الجمعة 08 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

خبير أمن القومي لـ القاهرة 24: ما يفعله الحوثي يصب في صالح أمريكا.. وإسرائيل لن تفتح جبهة أخرى بعد ما خسرته خلال حرب غزة

الحوثيون - أرشيفية
سياسة
الحوثيون - أرشيفية
الأحد 17/ديسمبر/2023 - 10:28 م

لا شك لما لدى الأطراف السياسية اليمنية من قدرة على الحضور بالذاكرة، كلما أتينا على ذكر اليمن السعيد، فمع تعقد المصالح ووجود الصراعات على الأرض أو النفط أو السلطة، تكثر المواقف وتمسي الحلول السياسية خيط دخان لا تدرك إلى أين تذروه الرياح.

ووسط تصاعد الأحداث في غزة، ودخول الحوثيين ببيانات عسكرية، تعلن فيها اعتراض أي سفينة تنقل على متنها إسرائيليين أو تحمل مؤنًا أو عتادًا عسكريًّا للاحتلال، في الوقت الذي تدعو فيه الولايات المتحدة الأمريكية إلي تشكيل تحالف دولي للقضاء على تهديد الحوثيين للملاحة، كما أعلنت فرنسا اليوم على لسان وزيرة خارجيتها أن هجمات الحوثيين لا يمكن أن تبقي دون رد.

وفي ظل هذه التوترات علي الساحة الدولية، ظهرت العديد من التساؤلات، أبرزها: مخاوف انتقال ساحة الحرب من غزة إلى الخليج العربي والبحر الأحمر؛ لكسر شوكة الحوثيين.

وطرحنا هذا التساؤل وغيره، على اللواء محمد عبدالواحد، الخبير في الأمن القومي والعلاقات الدولية، ليأتي بيانه في السطور التالية:

- برأيك.. ما الأسباب والدوافع التي حملت أنصار الله الحوثيين على الدخول كطرف في هذه المعركة؟

دوافع الحوثيين للدخول في هذه المعركة عديدة، منها دوافع ظاهرية، وهي مشاركتها لحماس، وإن كانت مشاركة رمزية غير مؤثرة، لكنها تشارك في حربها مع إسرائيل، مطالبةً برفع الحصار ودخول المساعدات الإنسانية، لكن الهدف الحقيقي يبقى إثبات الذات، والوجود على الساحة الإقليمية والدولية، للاعتراف بالحوثيين أكثر، لأي ترتيبات مقبلة، وربما يحقق الحوثي مكاسب كبيرة، لأن الهدف الظاهري، وهو الدفاع عن القضية الفلسطينية، أكسبه شعبية داخلية كبيرة في اليمن، وكذلك خارجية في الإقليم، وحقق منها مكاسب عديدة، إذ عرف العالم كله من هو الحوثي، بعدما هدد الملاحة الدولية، وبالتالي بدأ يكون له وجود مؤثر في المعادلة سياسية أو أي ترتيبات مستقبيلة.

- من يضع خطط التدخل.. وهل تمت دراسة الآثار المحتملة كالوجود الأمريكي أو الغربي على المضيق لتأمين حركة الملاحة الدولية؟

الحوثي يعلم أن هناك قواتٍ دولية مرابطة في المنطقة، حيث إنها من أكثر المناطق التي تشهد وجودًا عسكريًّا مكثفًا، لقوات غربية، مثل منطقة خليج عدن منذ عام 2002، إضافة إلى قوات مرابطة في المنطقة لمكافحة الإرهاب، وكذلك قواعد عسكرية أمريكية وصينية ويابانية، وفرنسية، وإسبانية، إيطالية، فضلا عن ازدحام عسكري في المنطقة في جيبوتي، كما ترتكز قوات الناتو، لضمان وصول المساعدات إلي الصومال، وكذلك قوات الأطلنطي للاتحاد الأوروبي لمكافحة القرصنة، وكذلك القوات البحرية المشتركة CNF، المرابطة في البحرين، ويتفرع منها 4 مهام لحماية الحدود في خليج عدن وبحر العرب، وحماية المنطقة من القرصنة، وحماية الخليج العربي، بالإضافة لقوات دولية متعددة الجنسيات لتأمين الملاحة في البحر الأحمر، كل ذلك معناه أنه بالطبع هناك قوات دولية في البحر الأحمر والحوثي يعلم هذا.

- من يعطي الضوء الأخضر للحوثيين لتحقيق سيطرة على المضيق؟

الذي يعطي الضوء الأخضر للحوثيين إيران، لأن الحرب غير مباشرة، كما أن إيران تعلم أن الحرب على حماس هو تفكيك للأذرع المسلحة لإيران في المنطقة وهي: حماس، حزب الله، والميليشات في سوريا والعراق، فضلا عن الحوثيين، فهي تعلم تماما أن هذه الحرب الإسرائيلية على غزة ضد وجودها، وبالتالي عند وجود أي ضغط علي أي من محاورها، فهي تستخدم سياسة إذا تم الضغط على طرف من محاورها فكل الأطراف تخضع لهذا الشد وتقاوم، لذا فإنه مع الضغط على حماس، تضغط على جميع الأطراف لتشتيت الانتباه والدفاع عن حماس، فالرغبة هنا إيرانية تماما، وكذلك حوثية لتحقيق الأهداف التي ذكرناها سابقا.

