الإثنين 18 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

أزمة اقتصادية جديدة.. كيف تؤثر الهجمات على سفن البحر الأحمر على ارتفاع الأسعار عالميًا؟

ارتفاع أسعار السلع
تقارير وتحقيقات
ارتفاع أسعار السلع
الأربعاء 20/ديسمبر/2023 - 05:53 م

فيما لا يزال العديد من الدول تسعى إلى التعافي من آثار الأزمات العالمية المتتالية خلال السنوات الماضية، التي دفعت معدلات التضخم إلى الصعود إلى مستويات غير مسبوقة، والتي كانت أبرزها جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية اللذان سببا ارتفاع أسعار السلع عالميًا وتعطل سلاسل الإمداد، ظهرت على الساحة أزمة جديدة منذ أيام ناتجه عن الهجوم الإسرائيلي الغاشم على أهالي غزة منذ أكتوبر الماضي.

ومع مواصلة جيش الاحتلال الإسرائيلي الهجوم على قطاع غزة، اتجه الحوثيون نحو استهداف السفن المارة المتجه إلى إسرائيل عبر البحر الأحمر خلال الأيام الماضية، لإظهار الدعم والمساندة لأهالي فلسطين وضحايا القصف الإسرائيلي.

ويتصل البحر الأحمر بالبحر المتوسط ​​عن طريق قناة السويس، مما يشكل أقصر طريق ملاحي بين أوروبا وآسيا، ويتصل بخليج عدن عن طريق مضيق باب المندب بين اليمن وجيبوتي ويمر نحو 12% من حركة الشحن العالمية عبر قناة السويس.

وخشيًة من ذلك الهجوم، اتجهت العديد من الشركات مثل إن بي بي الكبرى للنفط ومجموعة سي إم إيه سي جي إم الفرنسية للشحن وإكوينور النرويجية للنفط وللغاز، نحو تغيير مسارها إلى طريق رأس الرجاء الصالح، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة التكاليف والوقت مقارنًة بالعبور من خلال البحر الأحمر.

وحول تأثير تلك الهجمات على ظهور موجة تضخمية عالمية جديدة، قال أحمد معطي الخبير الاقتصادي، إن تلك الهجمات على السفن المارة عبر البحر الأحمر من شأنها أن تدفع معدلات التضخم نحو الصعود في حالة استمرارها لمدة طويلة، نتيجة لطول مدة الشحن ومن ثم اتجاه تلك الشركات نحو زيادة الأسعار.

وأكد الخبير الاقتصادي لـ القاهرة 24، أن تأثير تلك الهجمات على ارتفاع التضخم عالميًا لن يكون عنيفًا مثل تأثير الحرب الروسية الأوكرانية وأزمة فيروس كورونا، نظرًا لاختلاف الأزمة.

وأوضح معطي أن الحرب الروسية الأوكرانية تسببت في تعطل سلاسل الإمداد، الأمر الذي نتج عنه ارتفاع أسعار الحبوب والسلع الغذائية والطاقة عالميًا ومن ثم ارتفاع معدلات التضخم، فيما سببت أزمة كورونا في تعطل عجلة الإنتاج.

تحول 55 سفينة للعبور عبر طريق رأس الرجاء الصالح

ومنذ أيام أعلن الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس في بيان له، تحول 55 سفينة للعبور عبر طريق رأس الرجاء الصالح خلال الفترة من 19 نوفمبر وحتى 17 ديسمبر. 

وأكد عز الدين حسنين أستاذ الاقتصاد والإدارة بالمعهد القومي للإدارة، والخبير الاقتصادي على تأثير تلك الهجمات على سفن البحر الأحمر في زيادة معدلات التضخم، قائلًا إن التهديدات التي تمر بها تلك السفن المارة في طريق البحر الأحمر من شأنها أن تدفع العديد من الشركات العالمية نحو تحويل مسارها إلى رأس الرجاء الصالح الذي يستغرق وقت أكبر لطول المسافة، الأمر الذي سينعكس على تفاقم الأزمة التضخمية عالميًا.

وأوضح أستاذ الاقتصاد في تصريحات لـ القاهرة 24، أن تحويل السفن لمسارها عبر رأس الرجاء الصالح سيؤدي إلى استغراق مسافات أطول وبتكلفة أعلى نتيجة ارتفاع تكاليف الشحن والحاويات والنقل والتأمين، مما سينعكس على البضائع وارتفاع أسعار المنتج النهائي الذي سيتحمل التكلفة الجديدة، الأمر الذي سيؤثر على حركة تداول السلع. 

