وزيرة الهجرة: حلم الشركة الاستثمارية للمصريين بالخارج اقترب.. ومفاجآت عديدة قادمة | حوار
كشفت السفيرة سها جندي، وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، عن عدد الاستثمارات المقرر البدء فيها قريبًا في مصر والخاصة بالمصريين بالخارج، بعد قيامها بجولة خارجية لعدد من البلدان قبل بداية عملية تصويت المصريين بالخارج في الاستحقاق الدستوري الأهم لاختيار رئيس الجمهورية الجديد للفترة المقبلة 2024 – 2030، الذي شهدته مصر خلال الأيام الماضية.
وقالت وزيرة الهجرة وشئون المصريين بالخارج، خلال حوارها مع القاهرة 24، إن الوزارة رصدت في غرفة عملياتها إقبالا كثيفا من الشباب المصري على التصويت في الانتخابات الرئاسية في معظم الدول، واصفة مشاركة الشباب بـ الافتة جدا وغير المسبوقة، كما أنها رصدت مواقف عدة خلال تصويت المصريين بالخارج تلمس القلب، فلقد قطع الناخبون المصريون آلاف الأميال لأداء الواجب الانتخابي وهذا ليس جديدا على وطنية المصريين، كما زفت الجندي بشرى للمصريين في الخارج، عن مرحلة ما بعد الانتخابات الرئاسية 2024، قائلة: المزيد والمزيد من المفاجآت قادم بإذن الله.
إلى نص الحوار:
- بعد مرور عام وثلاثة أشهر على توليكِ الحقيبة الوزارية.. كيف تُثمنين نجاح حملة الانتخابات «شارك بصوتك»؟
لقد رسم المصريون بالخارج صورة مشرفة من المسئولية وحب الوطن انعكست في الحشد للمشاركة في الانتخابات والإقبال الكبير الذي شاهدناه، وبالطبع نحن فخورون بهم، ولقد حرصت على تقييم حملة «شارك بصوتك» وما تم تنفيذه في عشرات الاجتماعات واللقاءات الفعلية والافتراضية التي اجتمعت خلالها بكافة طوائف المصريين في الخارج وجموع الجاليات، من مختلف الفئات على مستوى العالم، دون تجاهل لقارة أو لجالية على حساب أخرى.
وسعيت خلال هذه الاجتماعات إلى تحميل كل المشاركين من أقطاب الجاليات وأعضائها البارزين، المسئولية، والتأكيد على الدور الهام لكل فرد منهم، ليس فقط في المشاركة بالانتخابات، بل دوره/ودورها في الحشد والتحفيز للآخرين للنزول للانتخاب، وخصوصا في هذا الوقت الحرج الذي يمر العالم به بمفترق طرق ويحتاج منا لاختيار دقيق للقيادة الحكيمة التي يمكنها أن تقود سفينة الوطن وسط العواصف العالمية والأزمات الكبرى.
وحقيقة، فقد انبهرت بما قدمه المصريون بالخارج من كل الفئات، رجال ونساء، وكبار سن وذوي القدرات الخاصة والشباب، جميعهم سطروا ملحمة، منهم من سافر لآلاف الأميال، وتكلف الجهد والمال وحجز تذاكر الطيران ليدلي بصوته، وبعد كل ذلك، أستطيع القول إن الحملة حققت نجاحا كبيرًا تجسد في هذه المشاركة الحاشدة، فتحية إعزاز وإكرام للمصريين في الخارج الذين أكدوا أن مصر تأتي أولًا وقبل أي مصلحة.
- أثناء زياراتك الأخيرة للخارج، قابلتي العديد من القصص الملهمة لاستثمارات المصريين بالخارج، هل بالفعل تم الاتفاق معهم للبدء في تنفيذ شركة استثمار المصريين في الخارج، وما مدى استجابتهم لهذا التعاون؟
خلال جولتي الخارجية في الدول العربية والأوروبية، ومن خلال العديد من الاجتماعات معهم في كل بلد وصلت إليها خلال الجولة، لمست ترحيبًا كبيرًا من رجال الأعمال والمستثمرين المصريين في الخارج بالاستثمار وإقامة مشروعات صناعية وتجارية في مصر، ومن ثمار هذه الجولة اللقاء الفعلي الذي جمعني بعدد منهم، بما في ذلك لقائي مع صامويل ماتياس، مهندس إلكترونيات ورجل الأعمال المصري في فرنسا وصاحب شركة كبري متخصصة في الإلكترونيات هناك، حيث التقيت به في زيارتي الأخيرة إلى باريس، لبحث كافة الإجراءات الجارية لدخول السوق المصري وتنفيذ مشروعه الخاص في مصر.
