كيف تطورت شجرة الكريسماس عبر العصور؟
في بداية شهر ديسمبر في كل عام، تمتلئ الشوارع بأشجار الكريسماس، فتلك الأشجار جزء أساسي من رمزية الاحتفال بالكريسماس، وفي السطور التالية، نستعرض لكم تاريخ تطور شجرة الكريسماس.
بداية ظهور شجرة الميلاد
يرجع موروث شجرة الكريسماس إلى المعتقدات الوثنية التي مورست في العديد من الحضارات المرتبطة بالأشجار الدائمة الخضرة على غرار الصنوبريات، والتي اعتبرت تجسيدا لفكرة الحياة الأبدية والخلود وارتبطت بمشاهد مستوحاة من بعض النصوص والمعتقدات الدينية.
استخدام شجرة الميلاد في الاحتفالات
وبالنسبة لبداية استخدام شجرة الكريسماس في الاحتفالات، فتنازعت ليتوانيا وإستونيا الأسبقية التاريخية في ظهور أوّل شجرة ميلاد، حيث إن هذا التقليد وجد في ليتوانيا منذ سنة 1510 عن طريق جمعية التجّار، التي كانت تجوب شوارع العاصمة ريغا حاملة شجرة الميلاد، وفي النهاية يتم تزيينها، وإضرام النار.
بينما ادعت إستونيا أن جماعة مماثلة، كانت تقوم بهذا التقليد في شوارع عاصمتها تالين منذ سنة 1441، وبنفس الطقوس التي حاولت ليتوانيا تبنيها ونسبتها إلى تقاليدها فيما بعد.
وفي عام 1539، بدأت كاتدرائية ستراسبورغ بمقاطعة الألزاس وضع أشجار الكريسماس، وبسبب ذلك اقبل الكثيرين عن قطع العديد من أشجار الصنوبر لاحتفال بالكريسماس.
وبالنسبة للولايات المتحدةـ الأمريكية، فحاولت في البداية، محاربة عادة الاحتفال بالكريسماس من خلال أشجار الكريسماس، فكانت تعد عادة وثنية، وفي عام 1659 اصدر قانون لحظرها، باعتبارها تدنيسا لحدث مقدس.
انتشار تقليد أشجار الكريسماس
وعام 1738، وضعت ماري ليزينسكا زوجة لويس الخامس عشر ملك فرنسا شجرة الميلاد في قصر فرساي، وهي وّل من أدخل هذا التقليد الاحتفالي بأعياد الميلاد إلى البلاط الملكي الفرنسي.
وعام 1848 في المملكة المتحدة، نشرت مجلّة أخبار لندن المصوّرة صورة للملكة فيكتوريا وزوجها الأمير ألبرت، مجتمعين حول شجرة ميلاد مزيّنة، وبسبب ذلك تبنى الشعب البريطاني، فكرة وضع شجرة الكريسماس في منازلهم للاحتفال بأجواء العيد.
ومع وصول المهاجرين الألمان إلى الولايات المتحدة أواخر القرن الثامن عشر، وتمسكهم بتقاليدهم الاحتفالية بأعياد الميلاد، انجذب الشعب الأمريكي لهذ التقليد، وبحلول سنة 1850، أصبح وضع شجرة الميلاد في البيوت الأميركية تقليدا مهما من المجتمع، وبعد ذلك انتشر التقليد في كافة أنحاء العالم.
