رحالة حرب من غزة لـ مصر.. أسرة فلسطينية تروي رحلة 60 يوما تحت القصف وصولًا إلى القاهرة | خاص
هنا فلسطين من قلب القاهرة، حيث جاءت أسرة فلسطينية باحثة عن الأمان، بعدما عاشت 60 يومًا تحت القصف في قطاع غزة، يتعرضون لأبشع أنواع التعذيب النفسي قبل الجسدي، فعلى مدار شهرين تقريبًا ينتقلون بين المنطقة الشرقية تارة والغربية تارة أخرى، محاولين النجاة بأرواحهم وتنفيذ ما كتب بالمنشورات الإسرائيلية التي يستيقظون عليها يوميًا، محددة وجهتهم، مكتوب بها: على جميع أهالي المناطق الشرقية التوجه إلى خان يونس، وإلا يندرجون بقائمة القتلى اليومية التي اختارتها الصواريخ بشكل عشوائي.
كانت الأسرة المكوّنة من 7 أفراد يقرأون المناشير، فيتركون بيوتهم مع الجيران وبقية العائلة، الماكثة بالمنطقة الشرقية، والتي شهدت الحزام الناري في غروب 10 أكتوبر الماضي واستمر دون توقف حتى شروق الشمس، والتي نزح معها عدد كبير من الغزاوية إلى المنطقة الغربية، متوجهين إلى خان يونس، والتي بعدت عنهم نحو 10 كيلومترات، إلى أن وصلوا للمنطقة التي ظنوا أنها آمنة، ولكن لا يوجد أمان بقلب غزة المحتلة، حسبما قال محمد عرفة خلال حديثه لـ القاهرة 24.
الهدنة في غزة
ظلت الأسرة نازحة نحو 40 يوما، وكانت الهدنة بمثابة معبر للضفة الثانية من الموت، فرجعوا مرة أخرى على بيوتهم لكنهم تعرضوا للقصف الغادر على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي، لذلك اضطرت الأسرة المكونة من أب وأم و6 إخوة إلى الخروج من بيتهم مرة ثانية.
وبعد أيام مريرة داخل القطاع، انقطع فيها الطعام والشراب والعلاج لإصابات الأسرة الطفيفة، وجدوا أسماءهم بتنسيق السفر إلى مصر ولكن دون الأب، فاضطرت الأسرة أن تنزح من الناحية الغربية وتلجأ لمصر، تاركين الوالد ليس معه سوى الدعوات حتى يجتمعوا به مرة أخرى.
ما توقعت إني أطلع من غزة وأنا مليش نفس أطلع منها.. تلك العبارة التي قالها محمد لم يكن الأول أو الأخير الذي يصف حزنه وخيبة أمله بخروجه من بلده واللجوء لمكان آخر باحثًا عن الحياة، فلم يرغب أحد في الخروج من دياره لكن لم يتبق البيت ولا الأهل ولا الجيران.