وتواصلت بعد وصولي مصر مباشرة مع حسام هيبة، الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للاستثمار، لتذليل أية عقبات قد واجهت ماتياس خلال إجراءات تأسيس مشروعه في مصر وهو مصنع مصري متخصص في مجال الإلكترونيات بالتعاون مع شركاء فرنسيين، إذ أن استثمارات هذا المصنع ستتجاوز 100 مليون يورو خلال عامين، وسيتم إنشاؤه في المنطقة الاقتصادية الحرة بقناة السويس وهو ما تم بالفعل، حيث استطاع المستثمر المصري تأسيس مصنعه بالفعل عقب ايام من حديثه معي عما واجهه من تحديات.
كما التقيت أيضا حمدي عثمان، رجل الأعمال المصري في الإمارات والمؤسس والمدير التنفيذي لشركة «سوليت إير» القابضة للشحن السريع واللوجستيات في الإمارات، وهو يخطط حاليًا للعمل في السوق المصري باعتبار مصر مركزا متميزا وعمقا لأفريقيا.
هذا بالإضافة إلى اجتماعي بالكثير من المستثمرين المصريين بالخارج خلال جولتي الخارجية وتطرقنا للحديث بشكل جماعي عن مناخ الاستثماري في مصر وما تمنحه مصري من مزايا ومحفزات للاستثمار، واستماعي لأفكارهم واقتراحاتهم ومنهم من يسعى لإقامة مشروعه بمصر بالفعل نتيجة لهذه الاجتماعات ومنهم من يمتلك مشروعات بالفعل على أرض الوطن ويسعى لتطريزها أو يواجه تحديات تدخلي ووزارة الهجرة لحلها أدى إلى قيامه بتوسعه مشروعاته وتعظيمها في بلده الأم رغم التحديات العالمية.
كل ذلك لقي استحسانا لدى المستثمرين المصريين بالخارج، وكان لهم حافز كبير للاستثمار بمصر لما عرفوه من محفزات استثمارية والإجراءات التي قامت بها الدولة المصرية للتيسير على المستثمرين وترأس الرئيس عبدالفتاح السيسي للمجلس الأعلى للاستثمار وإصداره العديد من القرارات التي تعد تيسيرات غير مسبوقة للمستثمرين سواء المصريين أو الأجانب.
كما شهدت أيضا تلك الاجتماعات في الدول الأربع التي قمت بزيارتها الحديث عن حلم المصريين بالخارج وهي الشركة الاستثمارية للمصريين بالخارج والتي تم العمل على إنشائها بالتنسيق والتعاون مع الكثير من الجهات المعنية في مصر، تحقيقا لحلمهم والتوصية الصادرة عن مؤتمر الكيانات في نسخته الثالثة، والتي عملت وزارة الهجرة على تنفيذها حتى تم تسجيل الشركة فعليا بالتعاون مع عشر مستثمرين مصريين بالهيئة العامة للاستثمار، وقطعنا شوطا كبيرا في مشوار تأسيسها وستكون الادارة الكاملة بها للمصريين بالخارج وسيتم البدء بعدد من المجالات الاستثمارية مثل العقارات والزراعة وصناعة الإلكترونيات والتجارة، كل ذلك يعمل عليه 10 من أكبر المستثمرين المصريين بالخارج وهم النواة الأولى لهذه الشركة التي كانت حلما لدى المصريين بالخارج واقترب من أن يكون حقيقة.
وهم عازمون أن يطرحوها للاكتتاب في البورصة المصرية والبورصات العالمية للمصريين في الخارج جميعا حتى يساهم فيها جميعهم بشراء أسهم وسندات، كما ان هناك حديثا عن شراء بنك تابع للشركة حتي يكون بنك المصريين في الخارج يسهم في تقديم كافة الخدمات البنكية لهم دون مصاريف وعوائق.
