المرعب.. من هو محمد الضيف القائد العام لكتائب القسام؟
الرجل المرعب والشبح الخفي.. هذا هو محمد الضيف القائد العام لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، والذي يٌعرف بمهندس عملية طوفان الأقصى، التي شنتها الفصائل الفلسطينية على مستوطنات محيط قطاع غزة في الـ 7 من أكتوبر الماضي، في ضربة محكمة خٌطط لها ونُفذت بسرية تامة، لتتفاجئ بها الأجهزة الأمنية والاستخباراتية الإسرائيلية.
محمد الضيف
محمد الضيف رجل مرعب وشبح خفي يشغل فكر الإسرائيليين منذ 3 عقود، يحاولون فيها اغتياليه من خلال عدة محاولات فاشلة، نظرًا لما يتمتع به من قدرات عسكرية وتكتيكية عالية وأسلوب تمويه وتخفي يضع إسرائيل في مأزق ويمنعها من الوصول إليه رغب وجوده في قطاع غزة، والذي تحول إلى كومة رماد نتيجة العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع.
من هو محمد الضيف؟
محمد الضيف هو محمد دياب إبراهيم المصري يبلغ من العمر 60 عاما، من مواليد قطاع غزة في ستينيات القرن الماضي، هو رئيس هيئة أركان كتائب عز الدين القسام، الذراع المسلحة لحركة حماس، ويعتبر أحد أهداف إسرائيل التي تريد تصفيتها في قطاع غزة، ويتمتع الضيف بتقدير واسع لدى الفلسطينيين خصوصا بعد نجاح عملية طوفان الأقصى وشن هجوم مباغت على إسرائيل.
يعتبر محمد الضيف، العدو رقم 1 بالنسبة لإسرائيل على مدار سنوات طويلة، وهو من تلامذة الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة حماس، ويعرف الضيف مؤخرًا بمهندس العملية العسكرية غير المسبوقة التي نفذتها حركة حماس في الـ 7 من أكتوبر الماضي، وباغتت خلالها إسرائيل في هجوم عنيف على مستوطنات محيط قطاع غزة.
وتعود أصول محمد الضيف لأسرة فلسطينية لاجئة من قرية كوكبا شمال غزة في 1948، وعانت عائلته من التشرد والعنف والمعيشة الشاقة في مخيمات اللاجئين، وتعرض الضيف لـ 7 محاولات اغتيال من قبل إسرائيل، كان من بينها محاولة قتل فيها جيش الاحتلال زوجته واثنين من أطفاله في عام 2014، ووضعته الولايات المتحدة الأمريكية على قائمة الإرهابيين العالميين المصنفين سنة 2015.
سر تسمية قائد القسام بالضيف
ترددت أقاويل كثيرة في فلسطين وخارجها حول سر تسمية محمد الضيف القائد العام لكتائب القسام بهذا الاسم، كان من بينها أن الضيف تمت تسميته بذلك لأنه حل ضيفًا على الضفة الغربية، وساهم في بناء كتائب القسام هناك، بينما يقول آخرين إن سر تسميته بالضيف يعود إلى كونه لا يستقر في أي مكان، فهو رجل دائم التنقل والترحال من مكان إلى آخر.
محمد الضيف القائد العام لكتائب القسام
يحظى محمد الضيف القائد العام لكتائب القسام بشعبية كبيرة في الأوساط الفلسطينية، لدى المقاومة وقادتها ولدى عامة الشعب الفلسطيني أيضًا خاصة أبناء قطاع غزة الذين يتواجد الضيف بينهم منذ سنوات طويلة، وتزايدت مكانة الضيف عند الفلسطينيين خاصة بعد عملية طوفان الأقصى التي يعرف الضيف بأنه هو العقل المدبر لهذه العملية القوية.
