أزهري: مفيش مانع الإنسان يركب أحسن عربية ويسكن في أفخم بيت ولكن بهذا الشرط
أوضح الشيخ رمضان عبد الرزاق، عضو اللجنة العليا للدعوة الإسلامية بالأزهر الشريف، كيفية الموازنة بين الدين والدنيا؛ حيث قال مستشهدًا بقوله صلى الله عليه وسلم: (اللَّهمَّ آتِنا في الدُّنيا حَسنةً وفي الآخرةِ حَسنةً وقِنا عذابَ النَّار)، وقوله تعالى:( كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَات لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَ)؛ فهذه الآية دليل على التوازن بين الدنيا والآخرة.
تحقيق التوازن بالإنفاق من كل شيء رزق الله به العباد
وأشار عضو اللجنة العليا للدعوة بالأزهر الشريف خلال تصريحات تلفزيونية إلى كيفية تحقيق هذا التوازن من خلال استشهاده بقول الله تعالى: (وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ)؛ موضحًا أن الله سبحانه وتعالى قد آتى عباده العلم؛ فوجب عليهم أن ينفقوا من هذا العلم لوجه الله، ولو آتى االله عباده المال؛ وجب عليهم أن ينفقوا منه لوجه الله؛ ولو آتى الله عبده منصبا؛ فوجب عليه أن يستخدم هذا فيمايرضي الله؛ ولو آتى الله عبده القوة؛ فوجب عليه ان يساعد بها الناس ويخدمهم بها؛ فكل هذه الأمثال تنطبق على معنى قوله تعالى:( وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ).
وواصل: ففي قوله تعالى لم يقل ومن أموالهم ينفقون بل قال ومما رزق الله العبد ينفق منه؛ فكل شيء رزقك الله به يجب أن يكون فيها نصيب لله؛ وهذا هو معنى قوله تعالى:( وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ)؛ متابعًا: فلو كان مدرس؛ لا مانع أن يأخذ مالا في الدروس التي يعطيها لطلابه؛ ولكن وجب عليه أن يكون هناك طالب يعطيه بدون مال لوجه الله؛ ولو كان طبيبًا؛ وجب عليه أن يقوم بعملية، أو اثنتين كل فترة لوجه الله، ولو كان محاميا فوجب عليه أن يرافع قضية لله بدون مقابل مادي، أو لو كان صاحب مطعم؛ وجب أن يُخرج وجبة، أو أكثر لوجه الله؛ فهذه هي التجارة مع الله.
ولفت العالم الأزهري بألا ينسى الإنسان نصيبه من الدنيا؛ مستشهدًا بقوله تعالى:( وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا)؛ مؤكدًا على انه لا مانع من أن يركب الإنسان أحسن عربية، وأن يسكن في أفخم بيت، ويرتدي أفخم الملابس؛ فهو هنا يبتغي مما رزقه الله؛ فوجب عليه أن يحسن مع الله بفعله الخير الذي رزقه الله به؛ مستشهدًا بقوله تعالى:( وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ).
واختتم مستشهدًا بقول الصحابي سلمان رضي الله عنه؛ فقال: إن لربك عليك حقا، وإن لنفسك عليك حقا، ولأهلك عليك حقا، فأعط كل ذي حق حقه، فأتى النبي ﷺ فذكر ذلك له فقال النبي ﷺ "صدق سلمان"؛ موضحًا أنه لا يجب على الإنسان أن يأتي شيء على حساب شيء آخر؛ فوجب عليه التوازن بين الأمور.