أنتم من تصنعون الإرهاب

وصل عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى الآن، 6150 طفلا وأكثر من 4 آلاف امرأة، وبالإضافة إلى ذلك، أصيب 36 ألف شخص. 

وقد اعتادت إسرائيل سابقا ارتكاب مثل تلك الجرائم الإنسانية البشعة، ولكن الآن أصبح الأمر مختلفا في ظل التطور الإلكتروني الرهيب لمنصات التواصل الاجتماعي واطلاع شعوب العالم على تلك المجازر في مشاهد حية تظهر أفعال الكيان الإسرائيلي التي انطوت تحت نية الإبادة الجماعية والتهجير القسري دون أي رحمة.

ورغم الموقف غير الإنساني للعديد من الدول بالأخص أمريكا وبعض الدول الأوروبية في استمرار الحرب بحجة الدفاع عن النفس، ولا نعلم إلى الآن كيفية إعطاء المحتلين الحق في ترويع وتعذيب وقتل أصحاب الأرض المسلوبة حقوقهم في إطار الدفاع عن النفس التي تتعارض مع قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 43/ 37 لعام 1982.

إلا أن سرعان ما تغير الحال من تأكيد مطلق إلى رفض والمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار، ويأتي ذلك التغيير بسبب الضغط الشعبي لتلك الدول الذي تعدى حد الاحتجاج إلى رفض للأنظمة الحاكمة المؤيدة لاستمرار الحرب وذلك بعدما أصبح العالم يرى ما يحدث في ساعته وحينه على الهواء مباشرةً نتيجة الانتشار الواسع لجميع الجرائم في التو واللحظة على منصات التواصل الاجتماعي.

و يأتي دور مصر التاريخي المتمثل في القيادة الحكيمة للرئيس السيسي في التأكيد على ضرورة إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وفقا لحدود 67، والرفض القاطع لفكرة تهجير الفلسطينيين إلى سيناء والأردن ما معناه إنهاء مشروع إقامة الدولة الفلسطينية إلى الأبد وكشف المخطط الإسرائيلي علنا أمام العالم ولكن أكثر ما لفت انتباهي الرؤية الثاقبة فيما هو قادم ومحاك لنا والتحذير من العواقب والتداعيات الوخيمة لتلك الحرب في خلق حالة من عدم الاستقرار في المنطقة بأكملها، ما يجعلها منطقة خصبة للإرهاب تطال ناره الجميع دون تفرقة. 

وتظل مصر هي رمانة ميزان السلام في المنطقة رغم أنف أي حاقد بالمواقف الحاسمة، وليس بالشعارات بمواقف ثابت راسخة تجاه القضية الفلسطينية.