ما حكم القيام للجنازة؟.. أستاذ فقة يوضح
تلقى الدكتور عطية لاشين، أستاذ الفقة بجامعة الأزهر، سؤالا من أحد المتابعين نصه: كنا جلوسا فمر على مجلسنا جنازة فقام البعض ولم يقم البعض الآخر، فأنكر كل فريق على الآخر ما فعل فما حكم ذلك؟
وقال لاشين عبر حسابه على موقه التواصل الاجتماعي فيس بوك: إن الإنسان يتردد أمره بين حالين، حال الحياة وحال الموت فحال الحياة مؤقت لا يدوم ينتهي بالموت الذي هو أول منازل أو مرحلة من مراحل الدار الآخرة، ولقد كرم الله الإنسان أي إنسان حيا وميتا قال سبحانه: ولقد كرمنا بني آدم.
وأضاف: وتكريم الإسلام للإنسان ميتا يتمثل في مواراة جسده التراب وكان ذلك نعمة من الله على مطلق إنسان امتن الله به عليه قال سبحانه: ثم أماته فأقبره، وبخصوص واقعة السؤال نقول: إن حكم الوقوف للجنازة التي مرت على قوم جالسين يتنازعه رأيان لأهل العلم ما بين قائل بالإباحة أي التخيير بين القيام وعدمه فهما في الحكم سواء وما بين قائل بالاستحباب وهذا إجمال يعقبه بيان وتفصيل على النحو الآتي: استدل القائلون باستحباب القيام للجنازة والوقوف لها عند مرورها بما روى الإمام مسلم في صحيحه عن علي رضي الله عنه قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم قام فقمنا وقعد فقعدنا يعني في الجنازة، وقال الترمذي: حديث علي حديث حسن صحيح والعمل على هذا عند بعض أهل العلم وقال الشافعي: هذا أصح شيء في هذا الباب.
وأكمل: فيؤخذ من هذا الحديث أن القيام للجنازة حينما تمر بالإنسان مندوب لفعل النبي صلى الله عليه وسلم بل يأمره بذلك أيضا في حديث رواه الإمام أحمد في مسنده عن علي رضي الله عنه: أمرنا بالقيام للجنازة ثم جلس بعد ذلك وأمرنا بالجلوس، قال الإمام النووي رحمه الله: والمختار أنه مستحب، وقال ابن حزم: ويستحب القيام للجنازة إذا رآها المرء وإن كانت جنازة كافر، وأما عن القائلين بالتخيير فقد قال الإمام أحمد بن حمد: إن شاء قام وإن شاء لم يقم، ووافقه ابن الماجشون من المالكية.
ما حكم القيام للجنازة إن كانت لغير مسلم؟
واختتم: ونختم الفتوى عن هذا السؤال ببيان الحكمة من القيام للجنازة وإن كانت لغير مسلم فنقول: لقد بينت السنة النبوية المطهرة الحكمة من ذلك كما جاء في رواية أحمد، وابن حبان والحاكم مرفوعا: إنما تقومون إعظاما لله تعالى الذي يقبض النفوس، ورواية ابن حبان: إعظاما لله تعالى الذي يقبض الأرواح، والله أعلم.