المعروف سابقًا بإنفلونزا الخنازير.. فيروس H1N1 ينتشر بمصر وخبراء يكشفون الأسباب
أظهر أحدث تقرير للإنفلونزا الموسمية نشرته وزارة الصحة أن الفيروس المنتشر في مصر للإنفلونزا هو A/H1N1pdm09، والمعروف سابقًا بإنفلونزا الخنازير.
انتشار محلي لفيروس H1N1pdm09
ووفقًا للتقرير الذي صدر في 18 نوفمبر، تم فحص 1107 عينات من برامج ترصد الإنفلونزا خلال الفترة ما بين 22 أكتوبر و4 نوفمبر، وبعد تحليل العينات تبين أن 200 عينة كانت إيجابية للإنفلونزا، وهو ما يمثل 18.1% من إجمالي العينات المجمعة.
وأفاد التقرير، بأن من بين تلك العينات هناك 178 عينة إيجابية للإنفلونزا من النوع “A/H1N1pdm09”، وهو ما يمثل 89% من إجمالي العينات الإيجابية للإنفلونزا.
زيادة نشاط الإنفلونزا الموسمي محليا عن المعدل العالمي
وخَلص التقرير إلى أن نشاط فيروسات الإنفلونزا الموسمية على المستوى المحلي، يشهد تزايدًا عن المعدل العالمي، بالإضافة إلى أن نسبة العينات الإيجابية للإنفلونزا لهذا العام تشابه نظيرتها في العام الماضي لنفس الفترة الزمنية.
ولم يكن الفيروس “A/H1N1pdm09” السائد في مصر فحسب، بل كان الأكثر انتشارًا من بين أنواع فيروسات الإنفلونزا الموسمية على مستوى إقليم شرق المتوسط، حيث بلغت نسبته 48% من إجمالي العينات الإيجابية للإنفلونزا، وفقا لتقرير منظمة الصحة العالمية لرصد الإنفلونزا خلال الفترة من 29 أكتوبر الماضي وحتى 4 نوفمبر الماضي.
لقاح الإنفلونزا الرباعي يوفر الحماية من فيروس H1N1
تسبب فيروس “A/H1N1pdm09” في حدوث جائحة بعام 2009، وأطلق عليه آنذاك إنفلونزا الخنازير؛ نتيجة تحوره في الخنزير، وانتقاله بين البشر دون الحاجة إلى وسيط حيواني، بنفس طريقة الإنفلونزا، لذا أعيد تسمية الفيروس لاحقا ليطلق عليه الإنفلونزا الموسمي الجديد، حسب توضيح الدكتور أمجد الحداد، استشاري مناعة بالمصل واللقاح.
وأوصى الدكتور أمجد الحداد، لـ القاهرة 24، بضرورة حصول المواطنين على لقاح الإنفلونزا الرباعي المتوفر في المصل واللقاح والصيدليات، لقدرته على توفير الحماية من الفيروس “A/H1N1pdm09”، ضمن مجموعة من فيروسات الإنفلونزا الموسمية، مع اتباع الإجراءات الوقائية، مشيرا إلى أن كل فترة من هذا العام يسود أحد الفيروسات التنفسية دون الأخرى.
3 فيروسات تتنافس على إصابة المواطنين
تُعرف الفترة الحالية من كل عام بموسم الفيروسات التنفسية، وهناك 3 فيروسات تتنافس على إصابة أكبر عدد من البشر، وهي المتحور أوميكرون، فيروس المخلوي التنفسي، والإنفلونزا الموسمية، وفقا للدكتور أشرف حاتم، وزير الصحة الأسبق وعضو اللجنة العليا للفيروسات.
وأوضح الدكتور أشرف حاتم، في تصريح خاص لـ القاهرة 24، أن الفيروس التنفسي الغالب في مصر هذا العام هو “A/H1N1pdm09” الإنفلونزا الموسمية المستجدة أو ما عُرف سلفا بإنفلونزا الخنازير، وذلك وفقا لنتائج تحليل المعامل المركزية لوزارة الصحة ومعامل الجامعات.
