الخميس 27 يونيو 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

محمود المرداوي القيادي بحماس: منفتحون على جميع الوسطاء.. ووقف القتال أولوية لبدء المفاوضات│حوار

 القيادي بحركة حماس
سياسة
القيادي بحركة حماس محمود المرداوي
الإثنين 01/يناير/2024 - 06:21 م

تواصل إسرائيل عدوانها الوحشي على قطاع غزة، مع اقتراب الحرب من دخول شهرها الرابع، غير عابئة بما خلفته حملتها الوحشية من عشرات آلاف من الشهداء والإصابات وتدمير مناطق واسعة، زاعمة استهدافها تدمير فصائل المقاومة الفلسطينية في القطاع، والتي تخوض بدورها حربا شرسة كبدت فيها العدو الإسرائيلي خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، لكن الآمال تظل معلقة في إنهاء هذه الحرب وعودة السلام والهدوء للقطاع الممزق.   

ولا يمكن بحال من الأحوال أن نعرف ما يدور في أروقة السياسة حتى نستطيع استشراف المستقبل، ومع تعدد المصالح واختلاف الرؤى يجب الحديث إلى الساسة بشكل مطول يمكن معه طرح الملفات وتحليل ما يدور وما هي المآلات والحلول.

من أجل ذلك كان لـ القاهرة 24 هذا الحوار مع القيادي بحركة حماس محمود المرداوي، نستطلع معه ما يدور في الكواليس ونطرح عليه أسئلة عالقة وملفات هامة تجدونها في السطور التالية.

- كيف ترى مجلس الحرب الإسرائيلي ومدى التخبط الذي يعيشه صناع القرار في إسرائيل؟

هناك في مجلس الحرب والأجهزة الأمنية والاستخباراتية الإسرائيلية اختلاف بيّن، فمن جانب نرى نتنياهو ويوآف جالانت وهما يحاولان تصدير مشهد الانتقام والثأر لمقاتليهم ما أوقعهم في تخبط شديد اتضح بعد فترة ولا شك أسفر عن تراجعهم وإعادة تعريفهم للأهداف العسكرية من وراء العملية.

من جانب آخر نرى أيزنكوت أقل منهم تمسكا بهذه الشعارات التي يرغبون بها تحقيق مكاسب سياسية وعسكرية وهو يؤيد وجهة النظر الأمريكية وأهمية تحقيق نجاحات في ملف الأسرى واعتباره أولوية لإسرائيل في هذا الوقت بديلا عن الاستمرار في العملية العسكرية.

التيار الديني القومي في إسرائيل لديه تطلعات على مستوى السياسة وكذلك محاولة صياغة أهدافه في قوالب دبلوماسية كما يحاول تسمية التهجير القسري بكونه مجرد دعوة للهجرة الطوعية ومع كل تلك الضغوط على شعبنا إلا أنهم أثبتوا قدرتهم على إفشالها وكذلك نحيي رفض مصر للموافقة على أي تهجير.

 -  في ملف التعامل مع الأسرى، هل أرادت المقاومة إيصال رسائل بعينها للعالم؟

فيما يتعلق بالتعامل مع الأسرى، فإن التعامل جاء من منطلق الدين والعروبة والأخلاق الفلسطينية، ولا يمكن مع هذا التسليم بما يروج له العدو من أن ما فعلته حماس كان محاولة لتبرئة ذمة حماس من أفعال لم ترتكبها فقط روج لها جيش الاحتلال، فمن قبل ذلك كان جلعاد شاليط وصفقات أخرى لتبادل الأسرى بذات المعاملة وذات المعايير.

نؤكد على أن الأولوية هي حفظ دماء الشعب الفلسطيني عن طريق وقف الاحتلال ثم الحديث عن المفاوضات، وسنكون ملتزمين بكل ما نتفق عليه.

