بواجه قسوة الحياة بالغناء.. عم إبراهيم أكبر عازب بالمنيا: ببيع خردوات على الأرصفة ونفسي أعيش اليومين اللي فاضلين بالستر | صور وفيديو
حياتُكَ أَنفاسٌ تُعَدُّ فكلَّما مضَى نَفَسٌ أنقصتْ به جزءا، ويحييكَ ما يُفنيكَ في كل حالة ويحدُوك حادٍ ما يريدُ بك الهُزْءا، فتصبحُ في نفْسٍ وتمشي بغيرِها ومالكَ من عقْلٍ تُحسُّ به رزءا، تلك الابيات الشعرية والحكم التي رثاها «الأمام علي» رضي الله عنه، يوصف بها الحياة لتريح القلب والنفس، وتحمل معاني جميلة ومؤثرة عنوانها الأمل والصبر والحب، والتي تنطبق علي العم « أبراهيم» أكبر عازب في محافظة المنيا، عروس الصعيد، وبطل قصتنا الذي يواجه قسوة الحياة بالغناء وهو يفترش الارصفة لبيع الخردوات ليكسب قود يومه الضئيل للعيش.
«بواجه قسوة الحياة بالغناء» بتلك الكلمات بدأ العم إبراهيم محمد حسن، الرجل الستينى حديثه لـ القاهرة 24، الذي يعد من أكبر العزاب داخل محافظة المنيا، بملامح تحكي سيناريو الشقاء والألم والقسوة التي واجهها طوال هذه الفترة من العمر، وتترجمها التجاعيد واللحية البيضاء بوجه البشوش وضحكته الصافية، قائلا: أنه منذ الصغير وهو يعشق الاستماع لعظماء الغناء وأهمهم «أم كلثوم» التي حفظ جميع أغانيها عن طريق الراديو الذي كان يحمله دائما في كل الاوقات، بجانب تواجده في الموالد وحفظ الإنشاد الديني.
وأضاف العم إبراهيم أكبر عازب في المنيا، أنه منذ الصغر والشقاء يلازمه ويسارع لكسب لقمة العيش نتيجه للحالة الاقتصادية الصعبة التي كانت مسيطرة على أسرته، فلم يجد طريق آخر يخرجه من تعب وشقاء الدنيا إلا الغناء والإنشاد الديني لبعض الشيوخ اللذين كانوا يمدحون النبي «محمد» عليه افضل الصلاة والسلام، في الموالد والمناسبات الدينية.
حاول التقدم للزواج 3 مرات ولكن هذه المحاولات باءت بالفشل
وأشار أكبر عازب في المنيا، إلى أنه كان يعمل في أحد المخابز البلدية والخبز الذي كان يحمله على رأسه ويقود دراجة لتوصيله إلى أصحابه، ليساعد والديه في مصاريف المعيشة الصعبة التي كانوا يمرون بها في هذه الفترة، مؤكدا أن سبب عدم زواجه والوصول إلى هذا العمر من الدهر دون رفيقة وزوجة، هي الحالة المعيشية والاقتصادية القاسية، حيث حاول التقدم ليتمم الارتباط 3 مرات ولكن هذه المحاولات باءت بالفشل.
واختتم العم إبراهيم حديثه لـ القاهرة 24، أنه يريد مصدر رزق يعيش من خلاله اليومين الباقيين في حياة بالستر قبل الرحيل إلى العالم الآخر وتكون النهاية، موضحا أن كل ما لديه معاش تكافل وكرامة الذي قيمته 500 جنيه، بجانب بيع الخردوات بالأرصفة ليسدد قيمة إيجار الغرفة التي يسكن فيها وقيمتها 300 جنيه، ليتبقي 200 جنيه يصرف منها طوال الشهر، ويستغيث بالمسؤولين داخل محافظة المنيا لإنقاذه قبل وفاته على أحد الأرصفة أو داخل غرفته.