لحق بوالدته في الأربعين ومات وبيده المصحف.. حكاية الشيخ إيهاب منتصر شهيد مسجد المنوفية
حسن الخاتمة لا تأتي دوما إلا لمن يستحقها وعمل على الفوز بها، ومن بين تلك المشاهد الداله على العمل الصالح، ما حدث لقارئ للقرآن الكريم بالمنوفية، الشيخ إيهاب منتصر، الذي يطلق عليها لقبه أصدقاءه بـ خادم للقرآن وبيوت الله، حيث عاش لله وأكرمه المولى بحسن الخاتمة.
الشيخ إيهاب منتصر شهيد مسجد المنوفية
الشيخ إيهاب منتصر صاحب الـ 51 عاما والمقيم بمدينة قويسنا التابعة لمحافظة المنوفية، والذي توفي داخل أحد المساجد الأهلية مساء أمس الخميس، عقب سقوط سقف المسجد عليه وهو يقرأ القرآن الكريم، بعدما انتهى من إمامة المصلين في صلاة المغرب، وانصرف الناس وجلس وحيدا يقرأ الورد اليومي منتظرا صلاة العشاء.
حكاية الشيخ إيهاب منتصر شهيد مسجد المنوفية
سقط سقف المسجد الخشبي على رأس قارئ القرآن وارتقت روحه إلى بارئها، وكان آخر ما يقرأ كلام الله عز وجل، مات والمصحف بين يديه، عاش له ومات عليه، لحق بوالدته التي قضى عمره بالكامل خادما لها حتى أنه كان يرفض أن تخدمها زوجته مكانه، كما يقول شقيقه، مؤكدًا أنه أولى الناس بها.
شقيق الشيخ إيهاب: ارتبط بأمه بشكل غير عادي ومات في الأربعين
وروى شقيق الشيخ إيهاب منتصر عن حياته، موضحا أنه كان زاهدا في الدنيا لا يجري على خلاف مع أحد، خدم والدته لآخر لحظات عمرها وماتت وهي تدعو له، أب صالح لابنة وحيدة في الثانوية العامة، علمها البر والتقوى، عضو في مقارئ القرآن بالمساجد، حاملا لكتاب الله منذ صغره يمتلك صوتا عذبا يمتع القلوب عندما يقرأ القرآن.
وأضاف أن شقيقه كان على لسانه كلمة واحدة الأيام الأخيرة وهي "أمي وحشاني" ولولا إيمانه بقضاء الله وأن الموت حق كان قد جن جنونه على وداع روحه الموجودة في روح أمه رحمهما الله.
وشيع المئات من أهالي مركز قويسنا بمحافظة المنوفية جنازة الشيخ إيهاب منتصر، قارئ القرآن الكريم شهيد مسجد المنوفية باكين على فارق واحد من أكثر الناس طيبة ولين قلب، مؤكدين أنهم خسروا أخا صادقا عاش معهم لسنوات لم يروا منه إلا الخير.