 -  في أي المسارات خاضت حماس هذه الحرب وعلى أي الذرائع؟
حماس تقود مسار في بيئة تهيأت له، في وجود حكومة قومية صهيونية تنكرت لحقوق الشعب الفلسطيني، وتلك سياسة نتنياهو وتياره الديني القومي الذي استهدف المقدسات الإسلامية ودنسها وكذلك استهدف الأسرى وقتلهم، ويدفع باتجاه التهجير،  وقد خاطبنا العالم والأصدقاء وطلبنا التدخل لتغيير هذا المسار المدمر.

 -  هل نجحت عملية طوفان الأقصى في إعادة طرح القضية على الصعيد الإقليمي والدولي؟
كان لابد للمقاومة أن تعود بشيء يستعيد مكانتها وإعادة طرح هذا الصراع بحيث يكون أولوية ما استلزم معه صدمة الاحتلال في كل ما روّج له الاحتلال وحكومته من أمن ورسوخ لقواعد الدولة، أما الاستثمار الحقيقي في هذه المعركة فلابد أن يتم بجهود عربية مشتركة وصادقة وخالصة إلى جانب المقاومة في المحطات القادمة لهذه الحرب.

 -  هل المقاومة الفلسطينية على استعداد لتحمل حساب التاريخ على ما قدمت؟

سيسجل التاريخ كل شيء من بطولات وهزائم، وانتصارات وتخاذل، ولم يوجد شعب عربي واحد وافق على التنازل عن متر من أرضه، في مصر وسوريا ولبنان والأردن، فمن المستحيل مع هذا أن يقوم الفلسطينيون بالتنازل عن أرضهم.

وقد سجل أيضا كيف استطاع جيش الاحتلال في 2008 تكبيد الحركة خسائر عسكرية إلى جانب ارتقاء مئات من المقاتلين، ولم يلم أحد جيش الاحتلال على ما فعل، أما اليوم فقد رددنا الكرة عليهم وأظهرنا الضعف العسكري والاستخباراتي واللوجيستي، ومن الطبيعي أن من يريد تحرير أرضه أن يدفع الثمن، ونيل شرف الانضمام للشهداء.

 -  كيف تعاملت الحركة مع المبادرات التي طرحت من قبل الوسطاء في مصر وقطر؟

لم نرفض المبادرة المصرية، وكذلك القطرية لكن كان لدينا رؤية اعتبرها الاحتلال شروطا ولا نرى ضيرا من كونها كذلك، ولن ندخل في أي مفاوضات أو نشارك في مبادرات للحل قبل أن يتوقف القتال.

نحن نحاول جاهدين أن نحمي شعبنا ونؤمن إطلاق سراح الأسرى واستعادة غزة من خلال إعادة إعمارها وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره بعيدا عن سطوة المحتل.

ووقف إطلاق النار لم يكن من شروطنا نحن فقط كفصائل فلسطينية بل كان مطلب الوسطاء المصريين والقطريين كذلك على الصعيدين المحلي والدولي.

 -  هل هناك انفتاح على الأشقاء والوسطاء لعلاج الأزمة بشكل سريع؟

التشاور والتنسيق مستمر مع الجانب المصري ولا يخضع للقبول والرفض بل نحن منفتحون على كل تلك الوساطات وغايتنا في ذلك موافقة الشعب الفلسطيني إلى جانب الفصائل.

 -  هل أعدت المقاومة قوائم بالأسرى الإسرائيليين داخل غزة بعد 7 أكتوبر؟

هذا الأمر خاضع لاعتبارات كثيرة حيث إن تعدد الأسرى لدى حماس وفصائل المقاومة الأخرى، وربما لدى عوائل أخرى داخل غزة، وربما هناك آخرون فقدوا داخل القطاع ولهذا السبب فملف الأسرى يحتاج إلى وقت طويل لحسم كل هذه الأمور.

الأولوية لدينا الآن هي وقف القتال، وإلى حينه سنكون على معرفة شاملة بكل ما للفصائل والعوائل من أسرى، وتوثيق ذلك وجيش الاحتلال يدعي مرارا بأن له أسرى في غزة ومع ذلك يرفض تقديم قوائم تضم أسماء أسراه الذين يتحدث عنهم.

