نداءات القرآن الكريم للرسول موضوعًا لخطبة الجمعة اليوم
حددت وزارة الأوقاف عنوان نداءات القرآن الكريم للرسول صلى الله عليه وسلم، موضوعًا لخطبة الجمعة اليوم 15 ديسمبر 2023، في جميع مساجد مصر.
نص خطبة الجمعة اليوم في مصر
وجاء نص الخطبة وفق ما أعلنته وزارة الأوقاف كالتالي:
"الحمد لله رب العالمين، القائل في كتابه الكريم: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريكَ لَهُ، وأشهد أن سيدنا ونبينا مُحَمَّدًا عبده ورسوله، اللهُمَّ صَلِّ وسلم وبارك عليهِ، وعلى آله وصحبه، ومَنْ تَبِعَهُم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد: فقد كرم الله (عز وجل) نبيه ومصطفاه محمدا صلى الله عليه وسلم)، وأعلى شأنه ورفع ذكره ومنزلته حيث يقول سبحانه وتعالى: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ، ولم يُقسم الله (جل وعلا ) بحياة أحد إلا بحياته صلى الله عليه وسلم، حيث يقول سبحانه وتعالى لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ}. ومن إكرام الله (عز وجل) لنبينا صلى الله عليه وسلم أنه حين يذكر اسمه ( عليه الصلاة والسلام ) في القرآن الكريم يذكره مشفوعًا بوصف النبوة والرسالة، حيث يقول سبحانه: { وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ }، ويقول عز وجل: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا، ويقول تعالى: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا }. والمتأمل في النداءات القرآنية لنبينا صلوات ربي وسلامه عليه يدرك أنها حافلة بأسمى معاني التكريم له صلى الله عليه وسلم)، حيث لم يناد الحق سبحانه خاتم أنبيائه ورسله محمدا صلى الله عليه وسلم باسمه المجرد، بل ناداه ربه (جل وعلا) بما يدل على عز النبوة وشرف الرسالة، حيث يقول سبحانه: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ، {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ.
ومن ذلك النداء الخاص بتكليفه (صلى الله عليه وسلم بالرسالة والدعوة إلى الهدى والحق الذي ينير للإنسانية طريقها، حيث يقول الحق سبحانه: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا * وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللهِ فَضْلًا كَبِيرًا، ويقول سبحانه آمرا نبيه صلى الله عليه وسلم بالبلاغ وضامنا له السلامة والحفظ: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ. ومنه ما جاء في مواساته صلى الله عليه وسلم، وتسليته وجبر خاطره مما لاقاه من إعراض بعض قومه عن دعوته، حيث يقول الحق سبحانه: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنُكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ، ويقول سبحانه: {فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ، ويقول تعالى: {فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ}.
وقد يأتي نداء القرآن الكريم للنبي الأمين صلوات ربي وسلامه عليه ببعض صفاته تلطفا معه (صلى الله عليه وسلم) في الخطاب، ومن ذلك قوله سبحانه: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا * نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا * إِنَّا سَلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا * إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا * إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا * وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا * رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا }، ويقول تعالى: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّكَّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرُ * وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ وَالرُّجْزَ فَاهْجُرُ * وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ * وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ.