعيم الله سبحانه وتعالى.