جميزة وبئر فرعوني.. حكاية الشجرة المبروكة بمدافن أخميم بسوهاج | صور

تجاوز عمرها الـ 200 عام، شجرة جميز أو الشجرة المبروكة كما يُطلق عليها، وبئر فرعوني ممتلئ بالمياه التي لا تنقطع طوال العام، داخل مدافن أخميم شرقي محافظة سوهاج، نسج حولها الأهالي مئات الحكايات والأساطير، ما جعل الكثيرين يأتون إليها من كل المحافظات يتباركون بها.

جميزة وبئر فرعوني.. حكاية الشجرة المبروكة بمدافن أخميم بسوهاج

 
في وسط المدافن بمركز أخميم، يتجمع الأهالي في يوم الجمعة من كل أسبوع، قادمين من مراكز ومحافظاتٍ مختلفة، برفقتهم أطفالهم وأبنائهم الصغار ممن يعانون من أمراض مختلفة ومنهم من يعاني من المس أو اللبس الشيطاني يلتفون حول شجرة جميز يتراوح عمرها 200 عام، يلقون بملابس أطفالهم فوق هذه الشجرة، ويغادرون المكان على أمل الشفاء.

يقول عم حمادة صلاح، 50 عامًا، تُربي المقابر الموجود بالمكان، إنه توارث تلك المهنة عن والده وجده، مشيرًا إلى أن الأهالي يصطحبون أطفالهم المرضى إلى المقابر، يوم الجمعة من كل أسبوع، ويبدأون بعملية استحمام للأطفال من مياه البئر الموجودة بالمقابر والتي يرجع تاريخها للعصر الفرعوني ويطلق عليها بئر الفطامة، ومشهورة بـ"سبيل الجبانة"، موضحًا أن بعض المواطنين يأتون للتبارك بها سواء بالشرب منها أو الاستحمام بمياها، بعد ذلك يخلع الشخص ملابسه ويلقيها على شجرة الجميز التي قارب عمرها الـ 200 عام، ويغادر المكان على أمل الشفاء مما أصابه من أمراض.

الأهالي يأتون إليها من كل المحافظات 

ويضيف عم حمادة: ناس كتير بتيجي للمكان من كل المحافظات، معاهم عيالهم تعبانين أو عندهم مس أو مرجوفين، ويستحموا من  البير ويشربوا منه، وبعد كده نرمي هدوم الطفل المريض على الشجرة المبروكة، ويمشي المريض وأهله ويرجعوا بعد فترة يكون الطفل خف بإذن الله.

أساطير وحكايات متنوعة تحيط بالمكان الذي يعلوه الصمت من كل اتجاه، إلا من صوت الطيور التي تسكن شجرة الجميز، وصوت الشادوف الذي يدور لتعبئة المياه من البئر الفرعونية، التي لا ينقطع ماؤها طوال العام.

عالم أزهري يوضح حقيقة القصة

تواصلنا مع أحد علماء الأزهر الشريف في المحافظة، والذي أكد لنا أن الأهالي سيطرت عليهم هذه الحكايات التي لا أساس لها من العلم أو الدين، لكنهم توارثوها عن آبائهم واستقرت في عقولهم، ومازالوا يمارسونها كعادة مجربةٍ لديهم، حتى وإن كانت خرافة.