- شاهدنا تواجدا كثيف للجاليات في انتخابات المصريين بالخارج خاصة من كبار السن والنساء، وأيضًا الأطفال على الرغم من أنه لا يحق لهم التصويت.. في حين لم نشهد توافدا كثيفا من قبل الشباب هل لديك تفسير؟
هذا الرصد غير حقيقي، علي الإطلاق، فبالعكس تمامًا، لقد رصدنا في غرفة عمليات الوزارة إقبالا كثيفا من الشباب المصري على التصويت في الانتخابات الرئاسية في معظم الدول، وكان في بلجيكا خير مثال على ذلك فقد كانت مشاركة الشباب المصري لافتة جدا وغير مسبوقة، وكان لمركز شباب وزارة الهجرة «ميدسي» دور كبير في تشجيع الشباب في الجاليات المصرية حول العالم على التصويت وتحفيز بعضهم البعض، وقد حرصت على توجيه رسالة لهم حتى يشحذوا الهمم من أجل النزول للتصويت، وهو ما لم يتوانوا عن أن يقوموا به رغم كل العربات وكان لتشجيع زمائلهم ونظرائهم الكثير من الأثر بمشاركة مكثفة من شباب المصريين في الخارج، وخصوصا الدارسين منهم، وهو ما أحييهم عليه.
- ما القصص التي أثرت فيك وألهمتك على المستوى الشخصي والمهني من الناخبين في الجاليات المصرية من مختلف الدول أثناء العملية الانتخابية؟
الحقيقة هناك الكثير، فقد كنت أتابع تصويت المصريين بالخارج أولا بأول من خلال غرفة عمليات الوزارة، ورصدت مواقف تلمس القلب، فلقد قطع الناخبون المصريون آلاف الأميال لأداء الواجب الانتخابي وهذا ليس جديدا على وطنية المصريين، فعلى سبيل المثال في كندا، جهزوا العديد من الأتوبيسات لنقل الناخبين لمسافات وصلت إلى 7 ساعات، وحرصوا على الذهاب إلى مقار الانتخاب في سفارات وقنصليات مصر بالأراضي الكندية رغم البرودة القارسة، حيث وصلت درجة الحرارة هناك إلى -2، وفي ألمانيا والنمسا توافد المصريون بشكل كبير على السفارات والقنصليات، وإن بعضهم سافر لمسافات تزيد على 400 كيلو متر للمشاركة من المناطق البعيدة عن السفارة.
كما سافر أعضاء الجالية بسلطنة عمان لمسافة 2000 ميل ذهاب وعودة للوصول إلى مقر لجنة التصويت بالسفارة المصرية على مدار أيام للتصويت غير عابئين بالتعب الشديد للرحلة، كما قام عدد من المصريين بالسفر بالطيران والتكفل بثمن تذاكر طيران في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة ليصل إلى مقر اللجنة، علاوة على وصول حافلة من أبناء الجالية في مالاوي للتصويت في الانتخابات على بعد سفر 5 ساعات من مدينة إقامتهم خارج العاصمة في وسط الأحراش.
وصول مسن مصري يقطن على الحدود الموريتانية في رحلة طويلة ومرهقة إلى سفارتنا في المغرب للاقتراع كان من القصص التي أثرت فيّ بشكل كبير، مثلما أثرت فيّ قصص المسنة التي تخطي عمرها الـ 98 عاما وأصرت على أن تأتي للاقتراع ودعم مصر في وقت الحاجة.
- ماذا عن وجود دعاية انتخابية لمرشح بعينه من قبل الناخبين بالخارج في هذا العرس الديمقراطي؟
لست في حل أن أتحدث عن مرشح بعينه، إلا أنني أرى أن المصريين في الخارج على درجة عالية من الوعي والثقافة، وكل من نزل من أجل التصويت نزل بكامل حريته وإرادته ليختار من يقود سفينة الوطن بكل حيادية وموضوعية، وكل مصري رسم مشهدًا راقيًا لبلده وسط تحديات وأزمات كبيرة يمر بها العالم.
بعد الانتخابات الرئاسية، ما القادم للمصريين في الخارج ؟
سنظل دائمًا على تواصل مع المصريين في الخارج في كل الظروف والأوقات نعمل على رعايتهم وتلبية احتياجاتهم، ومازلنا نعكف على دراسة تقديم الكثير من المحفزات والميزات والخدمات لهم كما تعودنا، فقد قمنا بتوفير عشرات المزايا لهم، وسنستمر في عقد اللقاءات معهم سواء فعليا أو افتراضيًا عبر الفيديو الكونفرانس للاستماع إليهم وتلقي أفكارهم ومقترحاتهم واستفساراتهم، وأقول لهم: المزيد والمزيد من المفاجآت قادم بإذن الله، فهم خير سفراء لهذا الوطن الذي لا ينسي ابنائه ابدًا مهما بعدوا.