سياسة الكيل بمكيالين.. الولايات المتحدة تواصل ترويج أكاذيب مطالبة إسرائيل بوقف الحرب وتمدها بشحنات السلاح
تواصل الولايات المتحدة التعامل مع الحرب الإسرائيلية على غزة، بازدواجية في المعايير، ففي الوقت الذي تواصل فيه مد إسرائيل بالأسلحة اللازمة لمواصلة القتل داخل فلسطين، تكرر أحاديث واشنطن عن ضرورة حماية المدنيين في قطاع غزة.
وكان أشار البيت الأبيض في وقت سابق، إلى عدم اتجاه الولايات المتحدة إلى فرض قيود على إسرائيل، وهو ما كرره مسئولون أمريكيون مرارا، عن أن واشنطن لا تضع لإسرائيل خطوطًا حمراء أو اشتراطات لعملية مدها بالسلاح الذي تستخدمه في عمليتها العسكرية في غزة، وعلى الرغم من الاشتراطات الأمريكية المعهودة بشأن استخدام أسلحتها عند تصديرها،
بعد 73 يومًا من الحرب.. وزير الدفاع الأمريكي: علينا العمل لتوفير مستقبل أكثر أمانًا لإسرائيل
ولم تتراجع حدة العمليات العسكرية الإسرائيلية في أي مرحلة، بعد 73 يومًا من اندلاع الحرب، رغم الرحلات المكثفة التي أجراها مسئولون أمريكيون رفيعو المستوى، إلى تل أبيب، وعلى رأسهم الرئيس جو بايدن، ووزير خارجيته ومستشاره للأمن القوم، وآخرهم زيارة وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن اليوم، والذي خرج من لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، بتصريح: يشير فيه إلى ضرورة العمل لتوفير مستقبل أكثر أمانًا لإسرائيل.
الكيل بمكيالين
وقبل أقل من أسبوعين، أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية، وصول طائرة الشحن رقم 200 محملة بالسلاح الأمريكي، في إطار الجسر الجوي الذي دشنته واشنطن؛ لإمداد جيش الاحتلال بمتطلباته، أكثر، من السلاح لمواصله حربه على الفلسطينيين في غزة.
ونقلت واشنطن في شهرين فقط أكثر من 10 آلاف طن من العتاد العسكري، بحرا وجوا إلى إسرائيل، مع تواصل الإمدادات منذ ذلك الحين، لتخرج في اليوم التالي، كيلًا بمكيالين، في تصريح جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، بأن الولايات المتحدة تشارك المجتمع الدولي القلق بشأن الوضع الإنساني بالقطاع.
وبالرغم من الكميات المهولة من السلاح، وسقوط آلاف المدنيين في العمليات الإسرائيلية، فإن واشنطن لم تتخذ أية خطوة لترجمة مخاوفها التي تتحدث عنها، ولم تضع أية خطوط حمراء أو اشتراطات على استخدام السلاح لضمان مزيد من الحماية لأرواح المدنيين في غزة.
متى ينتهي العدوان؟
وكان أكد مسؤولون أمريكيون، في حديث لشبكة CNN الأسبوع الماضي، أن إدارة الرئيس جو بايدن، ليس لديها حاليًا أية خطط لوضع شروط على المساعدات العسكرية التي تقدمها لإسرائيل.
وكذا، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، والذي أشار إلى أن الولايات المتحدة تتوقع من كل دولة تزويدها بالأسلحة، لاستخدامها، بما يتوافق تماما مع القانون الدولي الإنساني وقوانين الحرب، لكن الانتهاكات الإسرائيلية الصارخة في غزة، والتي شملت مدنيين ومستشفيات ودور عبادة ومناطق سكنية، لم تكن كافيه للفت انتباه واشنطن.
20 ألف شهيد في شهرين ونصف
ومع استئناف القتال في غزة بعد فترة الهدنة، زعمت تقارير أن واشنطن راجعت خطط العمليات العسكرية في غزة، لتقليل الخسائر في أرواح المدنيين، لكن منذ ذلك الحين واصل سقوط الشهداء الفلسطينيين بمعدل مرتفع.
وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية، بلغ عدد الشهداء الفلسطينيين، حتى اليوم الإثنين، اليوم الـ73 للحرب، 19 ألفا و453 شهيدا، جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي، 70% منهم من النساء والأطفال.
ويتضمن هذا العدد أكثر من 5 آلاف شهيد في مرحلة ما بعد الهدنة، والتي شملت توسيع رقعة الحرب البرية إلى جنوب غزة، أي أن إسرائيل قتلت هذا العدد في 18 يوما مضوا من ديسمبر، وهو نفس العدد الذي قتلته في 17 يوما ببداية الحرب.