دار الإفتاء: مقولة خد الشر وراح حرام في هذه الحالة
أجابت دار الإفتاء المصرية، على سؤال ورد إليها نصه: ما حكم مقولة: “خد الشرّ وراح”؟ حيث اعتاد الناس في بلدتنا إذا كُسِر إناءٌ أو غيرُه مما تحويه الدَّار أن يقولوا: "خَد الشَّر وراح"، وقد سمعتُ مؤخرًا بعض الناس يُنكر عليهم هذا القول؛ لتنافيه مع الإيمان، حيث إن دفع الشَّر أو جَلْب الخير بيد الله سبحانه، فما حكم هذه المقولة شرعًا؟ وهل تنافي الإيمان؟.
وتابعت دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الرسمي: مقولة "خَد الشَّر وراح" التي اعتاد الناس عليها الناس في بعض البلاد لَمْ تخرج عن المشروعية، ولا حرج عليهم في قولها، ولا تُنافي الإيمانَ في شيءٍ، ولا تعارِض يقين المؤمنين بأنَّ دَفْع الشَّر أو جَلْب الخير بيد الله سبحانه؛ لأنها من إضافةِ الفعل لسببه، وهذا مِن المجازات الصحيحة المستعملة لغةً وشرعًا، بالإضافة إلى أنَّ الأصل في المسلم أنْ يُحسِن الظنَّ بغيره، ويَحمِل كلامَه على أحسنِ المعاني وأصحِّها، وألَّا يُبَادِرَ بالتخطئة والإنكار إلا فيما ثَبَتَت حُرمَتُه بيقين.
مناقشة حول اشتمال هذه المقولة على نسبة الفعل لغير الله تعالى
وأكملت: إن قيل: اشتملت هذه المقولة على نسبة الفعل لغير الله مِن أخذ الشَّر أو صرفِه، فيَحرُم قولها، قلنا: مِن المقرر في عقائد المسلمين أنَّ المؤثر الحقيقي في الأشياء هو الله سبحانه وتعالى، وأنَّ الأشياء ليس لها تأثيرٌ ذاتي، فالأسباب لا تؤثِّر في وقوع مسبَّباتها بذاتها وإن حصلت عندها، قال تعالى: ﴿وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [الأنعام: 17]، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «اللَّهُمَّ لَا يَأْتِي بِالْحَسَنَاتِ إِلَّا أَنْتَ، وَلَا يَدْفَعُ السَّيِّئَاتِ إِلَّا أَنْتَ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِكَ» أخرجه الإمام أبو داود في "سننه".
وأضافت: وفي واقعة السؤال: مقولة "خَد الشَّر وراح" التي اعتاد الناس عليها في بلدتكم لَمْ تخرج عن المشروعية، ولا حرج عليهم في قولها، ولا تُنافي الإيمانَ في شيءٍ، ولا تعارِض يقين المؤمنين بأنَّ دَفْع الشَّر أو جَلْب الخير بيد الله سبحانه.