الجمعة 22 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

الهروب لمصر.. لاجئ سوداني يكشف كيف فرّ من الدعم السريع للقاهرة: تنقلت لعشرات الأيام.. والميليشيا استحلّت بيوتنا │خاص

نازحون من السودان
كايرو لايت
نازحون من السودان
الأحد 24/ديسمبر/2023 - 01:40 م

صباح السبت، الموافق 15 من أبريل الـ 23 من شهر رمضان المبارك، كنت في الشغل بخلص وبروح على بيتنا وما كنت أعرف الخراب المنتظر هناك ولم أصدق ما شاهدته حتى اليوم.. عبارة بدأ بها الشيخ أسامة السوداني من الخرطوم، وصف حرب السودان التي عاشها على مدار شهر كامل قبل أن ينزح إلى مصر، حيث إن ذلك التاريخ أنذر باندلاع الصراع بين ميليشيا الدعم السريع والجيش السوداني، عندما وقعت اشتباكات عنيفة بين الطرفين في عدد من المواقع بالخرطوم وغيرها في البلاد، وعلى مدار أشهر لم تتوقف تلك الاشتباكات التي أدت إلى نزوح الآلاف، كان منهم أسامة حسب حديثه مع القاهرة 24.

 

نازح من السودان إلى مصر

كان عمل الشيخ أسامة - مثلما يُطلق عليه - قريبا من منطقة الاشتباكات العنيفة، ورغم ذلك عاد إلى منزله ظنًا منه أن النزاع بسيط وسوف ينتهي بعد ساعات، لكن استمرت الحرب في بادئ الأمر لـ 7 أيام بلياليها، خاصة أن البيت قريب من قيادة الجيش، لذلك الاشتباكات كانت في شدتها.

وبجانب سيطرة ميليشيا الدعم السريع، كان كذلك بيت أسامة يطل على منزل شقيق حميدتي قائد قوات الدعم السريع، كل ذلك جعل أسامة مرتكز الصراع الذي كاد أن ينهي حياته، فبدأت القنابل تُقذف على البيوت من حوله، وإذا نفد منها، فلن ينفد من الموت جوعًا بعد نهب كل ما في الأسواق الغذائية.

هلّ العيد المبارك، واضطر معه أسامة للخروج من بيته والنزوح لمنطقة أخرى أقل حدة في الاشتباكات، فكان بيت الخالة بمنطقة الرميلة والتي سيطر عليها الجيش السوداني، فكانت بالنسبة إليه هي منطقة آمنة، إلى أن طالتها قوات الدعم السريع وأصبحت أعمال السرقة التي يعرف عنها أسامة، نقطة في بحر ما عاشه تلك الأيام.

يقول الشيخ أسامة: نهبوا كل شيء حوالينا، بدأوا بمحلات الذهب بسرقتها بالكامل، وكذلك الهواتف المحمولة وكافة المحلات التجارية، حتى أنهم لم يبقوا للشعب أي طعام أو شراب سواء أطفال أو كبار، فيعترضون الناس على الطريق في سياراتهم أو سيرًا على أقدامهم وسلب منهم كل ما تمكنوا من أخذه، وبعد الانتهاء من الشارع ومن فيه، تطور الأمر إلى دخول البيوت مستحلّين نهبها بالكامل، كل ما يمكن أن يُحمل معهم كانوا يسلبوه، شفنا رعبا وخرابا ودمارا.

نزح أسامة إلى منطقة أخرى بهدف الابتعاد عن قوات الدعم السريع قدر الإمكان، وظل في نزوحه الأخير حوالي 14 يوما، ولكن تبقى المشكلة الأساسية هي شح المواد الغذائية، مع زيادة الاشتباكات العنيفة التي تطال كل منطقة بالدور.

وفي مايو، نزح أسامة إلى منطقة وادي حلفا أقصى الشمال، ومنها وصل إلى القاهرة، واصفًا ذلك بأنه أحد المحظوظين الذين لديهم تأشيرة إلى مصر، تاركًا وراءه حربًا مدمرة وصلت في الشهر الحالي إلى ود مدني، أكبر مدينة تجمع النازحين بالسودان، والتي أعلنت ميليشيا الدعم السريع سيطرتها عليها صباح الثلاثاء الماضي. 

تابع مواقعنا