مصري حقق رقما قياسيا في عزف العود بلندن تضامنا مع فلسطين: هذا ما أستطيع إغاثة غزة به
حقق المصري جوزيف تواضرس البالغ من العمر 40 عاما رقما قياسيا في العزف بالعود، وذلك بأحد الكنائس في لندن، بعد أن ظل يعزف على العود في ظل توافد الجمهور عليه من ديانات وجنسيات مختلفة لمدة 25 ساعة متواصلة.
وُلد جوزيف تواضرس في مدينة شبرا في مصر، ومن ثم هاجر به أهله وهو صاحب العامين خريفًا إلى أستراليا، ليتربى وينشأ هناك، درس الموسيقى باعتبارها أكثر شيء يعبر عما يجول في خاطره، من أفكار وخواطر ومشاعر تُراوده، انتقل منذ ثماني أعوام إلى بريطانيا، ليكمل مسيرته الموسيقية، ولكنه توقف في محطة تختبر فيها إنسانيته، الحرب على غزة، يقف فيها عاجزًا، مذهولًا مما يحدث.
ويقول تواضرس لـ القاهرة 24، إنني أقطن في بلد غربي يُندد بالإنسانية المبطنة بمفهوم الديموقراطية أولًا، ولكنه شاهد التناقض، فمع وجود مصلحة سياسية، اعتلت الازدواجية، حيث ترفض هذه البلاد الحديث عن غزة، وعن المعاناة التي توجد بها، وهذا وضحته العبارة التي وردت في أحد الكتب وهي "إن الأسوأ من أن تصاب بأمر جلل، هو أن تمتنع من التحدث عنه، أو الإشارة حتى إليه، أو حتى التلميح تجاهه".
إغاثة أهالي غزة
تتسابق كلمات تواضرس برتم متنامٍ، قائلًا: العزف هذا ما في يدي.. وهذا ما أستطيع إغاثة غزة به".. فكل منا يريد أن ينصر ويخدم غزة بما يمتلكه، إما في نص أو مقطع فيديو أو العزف على آلة موسيقية، وهذا ما فعله جوزيف، فجاءت فكرته نابعة من يأس وعجز، ولكنه قاوم ذلك عن طريق عزفه بالعود، بأحد الكنائس في لندن بدأ بعزف العود، وتوافد الجميع داخل الكنيسة من مختلف الأديان والجنسيات، وتفاعل معه الجميع معنويًا وماديًا، واستمر بالعزف لمدة 25 ساعة حتى تورمت أنامله محققًا مبلغًا تبرع به لجمعية تعمل لصالح إغاثة غزة، بلغت قيمته 24 ألف جنيه إسترليني، وحقق بذلك رقمًا قياسيًا.
كيف يمكن الاستمرار لمدة 25 ساعة دون أخذ قسط من الراحة غير ثلاث دقائق فقط، قال جوزيف: إنها غزة مع كل مقطوعة كنت أعزفها أتذكر وقتها الألم الذي يعيشونه، فأنا هنا أرقد بسلام، أجلس على كرسي في مكان آمن، أما هم فيمكثون ولا يعلمون ماذا سيحل بهم من مصير بعد أجزاء من الثواني، من قصف ينهي حياتهم، أو حتى مبنى سيهدم وهم ليسوا بداخله، ولكن ذكرياتهم قد تدمرت، كما أن روح الوحدة التي رأيتها في الجميع هي من جعلتني، أكمل على الرغم من شدة أرقي وتعبي، فأنا لم آكل قبلها بيوم، وكان اعتمادي الكلي على المياه، ومن المنبهات من قهوة فقط.
كان هدف جوزيف هو تجميع الأشخاص وتسليط الضوء على غزة، بالرغم من أنه لم يتحدث معهم طوال الـ25 ساعة، ولكن التلاعب بموسيقاه هي من فعلت، فكلما هدأ بعزفه ترجمها البعض من أنه تجسيد لآلم أطفال غزة، وكلما اعتلت يستحضر هو ذاته قبلهم القصف والتدمير، فكانت لغة الموسيقى ناجمة من تخيلاته لمشاهد مأساوية تحدث ضد أهالينا في غزة، يصف جوزيف ساخرًا قد تظني من أني مجنون ولكن بنبرة يسودها العجز، هذا ما كان بوسيعي فعله لخدمة غزة، وتوصيل معاناتهم، ولكن عن طريق الفن لمجتمع غربي سُلبت منه الإنسانية لأهداف سياسية.