 -  ما هو طموح حماس في المستقبل القريب على مستوى السياسة والمكاسب بعد 7 أكتوبر؟

حماس تريد أن تكون في المستقبل ممثلا عن الشعب الفلسطيني وإرادته ومفوضا منه فقد تكونت وتشكلت لغرض خدمة الشعب الفلسطيني وهو من يحدد أين تكون حماس في المستقبل وما الدور الذي تلعبه.
يجمع الفلسطينيون على أن الخيار الوحيد لاستعادة الأرض هو المقاومة، ومن يمارسها يكون معبرا عن تطلعات هذا الشعب، ورغبته في دحر العدو بذات القوة التي استخدمها.

-  هل يمكن القول بأن الاختلافات في الرؤى والآليات قد تضاءلت إلى حد كبير بين الفصائل الفلسطينية بعد 7 أكتوبر؟

نجد جميع الفصائل الفلسطينية تخوض هذه المعركة بما فيها فتح داخل قطاع غزة، والتنسيق فيما يتعلق بإدارة البعد السياسي وهو المسار الميداني الذي يجمع الرؤى ويناقش المقترحات المقدمة وبعض الاختلاف والتباين يحدث نتيجة لاختلاف الرؤى التي ليس من أهدافها أبدا التفريط في حقوق شعبنا ومقدراتنا.

 -  يردد الاحتلال مرارا بأنه كشف شبكات أنفاق.. هل كان ذلك متعمدا من قبل المقاومة بغرض الإلهاء أو هو عمل استخباراتي إسرائيلي؟

مع كل الدعم العسكري واللوجيستي الذي يشن به الاحتلال عملياته البرية في غزة إلا أنه لم يغير شيئا في المعادلة بكشفه أنفاقا هنا أو هناك، بحيث إن هذه الاكتشافات لم تمنع حماس من تنفيذ عملياته، ومع تفاقم الخسائر يكون ما يكتشفه جيش الاحتلال هو مجرد كمائن للإيقاع به وتكبيده أكبر كم من الخسائر، ولا تكون بهذه الأهمية التي يروج لها جيش الاحتلال، بجانب أن كلا من الحركة وقيادات حماس والشعب ينشدون معا هدف المقاومة.

كل ما روج له الاحتلال باعتباره الديموقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط قد تبين زيفه وتهاوى مع كل ما أتاه الاحتلال من جرائم ومن يعتقد حتى الغربيين أن الاحتلال يملك مرجعية قيمية وأخلاقية فهو لا شك غارق في الوهم.

- برأيك.. لماذا لم يستقر المجتمع الدولي على وصف حركات المقاومة سوى بالإرهاب والتخريب؟

- الانحياز الأمريكي المطلق لصالح إسرائيل، وحلفاؤها هم فقط من يعتبرون حماس حركة إرهابية، هناك أصدقاء في أمريكا الجنوبية يقولون إن حماس حركة للتحرر ويجب الوقوف إلى جانبها، وكذلك أغلبية دول إفريقيا، وغالبية الوطن العربي كذلك، الهند والصين ودول آسيا، وهذه الانحيازات إنما تقف في معاداة كل الشعوب الحرة، التي تدافع عن سيادتها ومستقبلها، ومن هنا نعلم جيدا لماذا تعتبر أمريكا وحلفاؤها أن حماس حركة إرهابية وذلك بالطبع لا يؤثر على احتفاظنا بالقضية ودفاعنا عنها.

 -  تزايد طرح اسم مروان البرغوثي في الآونة الأخيرة كأحد الأسرى في عمليات التبادل القادمة.. فهل هناك هدف سياسي من وراء ذلك؟

مروان البرغوثي هو أحد رموز الحركة الوطنية وسيكون بلا شك من أهداف التفاوض لإطلاق سراحه، لأن مطلبنا واضح وهو الكل مقابل الكل، وهذا يأتي كما أسلفنا بعد وقف إطلاق النار بشكل غير مشروط.

تابع مواقعنا