عنده انتيكات عمرها 130 سنة.. عم لطفي أقدم نحاس في الصعيد: المهنة قاربت على الأندثار| فيديو
هنا حي المياني أحد أقدم الشوارع التاريخية بمدينة بني سويف، والذي بمجرد ما إن تطأه قدماك حتى تشعر فيه بعبق التاريخ، حيث تتعالى أصوات الباعة، ويزدحم بالزبائن الذين يقصدونه لشراء احتياجاتهم، ويختلط فيه ضجيج دقات الحدادين والنحاسين وصانعى الأقفاص، فتشعر وكأنك تعيش وسط حقبة تاريخية كنت تتمنى لو تعيشها.
ومن بين عشرات الحرف المصرية التى اندثرت بفعل التطور لا توجد سوى حرفة واحدة باقية فقط داخل شوارع السوق القديمة التاريخية، وهي حرفة صانع النحاس، بأسواقها التى أصبحت ذكرى لحرفة مصرية قديمة كانت تعتمد عليها كل البيوت.
أقدم نحاس في الصعيد: المهنة قاربت على الاندثار
وقدم القاهرة 24 بثًا مباشرًا مع أقدم صانع للنحاس والألومونيوم فى بنى سويف «عم لطفى حسن محمد على» صاحب الـ 79 ربيعا، والذي صمم على عدم ترك المهنة تندثر فى بنى سويف إلا مع آخر نفس له.
وقال عم لطفى النحاس كما يناديه أهالي المنطقة ورثت المهنة عن والدى منذ 69 عامًا عندما كنت فى الصف الرابع الإبتدائى، وانضممت لورشة والدى لتعلم المهنة.
وأَضاف: أعمل فى ورشة والدى التى يبلغ عمرها أكثر من قرن من الزمان لم يتغير فيها شىء، سوى دخول الكهرباء بمساعدة نجلى محمد، كما أصبحنا نعتمد على بعض الأدوات والماكينات مثل السير الكهربائى بعدما كانت الصنعة يدوية خالصة.
وعن بيع واقتناء النحاس في المنازل أكد «عم لطفى» أن جهاز العروس كان لا يكتمل إلا بوجود الطقم النحاس، الذى عادة ما يتكون من الطشت وبعض الأوانى والأطباق، وكلما زادت محتويات هذا الطقم، كان دليلا على المكانة الاجتماعية للعروس، حيث كان الطقم النحاس عزيزًا وغاليا لدى النساء، وكن يحتفظن به، بل وتتوارثه الفتيات عن أمهاتهن، ولا يُفرطن فيه إلا إذا نزل بالبيت ضائقة مالية شديدة، فكانت الزوجة تفكر حينها فى بيع الطقم النحاس دليلا على بيع أغلى ما تمتلكه الأسرة.
وأكد «عم لطفى» أن أفضل طهو صحى للطعام يكون داخل الحلل النحاسية قبل أن يدخل الألومنيوم فى الصناعة ويقضى عليها، وأنه يحتفظ ببعض الانتيكات النحاسية التي تجاوز عمرها الـ 130 عامًا.
وأوضح أن أكثر المقبلين على شراء النحاس حاليًا هم أصحاب المطاعم الذين يستخدمون النيران بكثرة لأن الألومنيوم لا يتحمل النار كالنحاس، وكذلك أصحاب مطاعم الفول والطعمية وصانعى الكنافة.
وأوضح «عم لطفى» كيفية تلميع وإصلاح النحاس بالأجهزة والأدوات التقليدية المتواجدة فى ورشته، مشيرا إلى أنها تبدأ بلحام الأجزاء المكسورة أو المثقوبة، تليها عملية تثبيت القطع النحاسية على جهاز يجعلها تدور بسرعة كبيرة، ثم يقوم الصنايعى بوضع السنفرة والأدوات التى تلمع الصوانى وغيرها.