في ظل هذا التصعيد.. هل تنتقل الحرب من غزة إلى الخليج العربي والبحر الأحمر؟

أستبعد ذلك، لأن الولايات المتحدة الأمريكية حريصة على عدم توسيع الحرب مع إيران هذه الفترة، ربما هناك تيار يميني متشدد داخل إسرائيل يريد توريط أمريكا في صراع مع إيران، إلا أنها حريصة كل الحرص على ذلك، وهي غير مستعدة لأي صدام مع إيران في هذه الفترة، لأن الخسارة ستكون كبيرة جدًا، علي الرغم من وجود قواعد أمريكية في دول عربية كثيرة، منها في السعودية والإمارات وقطر والبحرين والعراق، لكن مع إيران أتوقع أنها ستخسر، حيث إن إيران قادرة على إغلاق الخليج العربي وتلغيم البحر الأحمر، وبالتالي إرباك المنطقة بالكامل، بالإضافة إلي رفع سعر النفط إلي أضعاف مضاعفة، وبالتالي من ضمن قواعد الاشتباك عدم تجاوز الخطوط الحمراء، وما فعله الحوثي كان لخدمة هذا التحالف، لكنه لن يشتبك ولن يشترك إلا إذا حدث تجاوزًا من جانب إسرائيل.

كما أتوقع عدم تدخل أطراف خارجية، إلا إذا استهدف الحوثي أحد المراكب الخاصة بدولة من الدول العظمي، فمن الممكن أن يأتي الرد وقتها، وفرنسا لديها هذا الدافع، حتي في فترات القرصنة عندما تم اختطاف سفينة، كانت فرنسا هي الدولة الوحيدة التي قامت بعمليات عسكرية وخسرت قوات لها في الصومال، لكنها قابلت هذا الاختطاف بعملية عسكرية، وأتوقع أن تسيطر أمريكا وقتها علي الأمور في هذا الجانب، لكن إسرائيل هي التي من الممكن أن تشتبك مع الحوثيين لأن لديها أكثر من ألف جندي في البحر الأحمر، فضلا عن قواعد عسكرية بدولة إريتريا، خاصة بالاستشعار علي جزر دهلك، لذا فهي لديها مصالح كثيرة في هذه المنطقة، كما أنها حركت فرقاطة البحرية ساعر 6، وهي من الجيل السادس من التكنولوجيا، وبدأ توجيهها إلى الجنوب؛ حيث الحوثيين، لحماية المصالح الإسرائيلية الموجودة في المنطقة.

- هل ترى دخول أطراف أخرى غربية منفردة أو مجتمعة الصراع.. وتكرار تجربة ليبيا أو سوريا؟

أتخيل أن هذا التدخل يعرقل عملية المصالحة التي تتبناها الأمم المتحدة في اليمن، لأنه ربما يكون هناك تحالف دولي ضد الحوثي، لكن لن يكون هناك اصطدام معه، حيث إن هناك قواعد للاشتباك بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية، وبالتالي لن يكون هناك تدخل عسكري ضد الحوثيين، حيث إن الولايات المتحدة توظفه لخدمة المنطقة، ولن يكون من مصلحتها ضربه ضربات موجعة.

- هل بوسع أي حكومة غربية أن تساهم في غزو خارجي أو تدخل.. مع كل هذه الصراعات المحيطة في أوكرانيا وإسرائيل؟

الغرب لا يريد الحوثي أن يتراجع لأنه يريد التواجد في المنطقة هو الآخر، ويريد تشكيل تحالف من 38 دولة متعددة الجنسيات، وبالتالي من مصالح الولايات المتحدة الأمريكية أن تستمر هجمات الحوثيين لتهديد الملاحة، حتي يكون هناك سبب مقنع للعالم من إنشاء هذا التحالف، فلو توقف الحوثيون عن هجماتهم سيكون هذا التحالف عبارة عن احتلال للمنطقة، لذا أرى أن الغرب من مصلحته أن يستمر الحوثي في هجماته، للسيطرة على مضيق باب المندب في ظل التنافس الدولي مع الصين على البحار والمحيطات، وهنا ستكون أمريكا هي الفائز الأول، وحينها تتمكن من السيطرة على الممرات المائية والبحار والمحيطات ضد المصالح الصينية.

- هل يستطيع جيش الاحتلال المحاربة في كل الجبهات كما يروج لنفسه فعلا؟

ربما الجيش الإسرائيلي لديه القدرة على المحاربة في كل الجبهات مثلما فعل في عام 67، عندما حارب في أكثر من جهة واحتل مساحات أكبر من مساحة اسرائيل، حيث احتل سيناء وحارب في أعلى جبهة سورية واحتل الضفه، فهو بالفعل لديه القدرة على ذلك، ولكن التكلفة ستكون عالية جدا، خصوصا بعدما كلفته حرب غزة من خسائر بشرية ومعدات مؤثرة وباهظة الثمن.

- هل بوسع اليمن تحمل تكلفة الحرب مرة أخرى بعد فشل التسوية الديمقراطية والتئام الداخل اليمني بعد طول شقاق وانفصال؟

الداخل اليمني غير قادر على تحمل تبعات أي حروب أو عمليات عسكرية مرة أخرى، حيث إن الجبهة الداخلية منهارة تماما، والأوضاع المعيشية كارثية، وهناك تدخلات إقليمية كثيرة في اليمن، كما أن اليمن من الداخل منقسم علي نفسه، وأتخيل أنه لا يتحمل أي تبعات لعمليات عسكرية.

تابع مواقعنا