فقد بصره فهرب وسط الأموات.. كيف جسد أسامة أبوالعطا معاناة الشيخ حسني في زينهم؟
بملابس الحانوتي أو مغسل الأموات ونظارة سوداء وعصا يتكئ عليها، يقضي الشيخ حسني الكفيف حياته داخل مشرحة، فيعمل بها طيلة اليوم ومن ثم يكمل يومه داخل غرفة هناك، وفقدانه لبصره لا يخفي عنه ما يحدث حوله فيشعر بإحساسه الشديد بكل خطوة.
إلا أن خلف نظارة الشيخ حسني السوداء وابتسامته وعلامة الرضا التي تظهر في حديثه، قصة أخرى، أثارت انتباه المشاهدين في مسلسل زينهم، ظهرت في الحلقة الـ 11، في مشهد جمعه بالفنان كريم قاسم من المسلسل قال فيه: أنا مش مغسل ولا حانوتي أنا أصلا حداد.. صنايعي أعجبك، كان عندي ورشة وكنت كسيب، وكنت بعمل لي في اليوم 200 أو 300 جنبه بمقام 2000 أو 3000 دلوقتي، وفي يوم وأنا شغال رايش اللحام دخل في عيني وعملت عملية وعميت، وفي يوم وليلة بقيت عاجز مراتي ما استحملتش خدت العيال وطفشت والدنيا فضيت عليا وبقيت لوحدي وبقى لي سنين معرفش عنهم حاجة وكانوا كل حياتي وكنت عايش علشانهم وأنا مش عاوز أصعب على حد ولا عاوز حد يخدمني».
هرب من الواقع الأليم وذهب إلى عالم الموتى
جسد الفنان أسامة أبو العطا، دور الشيخ حسني بحرفية شديدة، ذلك الشخص الذي هرب من الواقع الأليم وذهب لعالم الموتى، وحديث الشيخ حسني في الحلقة 11 من مسلسل زينهم، جعل الجمهور يصدقه ويتفاعل معه.
فكيف من الممكن أن تتغير حياة الإنسان فجأة وتنقلب رأسًا على عقب، فالحداد الكسيب الذي يعيش وسط عائلته وأبنائه ويشعر أنهم كل شيء في حياته ويحب مهنته، فجأة يتحول لكفيف ترفضه زوجته وتهرب ولم يجد أمامه سوى الهروب من الواقع الأليم ليعمل داخل مشرحة وجد فيها الألفة في عالم الموتى هذا العالم الذي لا يرفض فيه أحد الآخر.
ليس فقط الشيخ حسني الذي ظهر على الشاشة لكن مئات يعيشون قصته باختلاف الأحداث سواء من يتعرض لحادث يقلب حياته، أو حتى يعيش بألم داخله يهرب فيه من الواقع بطريقة أو أخرى.
مأساة فقدان البصر
وحول تجسيد أسامة أبو العطاء شخصية الشيخ حسني قال لـ القاهرة 24، إنه وجد بعض الصعوبات خلال تجسيده الدور، خاصة تجسيد دور كفيف: مسألة تحمل صعوبة شديدة، والمفترض إني شخص مبصر وأجسد مشاعر شخص غير مبصر وكنت بمثل في الحقيقة زي المعمي بالظبط، وفقدان البصر مأساة المفترض إني أجسدها حتى لو المشاهد غير مأساوية، والمفترض إن هذه المأساة تكون منعكسة على ملامحي وطريقة تحركي، وإحساس المأساة المفروض لا يفارقني.