هل يغفر الله ذنب عقوق الوالدين عقب وفاتهما أم لا؟.. أزهري يوضح الحكم
استهل الدكتور السيد سعيد الشرقاوي، أحد العلماء بـ الأزهر الشريف بتوضيحه حكم التوبة من ذنب عقوق الوالدين بعد وفاة الأبوين؛ حيث قال: إن حكم عقوق الوالدين يتمثل في معاملة الابن السيئة لوالديه، وأن يعبس في وجههم، أو يعلي صوته عليهم، أو الإساءة لهما، مستشهدًا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما قال لأصحابه: "ألا أُنبئكُم بأكبر الكبائر، أعظم المصائب عند الله تعالى؛ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: الإشراك بالله وعقوق الوالدين"، مضيفًا: هل أنتم متخيلين عظم هذا الذنب؛ فأتى هذا الذنب بعد الشرك بالله مباشرةً؛ مستكملًا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم “الكبائر الإشراك بالله وعقوق الوالدين، وقتل النفس”.
كيف نطلب المغفرة من الله لذنب عقوق الوالدين؟
وتابع العالم الأزهري خلال فيديو له عبر صفحته الرسمية فيسبوك: فهل أنتم متخيلون وقوع دائرة عقوق الوالدين حيث وقعت بين أعظم ذنبين؛ الشرك بالله، وقتل النفس التي حرمها الله؛ وهذا كافي لوضوح جريمة عقوق الوالدين عند الله سبحانه وتعالى؛ منوهًا عن حكم التوبة في حال إذا تاب الابن من هذا الذنب بعد انتقال الوالدين لرحمة الله سبحانه وتعالى؛ فقال: يجب أن يكون في اعتقادك أيها النادم، والعائد إلى الله سبحانه وتعالى بصدق، وجد؛ فالله سبحانه وتعالى يقبل التوبة عن أي جًرم، أو ذنب فعله العبد قبل موته، وقبل طلوع الشمس من مغربها، وقبل خروج الروح من الجسد؛ فهو يقبل الذنوب جميعا إلا ذنب الإشراك به.
واستشهد ببعض آيات الله التي تنص على مغفرة الله وعفوه عن كل الذنوب؛ فقال تعالى: " إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ"، وقوله تعالى:" قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ "، وقوله:" وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ".
وأكد الشرقاوي على أن العبد إذا استغفر، وتاب عن أي ذنب؛ فيغفر الله له؛ حتى لو كان هذا الذنب هو عقوق الوالدين؛ ولكن بشرط أن تندم إلى الله سبحانه وتعالى، وقلبك ينخلع من مكانه ندمًا، وغضبًا عن الأيام التي فاتت وأنت فيها عاق لوالديك، مضيفًا بأن الندم كافي؛ مستشهدًا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:الندم توبة، واستكمل: ولكن يجب ان يكون هذا الندم خارج من القلب، ووجب أن يلي هذا الندم الصدق في العمل.
وأوضح العالم الأزهري عن ما يجب على العبد فعله من بر الوالدين بعد وفاتهما؛ حيث استشهد بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية، أو علمٌ ينتفع به، أو ولدٌ صالحٌ يدعوا له"؛ فقم بالدعاء لوالديك، وأكثر من الأعمال الصالحة والصدقات لوالديك، وأعلم أن منزلة والديك في الجنة ترتفع أكثر، وأكثر بسبب كثرة استغفارك لوالديك؛ مستشهدًا بقول النبي: ”إن الرجل لَتُرفع درجته في الجنة فيقول: يارب أنَّى لي هذا فيقول الله عز وجل: باستغفار ولدك لك"؛ إذًا فعلامة توبتك من هذا الذنب؛ هو أن تكثر الأعمال الصالحة لوالديكَ، ومن الصدقات، ومن الدعاء لهما، ومن الاستغفار لهما، وأكثر من صلة الرحم التي لا توصلَ إلا بهما، واحرص على إنفاذ عهدهما ووصيتهما، واستمرار الخير الذي فعله الأب والأم حال حياتهما، وأكرم أصدقاء والديكَ، ولا تقطع صلة الرحم التي وصلها والداكَ حال حياتهما.