دار الإفتاء تحذر من سوء الظن بدون قرينة أو دليل قاطع
أوضحت دار الإفتاء المصرية حكم سوء الظن بالآخرين؛ قائلةً: إن الشرع الشريف نهانا عن الظن السيئ بالناس؛ وهو: حمل تصرفاتهم على الوجه السيئ بلا قرينة أو بيِّنَةٍ؛ إذ الأصل فيهم البراءَةُ والسَّلامَة؛ مستشهدةً بقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ﴾.
حادثة الإفك تحث المؤمنين لاجتناب سوء الظن
وأوضحت الدار في فتوى سابقة لها عبر موقعها الرسمي مستشهدةً لقول الإمام ابن كثير في "تفسيره الآيات السابقة؛ موضحًا أن الله تعال ينَهِى عِبَادَهُ الْمُؤْمِنِينَ عَنْ كَثِيرٍ مِنَ الظَّنِّ، وَهُوَ التُّهْمَةُ وَالتَّخَوُّنُ لِلْأَهْلِ وَالْأَقَارِبِ وَالنَّاسِ فِي غَيْرِ مَحَلِّهِ؛ لِأَنَّ بَعْضَ ذَلِكَ يَكُونُ إِثْمًا مَحْضًا، فَلْيُجْتَنَبْ كَثِيرٌ مِنْهُ احْتِيَاطًا].
كما نوهت الدار عن النصوص الشرعية الكثيرة والمتضافرة في الحضِّ على إحسان الظن بالمؤمنين؛ ومن ذلك ما جاء في حادثة الإفك؛ والتي نزل بسببها قرآنٌ يُتلى إلى يوم الدين في تبرئة أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها وأرضاها؛ مستشهدةً بقوله تعالى: ﴿لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ}.
قال الدكتور محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الله سبحانه وتعالى كما أمر الأبناء ببر الآباء؛ فأمر الله أيضًا الآباء ببر أبنائهم؛ موضحا أن المقصود من بر الآباء لأبنائهم؛ هو تعليم الآباء القيم، والمبادئ، والآداب، وتعليم القرآن الكريم لأبنائهم.
ونوه أمين الفتوى خلال تصريحات تلفزيونية عن تلقي دار الإفتاء الكثير من المشاكل من هذه النوعية؛ وهي عقوق الأبناء؛ فابن يرفع صوته على أمه، أو يسبها، أو يضربها؛ مشيرًا إلى أن المشكلة الأساسية في هذا النوع من العقوق؛ هو عدم التربية الكافية لهذا الابن؛ حيث أنه لم يأخذ القدر الكافي من التربية الصالحة حتى يكون إنسانًا سويًا.