وعندما نجحت المقاومة الفلسطينية في التوصل لهدنة مؤقتة مع الاحتلال الإسرائيلي خلال الحرب الجارية لتبادل الأسرى والمحتجزين، علق مسؤول مكتب الأسرى والشهداء في حركة حماس على دور رئيس هيئة أركان كتائب القسام محمد الضيف في الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال، ووفائه بوعده لهم.
وقال مسؤول مكتب الأسرى والشهداء في حركة حماس حينها: قائد القسام محمد الضيف قطع وعده للأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم سجون الاحتلال الإسرائيلي.
الضيف في عيون الإسرائيليين
يعتبر محمد الضيف المطلوب الأول لدى إسرائيل، التي تحاول منذ سنوات طويلة الوصل إليه واغتياله، ومؤخرًا أكدت تل أبيب على ذلك، حيث وضعت اسم الضيف على رأس أهدافها في قطاع غزة التي تريد تحقيقها لاغتياله إلى جانب يحي السنوار وغيرهما من قادة المقاومة الفلسطينية، حتى أنها طبعت صور لهؤلاء القادة على أوراق الكوتشينة وتوزيعها على الجنود الإسرائيليين في قطاع لتسهل عليهم عملية التعرف عليهم حال وصلوا إليهم.
وبالأمس، أثار الصحفي والمحلل السياسي الإسرائيلي عميت سيجال حالة من الجدل حول محمد الضيف وطبيعة جسده وحركته في الوقت الحالي، ليثير حالة من التخبط لدى الأجهزة الأمنية الإسرائيلية التي ربما تكون قد أخطأت على مدار سنوات طويلة في رسم تصور حقيقي للوضع الحالي لمحمد الضيف.
وحسب ما جاء في الإعلام العبري والتقديرات الأمنية الإسرائيلية، فمن المعروف أن محمد الضيف هو رجل قعيد ويعاني من حالات بتر في أطرافه تعيقه من الحركة، لكن ما زعمه عميت سيجال يأتي على عكس البيانات الإسرائيلية، حيث أشار إلى أن محمد الضيف الذي تبحث عنه إسرائيل ليس مصابا وسليم بدنيا.
ويقول عميت سيجال: محمد الضيف تم تسجيله في فيديوهات بيدين ورجلين، هو فقط أعرج وليس معاقًا وليس مبتورًا وليس أعمى، الضيف ظهر في فيديوهات باثنتي يديه ورجليه، وهو يتحرك بحرية ولا يعاني من إعاقة جسدية أو فقدان للأطراف أو العمى.
وتقول وسائل إعلام عبرية تعليقًا على ما ذكره عميت سيجال، إن ما يُثار الآن يأتي على عكس التقديرات في النظام الأمني الإسرائيلي، حيث تم توثيق محمد الضيف بوجود يدين وساقين، ولكنه يعرج فقط.
ومن المعروف عن محمد الضيف رئيس هيئة أركان القسام، أنه قليل الظهور، ومن الصعب معرفة المزيد من المعلومات حول طبيعة جسده بسبب تعرضه للكثير من محاولات الاغتيال على يد إسرائيل طوال السنوات الماضية، لكن تقديرات كثيرة تشير إلى أن الضيف رجل قعيد بسبب ما تعرض له.
محمد الضيف صور
من المعروف عن محمد الضيف القائد العام لكتائب القسام أنه نادرًا ما يظهر، وهو لم يظهر للعلن منذ سنوات طويلة، حتى أن ملامحه باتت غير مألوفة لدى الكثيرين خاصة إسرائيل، التي تعتمد صور قديمة للغاية لمحمد الضيف، ربما تعود إلى الفترة التي قضاها الضيف في سجون الاحتلال، أو ربما تكون صور للهوية الشخصية له.
وفي الوقت الرهن، ما يظهر من صور لمحمد الضيف، هو تلك الصور القديمة التي تعتمدها إسرائيل، وصورة أخرى أيضًا يتم تداولها مع اسم الضيف، وهي عبارة عن ظل رجل خفي، وليس صورة واضحة المعالم.