وأضاف أن الفيروس لا يمثل خطورة كبيرة، حيث تشمل أعراضه ارتفاع شديد في درجة حرارة الجسم في اليومين الأولين من الإصابة، يتبعه انخفاض في الحرارة وتكسير بالجسم ورشح وكحة، ويتعافى المصاب منه المرض خلال أسبوع، شريطة عدم وجود عوامل خطورة، مثل: الضغط والسكر أو مرض مزمن في الصدر أو يخضع لجلسات كيماوي أو عنده أورام وغيرها من مسببات ضعف الجهاز المناعي.
أسباب هيمنة فيروس الإنفلونزا الموسمي المستجد
واستعرض عضو اللجنة العليا للفيروسات ورئيس لجنة الصحة بالبرلمان، نسبة انتشار الفيروسات التنفسية الـ 3 بين المواطنين في مصر، موضحا أن نسبة إصابات الإنفلونزا بلغت 70%، و10% للفيروس المخلوي التنفسي، ونسبة 20% لمتحور أوميكرون خصوصًا في القادمين من الخارج.
وأرجع الدكتور أشرف حاتم، والدكتور عادل عبد العظيم، أستاذ الوبائيات بكلية الطب البيطري بجامعة الأزهر، انتشار فيروس الإنفلونزا الموسمي المستجد “A/H1N1pdm09”، إلى التحورات التي تحدث في الفيروسات في موسم الإنفلونزا، فضلا عن تخلي كثير من المواطنين عن الإجراءات الوقائية والتطعيمات مع تراجع جائحة كورونا.
وشدد الدكتور الدكتور عبد العظيم، أستاذ الوبائيات، في تصريح خاص لـ القاهرة 24، على أهمية اتباع وزارة الصحة للترصد البيئي المبني على الحيوانات والطيور الكاشفة في مواجهة الأمراض المعدية، موضحا أن الترصد البيئي الذي يعتمد على الحيوانات الكاشفة يلعب دورًا حاسمًا في الكشف المبكر عن الأمراض المعدية والحد من انتشارها.
وأضاف أستاذ الوبائيات، أن هذه الحيوانات والطيور التي تتواجد على المنافذ الجوية والبرية والبحرية تساعدنا في تحديد الفيروسات التي دخلت البلاد، مما يتيح لنا اتخاذ الإجراءات الوقائية والصحية اللازمة، بما في ذلك الحزام المناعي.
توصيات الطب الوقائي لمواجهة انتشار فيروسات الإنفلونزا
وأوصت وزارة الصحة، في تقريرها، الأطباء المعالجين والمتعاملين مع المرضى بضرورة الالتزام بضرورة إعطاء عقار التامينيل - المستخدم علاج الإنفلونزا الفيروسية - خلال أول 24 ساعة لأي نوع من الأمراض التنفسية الشديدة، وحسب بروتوكول التعامل مع حالات الأمراض التنفسية الحادة دون الإنتظار للنتائج المعملية.
وأكدت الوزارة أن يسأل الأطباء بالعيادات الخارجية والاستقبال، عن تاريخ السفر للخارج خلال 14 يوما من اكتشاف حالات متلازمة الشرق الأوسط، وكذلك السؤال عن التعرض والمخالطة للطيور خلال 14 يوما للاشتباه بحالة مرض أنفلونزا الطيور وخاصة للمرضى الذين يعانون من الأعراض التنفسية الحادة.
ووجهت الوزارة بتطعيم الفريق الصحي بطعم الأنفلونزا الموسمية خصوصا العاملين بوحدات العناية المركزة وأقسام العزل والاستقبال، والالتزام بالإجراءات القياسية لمكافحة عدوى الأمراض التنفسية بالمستشفيات خاصة في أقسام الطوارئ والعزل والعناية المركزة وتوفير مستلزمات مكافحة العدوى.