ارتفاع أسعار النفط بعد الهجمات على سفن البحر الأحمر

وكانت أسعار النفط ارتفعت في 18 ديسمبر الجاري، بأكثر من دولارين إلى أعلى مستوى وسط المخاوف من انقطاع الإمدادات جراء هجمات الحوثيين على سفن بالبحر الأحمر، ونتيجة لانخفاض الصادرات من روسيا، كما شهدت ارتفاعًا اليوم بعد أن صعدت أكثر من 1% أمس، وسط المخاوف من اضطراب التجارة العالمية والتوتر الجيوسياسي في الشرق الأوسط في أعقاب هجمات الحوثيين على سفن في البحر الأحمر.

وعلى الرغم من ذلك، قال بنك جولدمان ساكس إن انقطاع تدفقات الطاقة في البحر الأحمر لن يكون له على الأرجح تأثير كبير على أسعار النفط الخام والغاز الطبيعي المسال، إذ أن فرص إعادة توجيه السفن تعني أن الإنتاج يجب ألا يتأثر بشكل مباشر.

كما لفت عز الدين حسنين إلى أن تلك التكلفة، سوف تؤدي إلى ارتفاع نسب التضخم عالميًا بشكل أو بآخر خلال الربع الأول من العام المقبل، لاسيما داخل الدول المستوردة بشكل كبير.

كيف أثرت الحرب الروسية الأوكرانية على ارتفاع التضخم في إفريقيا؟

وحسب دراسة صادرة من مركز فاروس المختص بالشئون الإفريقية، يعد أحد أكثر الآثار الضارة للحرب في أوكرانيا هو ارتفاع الأسعار بشكل كبير، لتشمل مختلف أنواع الحبوب والسلع ومصادر الطاقة، والدول التي يشكل فيها النقل والغذاء حصة كبيرة من مؤشر أسعار المستهلك، هي الأكثر تأثرًا بارتفاع أسعار السلع الأساسية؛ فمثلا يمثل الغذاء والنقل حوالي 57٪ من مؤشر أسعار المستهلك في نيجيريا، و54٪ في غانا، وهي أحد الدول الأفريقية التي تعاني من ارتفاع غير مسبوق في الأسعار.

ووفقًا لمؤشر أسعار الغذاء لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة الفاو، فإن أسعار الحبوب وصلت إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق بين عامي 2019 ومارس 2022، وارتفعت بنسبة 48 و35 % على التوالي، ما يضر بشكل كبير بدول إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، التي تواجه بالفعل تحديات ديموغرافية هائلة، خاصة في ظل الاعتماد المفرط على الواردات، والهشاشة الاقتصادية التي تعاني منها معظم دولها، وقد بلغت معدلات الزيادة في تضخم أسعار المواد الغذائية لدول إفريقيا جنوب الصحراء أعلى من المتوسط العالمي بنسبة 12.6٪ خلال هذه الفترة، وتزايدت توقعات التضخم الإجمالية للمنطقة لعام 2023 بمقدار 260 نقطة أساس إلى 11.6٪ بدلًا من 8.8٪، ومن أمثلة الدول الإفريقية التي شهدت ارتفاع ملحوظ في معدلات التضخم، إثيوبيا وغانا ونيجيريا ومالاوي.

التضخم في مصر 

وحسب آخر بيانات البنك المركزي المصري، تراجع المعدل السنوي للتضخم الأساسي إلى 35.9% في نوفمبر 2023 مقابل 38.1% في أكتوبر 2023، وسجل الرقم القياسي الأساسي لأسعار المستهلكين، المعد من قبل البنك المركزي، معدلا شهريا بلغ 1.0% في نوفمبر 2023 مقابل معدلًا شهريًا بلغ 2.7% في ذات الشهر من العام السابق ومعدلًا شهريًا بلغ 1.8% في أكتوبر 2023.

كما كشف الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، في وقت سابق من الشهر الجاري، عن تراجع معدل التضخم العام إلى 36.4% مقابل 38.5 % لشهر أكتوبر 2023. 

تابع مواقعنا