أزهري يوضح كيفية التعامل مع الطفل كثير الكذب
كشف الدكتور السيد الشرقاوي، أحد العلماء بالأزهر الشريف، كيفية التعامل مع الطفل كثير الكذب، قائلًا: كنت في الطريق ذات مرة وسمعت أبا ينادي على ابنه ويقول له: أنت عيل كذاب وبتكذب بالليل والنهار، والكذب بيسرى في دمك زي كرات الدم البيضاء والحمراء.
يجب يملأ الأب قلب ابنه بالأمان والطمأنينة
وأوضح الشرقاوي خلال فيديو له عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: أولادنا نعمة لنا وقد وهبها الله سبحانه وتعالى إلينا؛ فوجب علينا أن نحافظ على هذه النعمة؛ وعلاج الخطأ أو المعصية التي يرتكبها الابن لا يُحل أبدًا بالفضيحة، ولا يجب أن يصف الأب ابنه بمثل هذه الصفات القبيحة التي يُعايره بها الناس بعد ذلك.
واستكمل الشرقاوي: الطريقة الصائبة لحل تلك المشكلة أولًا: يجب أن يكون الأب والأم قدوة صالحة، وألا يكذبوا أمام أولادهم؛ والأمر الثاني هو تشجيع الأب ابنه على الصدق، وأن يحرضه على الصدق، ويعرفه قيمة هذا الصدق، وفضيلته، ويجب أن يملأ الأب قلب ابنه بالأمان، والطمأنينة؛ لأن الابن إذا جعلته يشعر بالأمان والطمأنينة؛ فلن يكذب عليك أبدًا.
الإفتاء توضح ثلاث مواضع يُباح فيها الكذب
وفي وقت سابق، قالت دار الإفتاء المصرية في فتوى سابقة لها عبر موقعها الرسمي إلى تواجد ثلاثة مواضع يُبَاح فيها الكذب، مستشهدةً بالحديث الذي رواه الإمام مسلم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَيْسَ الْكَذَّابُ الَّذِي يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ، وَيَقُولُ خَيْرًا وَيَنْمِي خَيْرًا»، وقَالَ ابْنُ شِهَابٍ: "وَلَمْ أَسْمَعْ يُرَخَّصُ فِي شَيْءٍ مِمَّا يَقُولُ النَّاسُ كَذِبٌ إِلَّا فِي ثَلَاثٍ: الْحَرْبُ، وَالْإِصْلَاحُ بَيْنَ النَّاسِ، وَحَدِيثُ الرَّجُلِ امْرَأَتَهُ وَحَدِيثُ الْمَرْأَةِ زَوْجَهَا، منوهةً عن قول النووي؛ فقال: ولا خلاف أنه لو قصد ظالم قَتْلَ رجلٍ هو عنده مختفٍ وَجَبَ عليه الكذب في أنه لا يعلم أين هو.
وأكدت دار الإفتاء المصرية: هناك آخرون منهم الطبري: لا يجوز الكذب في شيء أصلًا، قالوا: وما جاء من الإباحة في هذا؛ المراد به التورية واستعمال المعاريض لا صريح الكذب؛ مثل أن يَعِدَ زوجته أن يحسن إليها ويكسوها كذا وينوي إن قدر الله ذلك، وحاصله أن يأتي بكلمات محتملة يفهم المخاطب منها ما يطيب قلبه، وإذا سعى في الإصلاح نقل عن هؤلاء إلى هؤلاء كلامًا جميلًا ومن هؤلاء إلى هؤلاء كذلك وورَّى، وكذا في الحرب بأن يقول لعدوه: مات إمامكم الأعظم وينوي إمامهم في الأزمان الماضية، أو غدًا يأتينا مدد؛ أي طعام ونحوه، هذا من المعاريض المباحة فكل هذا جائز، وتأوَّلوا قصة إبراهيم ويوسف وما جاء من هذا على المعاريض، والله أعلم.